رأى النائب في كتلة «المستقبل» محمد قباني ان المزايدات الطائفية في قانون الانتخاب يعرف أصحابها أن معظمها غير قابل للتحقيق، وهي طعنة لاتفاق الطائف، لأن الدورة الاستثنائية فتحت لقانون الانتخاب وليست لتعديل الدستور. والكلام عن أن المرشح يجب أن ينال 40 في المئة من طائفته كشرط ليتم احتساب أصواته في الدائرة التي يترشح فيها هو مطلب غريب عجيب».
واضاف قباني في حديث لصحيفة «الحياة»: «في بيروت الثانية هناك 6 مقاعد للسنّة، فكيف نستطيع أن نؤمن لـ 6 مرشحين نسباً توازي 40 في المئة من السنّة؟ هذه الاقتراحات ونقل المقاعد هي للإثارة الطائفية التي تهدف إلى إعطاء أصحابها شعبية لدى الطوائف المسيحية».
ولا يستبعد قباني إمكان وجود شعور بأن هناك من وافق على النسبية ثم ندم والآن يحاول العرقلة «لأنه عندما تصل إلى التفاصيل تبدأ مواجهة الصعوبات، ويشعر البعض بالتالي بأنه سيخسر بعض المقاعد… فعندما وصلنا إلى الحقيقة بدأ البعض يقتنع بأن النسبية التي تعني التمثيل الدقيق للشعب ستكون على حساب انفراده بالتمثيل في دوائر عدة».
وإذ يلفت قباني إلى أن «النسبية ستفرض تحالفات جديدة»، يقول: «لم يعد ممكناً الآن الرجوع عن النسبية، لأن هذا الأمر أصبح حقيقة ومقراً ومتبنى من العهد بشخص رئيس الجمهورية، ولا يستطيع أحد أن يعود عنه، لكن يستطيع أن يحاول تفريغه وعرقلته، وهذا ما يحاول اليوم الوزير جبران باسيل أن يقوم به عبر هذه الطروحات غير المنطقية. لكن في موضوع نقل المقاعد، فإن هذا الأمر أصبح ممكناً فقط بالنسبة إلى مقعد واحد في بيروت، سيكون على الأرجح المقعد الإنجيلي».
ولأن الوقت المتبقي من ولاية المجلس بدأ يدهم، يشير قباني إلى «وجوب أن ينتهي التوافق بتدخل أصحاب القرار، وألا يتركوا الأمر لمزايدات فرد أو حزب واحد، وهناك بعض التمايز في موقف الرئيس عن موقف جبران والتيار. وأيضاً موقف «حزب الله» وأمينه العام، وهناك القوات التي هي أكثر عقلانية من التيار الوطني الحر، كما أن هناك ضغوطاً على الرئيس سعد الحريري لإنجاز قانون جديد للانتخابات وكل هذه الأمور قد تؤدى إلى اتفاق قبل الإثنين، وتأجيل الجلسة النيابية ليوم أو يومين، لأننا نكون قد دخلنا في مرحلة الانتحار السياسي».
وأكد «أن المفاوضات تتم على الساخن خصوصاً مع عودة الرئيس الحريري من المملكة ومواكبته الحثيثة لها، إضافة إلى الحراك الذي يقوم به الرئيس بري»، مشبهاً إياه «بحارس مرمى للبنان يرد الكرات المشبوهة والطائفية عن مرمى الوطن».
وإذ يرى قباني أن محاولات العرقلة للعودة إلى «الستين» فيها «إساءة كبيرة لرئيس الجمهورية أولاً، الذي أعلن أن هذا القانون قد مات»، يعزو تغير موقف «تيار المستقبل» الذي كان يرفض في السابق النسبية الكاملة في ظل السلاح، إلى أن «في المواقف السياسية هناك دائماً مراجعة وقناعات تغير رأي الأحزاب أو الأشخاص أو القيادات، وهذا ما حدث. والآن نحن مع النسبية، ولكننا نعتبر أن هناك عيوباً حصلت وأن نقل مقعد مسيحي ولو واحداً من بيروت الثانية إلى الأولى، يعني العودة إلى شرقية وغربية».