IMLebanon

هل كان بإمكان “الانغماسيين” اختراق الإجراءات المشدَّدة في مطار بيروت؟

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:

لم يكن مفاجئاً في بيروت الإعلان عن «صيدٍ ثمين» للأجهزة الأمنية اللبنانية التي نجحتْ في تعطيل مخططٍ لشبكة «داعشية» من سبعة انغماسيين، أرادتْ استهداف أحد المطاعم في الضاحية الجنوبية لبيروت إبان الإفطار، والقيام بعمليات إرهابية أخرى. فثمة تسريباتٌ كانت كشفتْ عن هذا المخطّط قبل البيان الرسمي الذي صدر أول من أمس، غير أن المفاجئ كان في التسريبات التي أعقبت البيان وأماطت اللثام عن تفجيرٍ كبير كان يستهدف مطار رفيق الحريري الدولي، وهو الأمر الذي أحدث بلبلةً لما انطوى عليه من إشاراتٍ من شأنها تحويل الإنجاز الأمني المرموق عبر إفشاء هذا السرّ سبباً لشكوكٍ حيال أمن المطار عشية موسمٍ سياحي يبشّر بأنه واعدٌ جداً.

وفيما انهمكت وسائل إعلام لبنانية في نشْر سيناريوات المخطط الإرهابي، وبينها عملية الأربعة (اليمنيين) في مطار بيروت، فإن السؤال الذي لم يَطرحه أحد هو: هل كان في إمكان المخطِّطين تنفيذ عمليتهم الانغماسية وخرْق الإجراءات «الحديدية» والتدابير البالغة الاحترازية في المطار وحوله؟ إضافة الى أسئلة أخرى عن مغزى وضْع المطار في دائرة الخطر؟ وفي سياق أيّ «أجندات» جرى تجاوز البيان الرسمي الذي حاذَر تسمية الأشياء بأسمائها حين تجنّب ذكر المطار مكتفياً بالحديث عن «مرفق عام»؟

مرجع أمني رفيع المستوى سبق أن كشف لصحيفة «الراي» الكويتية، أن الأجهزة الأمنية التي برعت في الحرب الاستباقية على الإرهاب أحبطتْ أكثر من عمليةٍ خطرة، لكنها تحاذر الإعلان عن هذا الأمر تجنباً لإحداث حال من الذعر في صفوف الرأي العام، وهو ما أوحى به أول من أمس، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان في خطابٍ ألقاه في ذكرى تأسيس قوى الأمن.

وبدا أن «العين الساهرة» لقوى الأمن الداخلي والأمن العام نجحتْ وعبر جهدٍ مشترك في كشْف الشبكة «الداعشية» التي «ضمّت» يمنيين وفلسطينيين وسوريين، وكان من بين أهدافها استهداف مطار بيروت عبر عملية مركّبة تشبه ما جرى في مطار بروكسيل في 22 اذار الـ 2016، في إطار سيناريو يقوم بتنفيذه أربعة يمنيين عبر الدخول الى المطار وإلقاء قنابل يدوية يتبعها إطلاق نار فتفجير أحزمة ناسفة لحصد أكبر عدد من الضحايا.

وكشفت مصادر معنية لـ”الراي” أنه كان من الصعب على إرهابيي «داعش» التسلل الى المطار وتنفيذ ما خططوا له، فالمطار تحوّل في ظل محاكاة للأخطار المحتملة قلعة حصينة من إجراءاتٍ أمنية علنية وخفيّة زُجت بها الكفاءات البشرية وأدواتٌ تكنولوجية تجعل من الصعب إختراق «سدودٍ» أمنية متتالية في الخارج والداخل، وهو ما بوشر تنفيذه منذ أن بدأ «داعش» باستهداف مطارات في غير مكان في العالم.

وإزاء المخطّط الذي كُشف عنه، أكد رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن لـ «الراي» ان «ما حُكي عنه يبقى في إطار النيات التخريبية ولا يمكن بأيّ شكل الحديث عن خرقٍ أمني حصل لإجراءات المطار»، مُطَمْئناً المسافرين والقادمين عبر المطار من لبنانيين وعرب وأجانب الى ان «الإجراءات المتَخذة في محيط المطار وداخله تحاكي كل الاحتمالات، وهي في جهوزية دائمة في كل الأوقات، ونحن مُطْمَئنون الى التدابير المتكاملة لحماية هذا المرفق الحيوي ومستخدَميه».

وكانت تقارير كشفتْ ان مخطط استهداف المطار كان يقضي بأن يتولى تتفيذه 4 يمنيين بعد أيامٍ من دخولهم الى لبنان وتسلُّمهم أحزمتهم الناسفة، إلا ان يمنياً واحداً منهم فقط تمكّن من الدخول وألقي القبض عليه، على خلفية إحباط تفجير الضاحية الارهابي.