رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ “الاصطفاف بين 8 و14 آذار لا زال موجوداً ومستمراً، اذ من غير الممكن ان تستقيم الأمور وأن نصل الى دولة وجمهورية قوية في لبنان إلا اذا أصبح كل السلاح ضمن إطار الدولة وعاد اليها كامل القرار الاستراتيجي، وقبل أن نصل الى تحقيق هذا الهدف يكون كل ما نقوم به مجرد تفاصيل ينقصه البناء الأساسي للدولة”.
جعجع، وخلال الإفطار السنوي الذي أقامته الأمانة العامة دائرة المصالح والنقابات في حزب “القوات اللبنانية” في فندق حبتور في سن الفيل تحت شعار:”مسلم-مسيحي معاً… كي نبني الوطن”، قال: “قد يستغرب البعض أن القوات اللبنانية تقيم إفطاراً ولكن اذا دخلوا فعلياً الى داخل القوات لن يستغربوا لأنه في صلب مشروعنا كحزب هو هذا الـ”لبنان” الذي لا يقوم من دون المسلمين والمسيحيين”.
ولفت الى انّ “الاصطفاف الثاني في البلد هو بين من يعتبرون ان الفساد هو جزء لا يتجزأ من عمل الدولة ومن جهة أخرى بين من يعتبرون أنه لا قيامة للدولة في ظل وجود الفساد، للأسف فوجئنا بفريق في لبنان يعتبر انّ الفساد هو جزء طبيعي من عمل الدولة، انطلاقاً من ثقافة معينة ربما، ولكن نحن نرى أنه لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان اذا استمر بحكمها الفساد، وأنا لا أخفيكم أنها معركة كبيرة جداً، فالفساد هو خطر داهم يهدد الدولة في كل لحظة”.
واذ وصف القانون الانتخابي الجديد بـ”الإنجاز التاريخي الذي صُنع في لبنان، فهو ليس قانوناً صُنع في النروج أو فرنسا أو أميركا، باعتبار أن لبنان بلد صعب وتعددي ولنتمكن من صناعة قانون انتخاب، هذا بحدّ ذاته إنجاز”، انتقد جعجع “بعض نشرات الأخبار التي وصفت قانون الانتخاب بالفضيحة الكبيرة لأن فئة سن الـ18 لا يمكنها التصويت أو بسبب غياب الكوتا النسائية، وهذه إصلاحات يمكن تطبيقها لاحقاً، فانحصر الانتقاد بنقاط تفصيلية لا تُقدم ولا تؤخر في قيامة البلد، والمحطات التلفزيونية للأسف تزايد على بعضها البعض بالسلبية، وهذا قد يؤدي الى تدمير المجتمع، لذا يجب ان نعي أنه يجب طرح الأمور كما هي، فبقدر ما يزداد الوضع صعوبة بقدر ما نحتاج الى الهدوء والتروي والتصرف بعقلانية، وهذا هو الاصطفاف الثالث بين السلبية والايجابية وبين الأمل واليأس، سياسة التيئيس هي كالمرض الخبيث الذي يفتك بجسم الانسان، فهذا الشاب اللبناني الذي يتلقى السلبية من وسائل الاعلام بشكل يومي سيكبر ليفقد إيمانه بوطنه”.
وأشار جعجع الى انّ القانون الجديد “يحمل إيجابية كبيرة ولاسيما ان النسبية فيه قضت على ما يُسمى بالمحادل، وكل شاب أو شابة لديهما الطموح وبإمكانهما جمع الحاصل الانتخابي أي بين 9 آلاف و13 ألف صوت مثلاً حسب المنطقة يمكنهما الترشح والدخول الى الندوة البرلمانية، فمن لا يستطيع جمع الحد الأدنى من هذا الحاصل ليسمح لنا وليذهب يتسلى في المقهى أو كما يقول زياد الرحباني فليذهب الى ترقيع بنطلونه قبل التنطح”.