كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:
هل عادت مدينة طرابلس الى حالة الفلتان الامني كما كانت قبل سنوات؟ ام انه كتب على هذه المدينة ان تكون صندوق بريد عند كل ازمة سياسية؟ ام هناك محاولات توريط بعض الشبان بسبب انتماءاتهم السياسية؟
اسئلة كثيرة يطرحها الطرابلسيون حول الاشكالات الاخيرة التي اقلقت راحتهم والسلاح الذي عاد من جديد الى المشهد الطرابلسي وخلفية هذه الاشكالات المتنقلة من حي الى اخر، حتى وصل البعض الى حد التفكير ان طرابلس تستهدف عند كل استحقاق او مناسبة يمكن ان ينهض المدينة من ركودها خاصة عشية الاعياد التي ينتظرها الجميع لتنشيط الحركة التجارية .
ما يحصل منذ ايام في طرابلس من اشكالات مسلحة متنقلة نتج عنها سقوط قتيل وجرحى طرح علامات استفهام عديدة عن خلفية هذه الاشكالات التي حملت بعضها بصمات سياسية ناتجة عن حرب صور ترفع لسياسيين بين هذا الفريق وذاك سواء او لاسباب اخرى ظاهرها عكس مضمونها وقد ادت هذه الاشكاليات الى مقتل احد مفاصل المدينة الميدانيين في ساحة النجمة ومن ثم اشتباكات مسلحة في الاسواق الداخلية اختلط فيها الحابل بالنابل وعلى خلفية رفع صور لسياسيين وكادت الاشتباكات ان تتطور لتعيد الامور الى نقطة الصفر لولا التدخل السريع من الجيش اللبناني الذي طوق المكان والانتشار الكثيف لشعبة المعلومات التي لاحقت المتورطين وجرى وضع حد لتفلت امني كاد ان يودي بالمدينة الى التهلكة.
يلاحظ ابناء المدينة ان اصابع خفية تحاول التلاعب بامن المدينة ولعلها اجندات خارجية تسعى الى عرقلة مسيرة طرابلس الاقتصادية المتنامية خاصة في شهر رمضان الذي حول ليالي المدينة الى حيوية وحركة ناشطة ومهرجانات رمضانية دينية وحركة تجارية ناجحة وان هناك من يسعى الى ضرب الدور الاقتصادي الناجح في طرابلس خاصة عشية الاعياد.
ويسود القلق الاوساط الطرابلسية جراء ما تشهده المدينة من احداث طابعها فردي واسبابها شخصية فيما خلفياتها سياسية تحمل استهدافا لقيادات طرابلسية حققت تمددا ملحوظا في الاحياء الشعبية على حساب تيارات سياسية اخرى ابرزها التيار الازرق الذي لم يستطع الى الآن اعادة شارعه رغم الجهود التي يبذلها التيار، وان كلا من الرئيس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي يواصلان تواصلهما مع الاوساط الشعبية التي ترى فيهما بديلا عن التيار الازرق الذي وعد كثيرا في السنوات التي مضت ولم يف باي وعد من وعوده حتى ان الافطار الرمضاني لم يأت بجديد الى الطرابلسيين وقد توقعوا أن يحمل الرئيس الحريري معه مشروعا ناجزا واحدا فيما كانت جولته على مشاريع مقررة في عهد حكومات سابقة اغلبها عهد الرئيس ميقاتي.
هذه الاحداث الامنية دفعت بقيادات المدينة الى المطالبة الجدية بازالة صور السياسيين كافة كي لا تكون حجة لافتعال المشاكل خاصة وان التنافس على رفع الصور بات وسيلة تكسب لانصار هذا السياسي او ذاك وقد وضعت اسعار لحجم الصورة وللمكان الذي ترفع فيه الصورة حتى لم يعد من جدار او سطح مبنى او شرفة الا ورفعت عليه صورة وفي مقابلها صورة للمنافس والتنافس على الحجم والتسعيرة تتصاعد فرصة يغتنمها الانصار.
شوارع يحصل فيها تمزيق صورة تجابه بتمزيف صورة لمرشح منافس وصراع على جدران المدينة تعكس عمق الصراع السياسي القائم بين القيادات السياسية وقد تحولت جدران المدينة الى لوحات تلصق عليها الصور العملاقة ولان الخشية تتفاقم جراء هذا التنافس فقد وجه الوزير كبارة نداء الى وزير الداخلية نهاد المشنوق دعاه الى تكليف الاجهزة الامنية والبلدية لازالة جميع الصور بدءا بصوره هو (كبارة) درءا لمشروع فتنة يحضر للمدينة التي بدأت تستعيد ذاكرة الاحداث والعنف بكثير من الخوف والقلق.