كتب رضوان مرتضى في “الأخبار”:
أوقفت استخبارات الجيش ٩ أشخاص، بينهم “أمير شرعي”، يؤلفون خليتين أمنيتين مرتبطتين بتنظيم “داعش”، وينشطون بين البقاع والشمال. الموقوفون اعترفوا بـ”الإعداد لتصفية مخبري الجيش وضرب مراكزه” لتمهيد الطريق لـ”الدولة الإسلامية”
لم يكن المشتبه فيه طارق م. الذي أوقفته استخبارات الجيش موقوفاً عادياً. الشاب الملقب بـ”أبو عبيدة” كان رأس الخيط الذي أوصل المحققين إلى الرأس المدبر لخليتين إرهابيتين تنشطان في الإعداد لعمليات إرهابية تستهدف مخبري الجيش ومراكزه. كان ذلك على رأس لائحة الأهداف بحسب اعترافات الموقوفين في فرع التحقيق لدى مديرية المخابرات. يليها استهداف شخصيات في المنطقة وتجنيد شبان للعمل الأمني لمصلحة “داعش”.
وكان المشتبه فيهم قد بدأوا بالتدريب على الرماية وإعداد العبوات الناسفة تمهيداً للانتقال الى المرحلة التنفيذية، قبل أن تنفّذ استخبارات الجيش عملية استباقية لتوقيفهم بين قب الياس البقاعية وبحنّين الشمالية، على مدى الأسبوعين الماضيين. وعلمت “الأخبار” أن متابعة أفراد الخلية في قب الياس بدأت منذ قرابة ١٥ يوماً، جراء توقيف المشتبه فيه طارق م. إثر رصد لمحادثاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع جهات متشددة. كان هذا التواصل نقطة الربط بين جهة مشتبه فيها والعنصر التنفيذي. وعليه، استُدرج طارق ليتم توقيفه. غير أن مديرية المخابرات ارتأت عدم توقيف أي من الأفراد المرتبطين به، باستثناء شقيقه يوسف م. الذي كان شريكه، حرصاً على عدم فرار الرأس المدبّر للخلية. انكب البحث لدى مديرية المخابرات على النقطة الأساسية المتمثلة بتحديد المدبّر الذي يحرك الخلية. حُدِّد الهدف قبل ستة أيام، ليتبين أن المحركين الأساسيين لهذه الخلية هما عبدالله عباس البريدي وحمزة مصطفى البريدي اللذان يقيمان في قب الياس. كان الرجلان قد بدآ بخلق حالة إسلامية في البلدة عبر إعطاء دروس دينية لعدد من الشباب الذين التفوا حولهما. وكان المشتبه فيهما المرتبطان بأفراد من التنظيم في الرقة، يدعوان إلى اجتماعات دورية يحرصان فيها على التركيز على الدروس الدينية الشرعية، تتزامن مع دروس نظرية عسكرية. وترافقت هذه الدروس مع تدريبات رماية أجراها أفراد الخلية في البقاع والشمال. وبناء على ما تقدم، أوقفت استخبارات الجيش المشتبه فيهما البريدي، ليتبين أنّ أحدهما كان الأمير الشرعي للمجموعة. وقد جرى توقيف كل من أحمد ا. وعمر ح. وعمر ك. إضافة الى الشقيقين طارق ويوسف. وضُبطت لدى الموقوفين كمية من الأسلحة. وتبين من خلال التحقيقات أنّ أحد الشقيقين، طارق، مرتبط بخلية ثانية في بحنّين في الشمال، لم يلبث أن تكشّف أنها تتألف من الشقيقين صهيب ومحمود ك. دوهم المشتبه فيهما وضبطت في منزلهما كمية من الأسلحة الفردية ومواد تُستخدم للتفخيخ. وذكرت المصادر الأمنية أن القاصر ص. ك. جرى تجنيده عبر الإنترنت ليتبين أن المجنِّد هو نفسه طارق م. الذي أبلغه أن هناك أميراً شرعياً جاهز لأخذ البيعة منه. ولم يكن هذا الأمير سوى عبدالله البريدي، الرأس المدبر للخليتين اللتين كلفتا بإعداد الأرضية تمهيداً لتجنيد أشخاص للالتحاق بـ”داعش” في سوريا أو تنفيذ عمليات أمنية في الداخل اللبناني.