تنطوي زيارات المسؤولين العسكريين الأميركيين الى لبنان على رسائل بالغة الدلالة تعبر عن أهمية الدعم الأميركي المطلق للبنان في مواجهة الارهاب، الذي هو جزء من استراتيجية واشنطن في تعزيز أمن واستقرار لبنان، وإبقاء هذا البلد آمنا ومحصنا من الحريق المشتعل في محيطه.
وعبرت زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل الى لبنان، وتفقده خط المواجهة الأول بين الجيش اللبناني والمجموعات الارهابية في جرود عرسال، عن عمق اهتمام الإدارة الأميركية بدعم الجيش، وتعزيز قدراته التسليحية والقتالية.
وأكد مصدر عسكري رفيع لصحيفة «الأنباء» الكويتية أن المسؤولين العسكريين الأميركيين «عبروا خلال لقاءاتهم في بيروت عن تقديرهم للجيش اللبناني الذي أثبتت التجربة والمعارك التي خاضها في مواجهة المجموعات المتطرفة أنه افضل جيش في المنطقة على صعيد محاربة الارهاب، وهم لمسوا ان الجيش يتمتع بإرادة قتالية صلبة، ورغم الوسائل الحالية المتاحة، فإنه يعد من أفضل جيوش المنطقة تدريبا وكفاءة وشجاعة». المصدر العسكري أكد أن فوتيل «حمل رسالة واضحة مفادها أن الجيش اللبناني خط أحمر، وليس مقبولا التعرض له سواء من دول إقليمية (في إشارة ضمنية الى اسرائيل) أو من تنظيم «داعش» ومثيلاتها، لا في هذه المرحلة ولا في المستقبل».
وكشف أن القيادي الأميركي شدد على أن «سيناريو تسلل المجموعات المسلحة الى الداخل اللبناني، ووصولها الى البحر أمر مرفوض نهائيا، لأنه يشكل خطرا على دول المنطقة المستقرة وعلى دول الغرب».
ورغم المساعدات العسكرية الأميركية التي تسلمها الجيش اللبناني في الأشهر الماضية، فإن قيادة الجيش تنتظر وصول مساعدات جديدة عبارة عن طائرات حربية هجومية، ومروحيات هيليكوبتر، ودبابات حديثة فضلا عن رادارات وأجهزة مراقبة متطورة لضبط أمن الحدود.
وأكد المصدر أن قائد الجيش العماد جوزيف عون سيبحث في زيارته المقبلة الى واشنطن طبيعة الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية، وتعزيز قدراتها بما يمكنها من حماية أمن لبنان في الداخل وعلى الحدود.