Site icon IMLebanon

“الكيمياء المفقودة” بين بري وباسيل تطال “الانتخاب”

اشارت الوكالة “المركزية” الى ان التفاؤل الذي يصر كثيرون على ضخه في الأجواء الانتخابية لا يحجب الضوء عن غيوم كثيرة تلبد سماء العلاقة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، وتحديدا بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل.

وفيما تنبه مصادر مطلعة عبر “المركزية” إلى أن “ليس بقانون الانتخاب وحده تردت العلاقات السياسية بين الطرفين”، مذكرة بأن المخاض السياسي والرئاسي ساهم إلى حد بعيد في تعميق الفجوة بين الحركة والتيار، تلفت إلى أن المفاوضات السياسية الجارية اليوم دقت مسمارا جديدا في نعش تواصلهما، بدليل أن الرئيس بري لا يزال يحجم عن زيارة قصر بعبدا أسبوعيا، للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تبعا للتقليد المعمول به منذ عقود، وإن كان خرق هذا الإحجام في إفطار بعبدا الأخير الذي ارسى الاتفاق على مبدأ النسبية، الذي بات في صلب قانون الانتخاب المنتظر.

وفي السياق نفسه، تشير المصادر إلى أن ما يجري منذ أيام يؤكد أن المفاوضات الانتخابية، وإن كانت تقنية غير أنها لا تخلو أبدا من الحسابات والرسائل الساسية المشفرة التي يبعث بها الرئيس بري إلى التيار ورئيسه من دون تسمية.

ذلك أن باسيل يصر على التمسك بضرورة اغتنام فرصة النقاش في الملف الانتخابي لجعل شعار “حقوق المسيحيين” الذي رفعه التيار طويلا من على منبر الرابية أمرا واقعا يثبت المسيحيين في هذا البلد، في ظل الاضطهاد الذي يتعرض له أقرانهم في الجوار العربي الملتهب. ولتحقيق هذا الهدف، يطالب رئيس التيار العوني بما يسميها “ضمانات حسن التمثيل المسيحي” ، وإن كان ذلك يستوجب تعديلات دستورية عدة. على أن يتم تكريس هذه الضمانات في إطار اتفاق سياسي عريض يرعاه الرئيس عون تحت سقف بعبدا. غير أن بري لم يتأخر في قطع الطريق على باسيل، بدليل تعبيره في لقاء الأربعاء الأخير عن استغرابه لرفع البعض مطالب لم يأت أحد على ذكرها في اتفاق بعبدا الأخير.

وفي تعليق على هذه الصورة الملبدة، تلفت أوساط نيابية مقربة من بري عبر “المركزية” إلى أن باسيل يطلب المستحيل، علما أن الدورة النيابية الاستثنائية محصورة ببحث الملف الانتخابي، ولا يجوز القفز فوق المرسوم الرئاسي الذي افتتحها للغوص في دهاليز التعديلات الدستورية، على أهميتها التي يعترف بها الجميع.

وتؤكد أيضا أن الاختلافات على خط الرابية- عين التينة لا تفسد في الود قضية، مشددة على أن لا يجوز تحميل الأمور أكثر مما تحتمل”.

ولا تفوت الاوساط فرصة توجيه رسال أخيرة إلى التيار، و”من يهمه الأمر”: “الرئيس بري قدم كثيرا من التنازلات لتسهيل التفاهم مع الشركاء في الوطن، وعلى هؤلاء أن يحذوا حذوه لأن لا يجوز الرهان على الوقت والمضي في المماطلة في شأن قانون الانتخاب”.