Site icon IMLebanon

جعجع: القانون الجديد مثالي!

 

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أن قانون الانتخاب الجديد مثالي وانجاز بحد ذاته، وهو قانون صنع في لبنان، معتبرا أن الوصول الى هذا القانون كان بطولة، وقد وافق عليه الجميع تقريباً، وهو يحمل تصحيحا مقبولا للخلل والتمثيل في لبنان، لذا فنحن على عتبة مرحلة جديدة.

جعجع، وفي مؤتمر صحافي بعد إقرار البرلمان لقانون الانتخاب الجديد، قال: “إن القانون الجديد أكثر قانون ضد الأحزاب الكبيرة فلم يعد هناك “محادل كبرى”، مشيرا إلى انه يعطي مجالا لكل المكونات لأن تتمثل، وموضحا في المقابل أنه لأسباب التقنية تم التمديد لـ11 شهرا.

رئيس “القوات” رفض المنطق الذي يقول إن هذا القانون هو قانون “حزب الله”، مذكرا بأن قانون “حزب الله” هو النسبية بدائرة واحدة.

جعجع ردّ على من هاجموا قانون الـ15 دائرة، فقال: “لقد نسي البعض أنهم كانوا وافقوا على قانون النسبية مع 15 دائرة في اجتماعات بكركي وانهم طالبوا فيه مرارا وتكرارا عندما كنا نناقش القانون المختلط، ليعودوا لاحقا ويهاجموه بعد التوافق عليه واقراره”.

جعجع انتقد من يبكون على الأطلال بسبب عدم إقرار الكوتا النسائية، وقال: “من هو ضنين على الكوتا النسائية هل ينتظر الحكومة لكي تقر هذا المبدأ في القانون؟ فليعملوا من ضمن ترشيحاتهم على تحفيز المرأة”.

جعجع اعتبر أنه لم يكن من الممكن الوصول الى القانون الجديد لولا موقف الرئيس عون الصارم. ولم يكن من الممكن الوصول إلى القانون لولا ايجابية سعد الحريري ولولا القرار السياسي الواضح عند أكثرية الفرقاء للوصول الى قانون انتخابي جديد، ولولا الاستراتيجية الواضحة التي وضعتها “القوات اللبنانية”.

وأكد أن القانون الجديد كان نتاج تعاون بين كل الفرقاء وهذا التعاون نتمنى أن يستمر لتحقيق الكثير من الانجازات التي يحتاجها لبنان.

 

وهذا نص كلمة جعجع:

“مبروك لنا جميعاً القانون الجديد، ولاسيما انه لم يكن سهلاً أبداً الوصول الى قانون جديد في ظل اعوجاج في قوانين الانتخاب استمر ربع قرن، وتعقيدات الوضع اللبناني، وانفجار براكين المنطقة كلّها وانتشار حممها في كل أرجاء الشرق الأوسط.”

وأسف جعجع أنه “يحلو للبعض دائماً، ولأسباب لا أفهمها، اتخاذ السلبية نهجاً بالمطلق، وإطلاق النار بشكلٍ عشوائي على كلّ وأي شيء بمعزل عن المعطيات الموضوعية والحقائق على الأرض. وللوصول بسلبيّتهم الى حدّها الأقصى، ومحاولة غش الناس، يلجأون الى مقارنة ما هو ممكن، ولكن كل شيء نسبي في هذه الحياة، مع ما هو مطلق وأفضل، بينما لا وجود له على أرض الواقع، فيضيّعون الناس ويدفعونهم الى اليأس والإحباط. كلّنا نعرف أنّ قانون الانتخاب الجديد ليس مثالياً، (وانا اليوم اعتقد ان قانون الانتخاب هذا مثالي) وعلينا جميعاً أن نعترف أنّه أفضل الممكن في ظلّ تعقيداتنا اللبنانية، لقد كان الوصول الى هذا القانون فعلاً بطولة في ظل التعقيدات التي تحدّثت عنها.”

وأضاف:”لقد كان من البطولة فعلاً النجاح في جمع هذا الكم من التناقضات والتجاذبات والمصالح المتضاربة لمكوّنات المجتمع اللبناني كافةً للوصول الى قانون انتخاب جديد وافق عليه الجميع تقريباً، في الوقت الذي يحمل هذا القانون في طيّاته تصحيحاً مقبولاً جداً ومحترماً للخلل الذي كان قائماً في التمثيل النيابي في لبنان “، مشيراً الى “انّ السلبيّة لا تؤذي إلاّ أصحابها، وتعكّر الجو العام. لقد نسي البعض، على سبيل المثال لا الحصر، أنّهم كانوا قد وافقوا على قانون النسبية مع 15 دائرة في اجتماعات بكركي، وأنّهم، لا بل أكثر من ذلك، طالبوا مراراً وتكراراً بقانون النسبية مع 15 دائرة في الأشهر الأخيرة عندما كانت تتم دراسة مشروع القانون المختلط، ليعودوا ويهاجموا قانون النسبية بـ15 دائرة بعد أن تمّ التوافق عليه وإقراره. وأسأل هؤلاء الفرقاء: لقد كانوا كلّ الوقت جزءاً من الحكومات المتعاقبة، فلماذا لم يقدموا على إنجاز مشروع أفضل من الذي تمّ إنجازه اليوم؟ ألاّ ينجزوا شيئاً، وأن يهاجموا الآخرين إذا أنجزوا شيئاً ما، فهذا قمّة السلبيّة!”

