أكدت مصادر أمنية متابعة للوضع الميداني في عرسال وجرودها لـ “الحياة” أن “وضع الجيش اللبناني قوي في المنطقة وهو على أهبة الاستعداد لصدّ أي اعتداء وهو في موقع قوّة”، واصفة حال “داعش” اليوم بـ”المشرذم، الضعيف، والمشتت ولا قدرة له لا لوجستياً ولا عسكرياً على التسلل والقيام بهجوم كبير مسلّح على مواقع الجيش أو إدخال سيارات ودراجات نارية مفخخة، فالجيش يقفل كل الثُّغَر والبؤر الأمنية على كامل المنطقة الجبلية في الجرود والمنطقة المحيطة”. ويسيطر على كامل المناطق المكشوفة على المسلحين ويستخدم القصف المدفعي ضد تحركاتهم إضافة إلى استخدامه أجهزة مراقبة ورصد واستطلاع ذات تقنية عالية ما يؤدي إلى استهدافهم في مواقعهم. وهذا دليل على أن الدول التي تحارب الإرهاب باتت على قناعة بأن القوى الأمنية حقّقت نجاحات متتالية في التصدي لـ “داعش” لأن لبنان شريك في هذا التحالف في وجه الإرهاب لكن داخل حدوده.
المصادر نفسها تكشف أن “لدى داعش عناصر بشرية جاهزة للقيام بعمليات انتحارية لكن الحصار المفروض عليه لا ينحصر فقط بالذخائر والأسلحة الثقيلة التي كانت تصله من الرقة بل يمنعه من استعمال مواد فتّاكة في الأحزمة الناسفة، نظراً إلى وجود نقص في تصنيع العبوات أو الأحزمة الناسفة، من هنا تتكثَّف أعمال الرصد والمراقبة لتتبُّع مسار تحركات التنظيم الذي يعتمد حالياً أسلوب ما يسمى بالذئاب المنفردة للقيام بعمليات إرهابية من خلال اتصال من الرقة يتلقاه أحد الأشخاص في لبنان يفيده بأن عليه تنفيذ عملية انتحارية في المكان المحدد وسيأتي فلان ليعطيه الحزام الناسف. وبذلك يكون التنظيم اعتمد على شخصين فقط للقيام بعمليته لأن معظم المجموعات الإرهابية انكشفت وتم تفكيكها. ويتبع أسلوب تجنيد أشخاص جدد ليسوا من أصحاب السوابق لإبعاد الشبهة عنه”.
أسلوب “داعش” الجديد يأتي نتيجة قطع الأجهزة الأمنية أوصال معظم الخلايا النائمة التي كانت متواجدة في أكثر من منطقة، إضافة إلى العمليات الاستباقية للجيش والقوى الأمنية التي أفقدتهم زمام المبادرة وشلّت قدرتهم على الحركة. وتلفت المصادر إلى أن “بقايا الخلايا النائمة، والذئاب المنفردة لم يعد أمامها إلا مخيّم عين الحلوة للتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية حيث تتلقى دعماً من بعض التنظيمات المتشددة التي تؤوي داعشيين، وتؤمن تصنيع العبوات والمال”. لكن في المقابل، هناك رفض شعبي من الأهالي أن يستخدم المطلوبون المخيم منصة لتوجيه الرسائل ويؤكدون حرصهم على علاقة حسن الجوار بين المخيم ومحيطه، فيما الجيش من خلال مديرية المخابرات يصرّ على تسليم جميع المطلوبين استناداً إلى اللائحة الموجودة بحوزة الفصائل الفلسطينية.
وتبدي المصادر ارتياحها إلى أن “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية لم تعد تجد بيئة حاضنة لها لا في عرسال ولا في غيرها من المناطق وهو ما يُعقّد عمل المجموعات الإرهابية ويُسهل عملية رصدها وتفكيكها.