كتب طوني أبي نجم:
أنا روي حاموش تودعني والدتي اليوم، ويدفنني والدي وإخواتي وأصدقائي تحت التراب اليوم، مع أنني لم أشبع من هذه الدنيا وأنا ابن الـ24 ربيعاً. كان يُفترض أن أتخرّج مهندساً مع زملائي بعد أيام، لكنّ محمد الأحمر منعني، ومن دون سبب، فأنا لا أعرفه!
تظنون أنني متّ وانتهى الموضوع؟ أتظنون أنني سأختفي وأبقى غصة في قلب أمي ودمعة في عينها وصورة أمامها مدى الحياة، وأنتم تكملون حياتكم وكأن شيئاً لم يكن؟
صدقوني أنكم مخطئون.
أنا روي حاموش باقٍ هنا في خيال كل أم تنتظر ابنها في كل مرة يخرج من منزله.
أنا روي حاموش باقٍ في بال كل والد تعب وشقي ليربي أبناءه بدموع العينين، خوفاً من أن يصبح ابنه روي ثانٍ في غفلة من دولة عاجزة عن تأمين الأمن.
أنا روي حاموش باق في هواجس كل شاب وصبية يخرجون إلى سهرة خوفاً من أن يصطادهم وحش على غفلة!
أنا روي حاموش باقٍ كوصمة عار على جبين مسؤولين قرروا أن يستسلموا لدويلة ومافيات وعصابات، لأنهم جبناء لا يجرؤون على المواجهة، ويقبلون تأميناً لمصالحهم، أن يكون بعض زعماء العصابات والدويلات المتفلتة أقوى من الدولة!
أنا روي حاموش باقٍ في ضمير هذا المجتمع اللبناني حتى ينتفض على ذاته وعلى أشلاء دولة مهترئة، يتناتش مسؤولوها عفن المناصب والمصالح والصفقات على دماء اللبنانيين.
أنا روي حاموش باقٍ لأقلق راحتكم وتبقوا تقلقون لكي لا تلقون مصيراً كمصيري، حتى تنتفضوا على أشباه المسؤولين وعلى أنفسكم وتقولوا لا مدوية لهذه الغابة التي تعيشون فيها!
أنا روي حاموش باقٍ، وأبحث عن الانتقام. الانتقام ممن أعدمني على قارعة الطريق. الانتقام ممن أعدم سارة سليمان وإيف نوفل وكل من سقط بسلاح شبّيح محمي، أيا يكن انتماؤه.
الانتقام؟ نعم لأننا نعيش في غابة، ويوم تقوم الدولة فأهلا بالعدالة عندها…