كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
مع نهاية العام الدراسي والاستعداد للعطلة الصيفية، تكثر الرحلات والمشاريع في الهواء الطلق، كالسباحة والـ»Hiking». لكن قبل تشجيع أولادكم على الانخراط في مِثل هذه الأنواع من الحركات، هل فكّرتم في سُبل حمايتهم من حرارة الطقس المرتفعة المصاحبة للجفاف؟
بدلاً من تمضية أسعدِ الأوقات والإفادة القصوى من الطقس الجميل، يتعرّض العديد من الأولاد لسخونةٍ مفرطة، ودوخة، وغثيان. غير أنّ هذه المشكلة قد لا تمضي على خير دائماً، حتّى عند الاستراحة بعيداً من أشعّة الشمس، وشربِ المياه والسوائل الصحّية، وتدليك الجسم بمناشف باردة للمساهمة في السيطرة على الأمر.
الانعكاسات السلبية قد تكون أكثر جدّية، لعلّ أبرزَها ما يُعرف بالـ«Hyperthermia»، أي ارتفاع حرارة الجسم بشكل غير طبيعي، ما قد يسبّب تشنّجات مؤلمة في العضلات وقد تتطوّر سريعاً، من الغثيان والتعب ووجع الرأس، إلى الإرتباك وفقدان الوعي اللذين يرمزان إلى ضربة الشمس.
الأطفال، خصوصاً مَن يبلغون أقلَّ من 4 أعوام، يتأثّرون سريعاً في الحرارة المرتفعة، أوّلاً، لأنّهم لا يبدّدون الحرارة من خلال التعرّق بطريقة فعّالة كالبالغين، وثانياً لأنّهم لا يشربون دائماً ما يكفي لتعويض السوائل التي يخسرونها عند التعرّق.
على غِرار حروق الشمس، يُعتبَر ارتفاع حرارة الجسم بشكل غير طبيعي من بين المشكلات الصيفية التي يمكن الوقاية منها. المطلوب من جميع الأهالي الاطّلاع على النصائح التالية والحِرص على تطبيقها للحفاظ على صحّة أولادهم ونشاطهم:
الإكثار من المياه
كشفَت دراسة أخيرة أنّ ثُلثي الأولاد في المخيّمات الرياضية كانوا يشكون من الجفاف قبل قيامهم بأيّ حركة. إحرَصوا على أن يشرب أطفالكم كوبَ ماء قبل الخروج للّعب أو ممارسة الرياضة حتى لو قالوا إنّهم لا يشعرون بالعطش.
على رغم قلّة القواعد الإرشادية، ينصح الخبراء بأن يشرَب الأطفال في سنّ المدرسة نحو كوبين من المياه قبل بضع ساعات من الرياضة، ونحو نصف كوب قبل 10 إلى 20 دقيقة من اللعب خارجاً.
المشروبات الصحيحة
تميل المشروبات الرياضية إلى أن تكون مشبَّعة بالسكّر، إلّا أنّها قد تشكّل خياراً جيّداً إذا كانت تدفع الولد إلى شربِ المزيد، شرط الاعتدال في الكمّية. أمّا الخيار الآخر فيقتصر على إضافة شريحة أو اثنتين من الفاكهة إلى كوب المياه، بما أنّ النكهة تشجّع الأولاد على الشرب. في المقابل، يجب تفادي المشروبات التي تحتوي الكافيين، كالصودا والشاي المثلّج، بما أنّها تتميّز بتأثيرها المُدِرّ للبول الذي يؤدّي إلى خسارة مزيد من السوائل.
الانخراط في الرياضة
حرارة الطقس المرتفعة تكون أصعبَ على الطفل غير المعتاد لها. يحتاج الصغار 10 إلى 14 يوماً كي تستطيع أجسامهم التكيّفَ مع الطقس الدافئ، ونحو 6 أسابيع إذا كانوا يشكون من زيادة الوزن. دعوا ولدكم يخرج لركلِ كرة القدم أو ركوب الدرّاجة الهوائية لمدّةٍ تبلغ 45 دقيقة في اليوم لأسبوعين على الأقلّ قبل الذهاب إلى المخيّم، أو بدء العطلة، أو ممارسة الرياضة.
إرتداء ملابس خفيفة
مِن المهمّ أن تكون الملابس فضفاضة، وفاتحة اللون، وتقتصر على طبقة واحدة. يُفضّل شراء الأقمشة ذات التقنية العالية المصمّمة لإبعاد العرَق من الجلد والسماح له بالتبخّر.
الاطّلاع على الأحوال الجوّية
يجب على الأهالي الحِرص على حدّ نشاط أولادهم الأكثر كثافة إلى فترة ما قبل الظهر وبعد الرابعة عصراً، خصوصاً خلال الأيام الرطبة. الهواء الحارّ والثقيل يجعل من الصعب التعرّق.