وتابع:”الآن، وبكل إيجابية، أنتقل لسرد بعض الواقعات التي رافقت مسار ولادة القانون الجديد:

أولاً: لم يكن من الممكن الوصول الى القانون الجديد لولا الموقف الواضح والصارم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ لحظة عدم توقيعه مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وحتّى لحظة إقرار القانون.

ثانياً:لم يكن من الممكن الوصول الى القانون الجديد لولا الإيجابية الكبيرة التي تصرّف بها رئيس الحكومة سعد الحريري.

ثالثاً: لم يكن من الممكن الوصول الى هذا القانون لولا القرار السياسي الواضح عند أكثريّة الفرقاء بالوصول الى قانون انتخاب جديد.

رابعاً: وأخيراً، لم يكن من الممكن إنجاز القانون، على الرغم من كل النوايا الطيّبة، لولا الاستراتيجية الواضحة والدقيقة التي وضعتها القوات اللبنانية، وخطة التحرّك الذكيّة والفعّالة التي ترجم بها النائب جورج عدوان هذه الاستراتيجية على أرض الواقع.”

ولفت الى ان “القانون الجديد هو نتاج تعاون كلّ الفرقاء، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، هذا التعاون الذي نتمنّى أن يستمرّ لتحقيق مزيد من الإنجازات لبنان بأمس الحاجة اليها.”

وذكّر جعجع بالحملة التي تعرضت لها القوات اللبنانية في العام 2013 عندما تركت القانون الاورثوذكسي، فقال:” حينها كنا نرى أن هذا القانون لا فرصة له بالحياة، والحملة التي شنت علينا كانت حملة جائرة لأننا كنا نتمتع بالجرأة لنقول ان هذا القانون لا يصلح في لبنان. البعض يقول: كيف القوات قبلت بالنسبية؟ أُجيب: ان النسبية كما طُرحت في البداية في دائرة واحدة تختلف عن النسبية بـ15 دائرة”.

وردّ على بعض من يدعي ان هذا القانون مفصّل على حجم التيار والقوات وهو لاقصاء المستقلين بالقول:”ان أكثر قانون يعطي فرصة للأحزاب الصغيرة هو هذا القانون، فالقوات والتيار في قانون الستين ينالون كل المقاعد المسيحية في لبنان، لكننا رفضنا ذلك، والقانون الحالي هو أكثر قانون ضد الاحزاب الكبيرة، باعتبار أنه يعطي مجالاً لأكبر عدد من التمثيل.”

وأردف:” أما البعض الآخر فيقول ان هذا القانون هو قانون حزب الله، فالكل يعلم أننا على طرفي نقيض مع حزب الله في النظرة الى لبنان، ونرى أن حزب الله هو العائق أمام تشكيل الدولة، لكن هذا لا يعني اننا نرفض كل ما يقوله، فعلى سبيل المثال في مجلس الوزراء اذا عارض حزب الله الفساد فنحن نؤيده. ان قانون حزب الله كان النسبية مع دائرة واحدة، بينما هذا القانون ليس قانون حزب الله، بتقديراتي بأحسن الحالات حزب الله سيخسر عدداً من المقاعد اذا تكاتف الشيعة الاحرار بوجه الثنائي الشيعي.”

وتطرق الى موضوع الكوتا النسائية متوجهاً الى المطالبين بها بالقول:”أتنتظرون من الحكومة ان تضع هذا الموضوع في القانون؟ وأنا اسألكم: ألا ستطيعون ترشيح نساء في لوائحكم دون قانون يجبركم على ذلك؟ من جهتنا نحن نسعى جاهدين سواء بوجود كوتا أو لا الى تحفيز دور المرأة ونفتح أمامها المجالات والانتخابات قادمة…

وشرح رئيس القوات موضوع الصوت التفضيلي في الدائرة، فقال:”لقد قمنا بمواجهة قوية ليبقى الصوت التفضيلي في الدائرة الا ان الاغلبية فضلوا ان يبقى في القضاء، الا اننا لم ننجح.”

وختم جعجع:”الاساس هو ان القانون صُنع في لبنان، وهذه هي المرة الوحيدة التي نصنع قانون انتخابات في لبنان. ومنذ 8 أشهر، رئيسُنا صُنع في لبنان، وكل هذا يجب ان يدفعنا لعدم قبول اي شيء الا اذا كان صُنع في لبنان…”