Site icon IMLebanon

ثلاثة أهداف “تختصر” المقاربة الأميركية للملف اللبناني

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

هل بدأت فعلاً تظهر آفاق السياسة الخارجية للإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب، لا سيما بعد جولته الموسعة شرقاً وغرباً الشهر الماضي؟

تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع، أنه من أجل فهم أكبر لِما تعتمده الإدارة في الولايات المتحدة، يجب الإنتظار أكثر، ومراقبة مجموعة من ردود الفعل لا سيما في ما خص الموضوع السوري، والملف النووي الايراني وما إذا ستكمل الإدارة في الإتفاق الذي سارت به الإدارة السابقة أم لا.

أما مكافحة الإرهاب فهي أولوية واضحة لدى هذه الإدارة. أيضاً من المهم النظر إلى ما ستؤول إليه الرغبة في معاودة العملية السلمية لإنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. أما بالنسبة إلى الملف اللبناني، فليس له الأولوية أو الأهمية القصوى. انما تتم مقاربته إنطلاقاً من ثلاثة أهداف:

– دعم إستقرار لبنان وعمل مؤسساته ومندرجات القرار ١٧٠١، ثم دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، حيث تقدر الإدارة عالياً الإنجازات المهمة لهما على صعيد مكافحة الإرهاب.

– الدور الذي يلعبه لبنان بإستضافة أعداد ضخمة من النازحين السوريين. وهذا ما يحل مشكلة كبرى كما ترى المصادر، نيابة عن كل دول العالم. إذ على الأراضي اللبنانية نحو مليوني لاجئ سوري، مليون ونصف المليون مسجلين رسمياً. كما هناك نصف مليون لاجئ فلسطيني.

– الضغوط المستمرة على «حزب الله» وما العقوبات المالية التي ينوي الكونغرس، زيادتها عليه، سوى محطة في هذا الإطار، ومن المؤكد أن السياسة الأميركية حيال إيران تؤثر جداً في هذا المجال.

في كل الأحوال، اليوم لبنان ليس أولوية لا على الأجندة الأميركية، ولا على الأجندات الدولية الأخرى، خصوصاً وأن الإستقرار فيه قائم، وهو أمر مريح لكافة الجهات الخارجية. إنه ستاتيكو قائم لا تنوى أية جهة من الأطراف الخارجية والداخلية زعزعته، في ظل المشهد الإقليمي القائم، حيث العراق ينهار أمنياً، وسوريا مدمرة، والنظام المصري يعاني ما يعانيه. فضلاً عن التوترات الخليجية.

ثم هناك الوضع في شمال أفريقيا من سيئ إلى أسوأ. ليبيا تتصومل، وليس من إستقرار في الدول المجاورة لها لا سيما في تونس.

لبنان يبقى نموذج الإستقرار الأمني، وموطئ قدم دولي جيد، حيث تنجز عمليات الاغاثة للاجئين، وحيث انجازات الجيش في موضوع محاربة الإرهاب وكشف مخططاته.

ليس هناك من حدث معين، وفقاً للمصادر، مرتبط به تبيان السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة. إسرائيل ما زالت أولوية وكذلك الخليج. طبعاً هناك مواجهة مع إيران في المنطقة، وفي سوريا تحديداً.

وتشير المصادر، إلى أن الشرق الأوسط ليس محورياً قياساً إلى ما كان لدى بدء سياسة الرئيس السابق باراك اوباما، نظراً للأنشغال بالسياسة الداخلية والإقتصادية تحديداً في الولايات المتحدة.

ومكافحة الإرهاب تبقى أولوية الأولويات، وما يحصل من مواقف عربية صارمة تجاه هذا الموضوع بغطاء أميركي، يؤكد القرار الذي لا رجوع عنه أميركياً في هذا المجال. وفي وقت يضرب تنظيم «داعش»، أوروبياً وآسيوياً، تبذل القوى الأمنية اللبنانية قصارى جهدها لضبط الأمور.

العمليات الإرهابية تشكل خوفاً وهاجساً قائماً، بطبيعة الحال، وهذا لا يسري فقط على لبنان، بل على كل دول العالم، لاسيما وأن «داعش» يُجنّد عملاءه عبر الإنترنت للقيام بعمليات، وفي كل العالم لديه أشخاص يقومون بما يمليه عليهم. ومع إقتراب القضاء على «داعش» في سوريا من خلال معركة الرقة، العالم كله، والولايات المتحدة أيضاً، يتوقعان مرحلة عصيبة من الأعمال الإرهابية.

ولو كانت المنازعة الأخيرة للتنظيم، لكنها ستكون مؤذية. ولا مفرّ منها، الأمر الذي يشكل مصدر قلق دولي، على أن الإدارة الأميركية، دائماً تهنئ المسؤولين اللبنانيين على الدور الذي يلعبه لبنان في مكافحة الإرهاب.