لفت رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى أنّ “ما فعله التيار الوطني الحر مع “حزب الله” نعده خيار حياة، وقد ارتضيناه وعرفنا معه ان نحمل خيراته وسيئاته”، وقال: “كما يحمل “حزب الله” معنا خيراته وسيئاته، وهنا كما الاخوة عندما يحملون عن بعضهم فلا يريد احدهم ان يحمل اخاه اكثر منه. وهكذا فانه، مع الاخوة لا يوجد حمل بل يوجد في النهاية خيار حياة نرتضيه وهو يحمل معه الامل بمستقبل. نحن شهدنا ماذا حقق هذا الخيار، فقد اصبح للبنان رئيس قوي لجميع اللبنانيين فتقوى الجمهورية كلها بدستورها وقوانينها. كما انّ هذا الخيار اوجد قانونا لللبنانيين، قانوناً جديداً حلمه كبير، وقد اعتمدنا هذا الخيار منذ وثيقة التفاهم والى ما بعدها”.
باسيل، وخلال افطار رمضاني من تنظيم هيئة قضاء بعبدا في “التيار الوطني الحر”، في منطقة الصفير، رأى انّ “أهمية النسبية في نظامنا اللبناني هي ان نخرجها من منطق العدد والا ستقع فيه، وان نضعها في مفهوم التمثيل العادل للجميع، والاهم انّها تحفظ للجميع حقوقهم وتمثيلهم”، وأضاف: “هناك امر آخر تحققه الا وهو التنوع ضمن الطوائف، وهذه هي الجرأة الحقيقية التي يعتمدها الافرقاء ضمن قانون الإنتخابات. نحن قلنا انّ لنا الشرف ان يكون تيار اكثري يطالب بالنسبية، لانك تعرف انك تأخذ كل النواب في مناطق، والآن عليك ان تقبل طوعاً ان تتقاسمهم، وهذا ليس ضد الفكر الالغائي بل هو الفكر الاستيعابي الذي يؤمن ان التشارك في هذا البلد هو في بقائه باستقرار”.
وتابع: “انّ “حزب الله” وحركة “أمل” ادركا انه عندما تعتمد النسبية فانهم يعطون الفرصة للتيار الآخر. ونحن كـ”تيار وطني حر” قلنا اننا نود ان نكون، لانّ طموحنا ان نكون تياراً وطنياً بكل معنى الكلمة وان نوجد في كل المناطق والطوائف ونمثل هذا التنوع الوطني، وآمل ان تصل كل الاحزاب اللبنانية الى هذه المرحلة. هذه هي قيمة النسبية التي اذا اعطيناها معناها الكامل تكون قد اخذتنا فعلا الى دولة المواطنة حيث لا يسود التساوي بين اللبنانيين الا اذا اتجهنا في اتجاهها، وكل نظام قائم على الطوائف سيترك فروقاته وسيبقى التنافس بين الطوائف حتى تعمل كل طائفة اختباراتها ومن ثم لتخرج منها، تكون عندها دفعت ودفع البلد معها الغالي وهذا ما حدث في تاريخنا”.
وقال باسيل: “انّ التفاهم الذي وقعناه مع الحزب منذ 11 عاماً، أوجد الخير للبنانيين، خصوصاً لجهة الاستقرار الذي حفظناه من خلال هذا التفاهم وهو ضمانة لجميع اللبنانيين وقد سمح للناس ان تأخذ حقوقها. ولم يستغل احد ايّ انتصار حتى يبطش سياسياً ولا يجب التذكير بكل المحطات التي مرت. لقد ساهم هذا الانجاز الوطني في تقوية اللبنانيين، لكنّ يوجد امامنا تحد كبير لم نواجهه، مرض سيفتك بنا جميعا اذا لم نعتبره من أولوياتنا، وهو الفساد، الذي يدخل الى كل مجتمع وسيصبح في كل بيت وفي كل بيت سياسي من بيوتنا. وهو أكبر عدو أكان في مؤسسات الدولة او في جيشنا او في بنية الدولة الاقتصادية والاجتماعية، ولا احد يقبل ان يبقى بمنأى عنه لا “التيار الوطني الحر” ولا “حزب الله” ولا المقاومة لان اكبر خطر على المقاومة هو الفساد”.
وختم: “اذا اردنا فعلا ان يبقى لبنان قويا ويسلم، علينا ان نخلصه من الفساد وهذا تحد مطروح علينا وعلى “حزب الله”، واذا لم نجب “ناسنا” بأننا على قدر من التكافل والتضامن الكاملين فتكون نقطة تسجل علينا، ولهذا آمل منا جميعا ان نوحد كلمتنا ورأينا على أولوية محاربة الفساد في اتجاه اقتصاد منتج والاستفادة من مقدرات الدولة ونحافظ على الانسان كقيمة. ونتمنى ان نكون على مستوى هذه المرحلة واملنا كبير في هذا العهد الذي فيه قوة لجميع اللبنانيين، واتكالنا ان لا نهرب من هذه المواجهة تحت اي شعار آخر، لانه تبين ان مواجهة إسرائيل وداعش اسهل من مواجهة الفساد، وهذا هو التحدي الحقيقي اذا استطعنا التغلب على الفساد”.