كتبت سينتيا عوَاد في “الجمهورية”:
من منّا لم يسبق له أن تعرّض فجأة لشعور ثقيل في المعدة يسبّب الخمول لساعات ويجعل الملابس غير مُريحة على الإطلاق؟ يُعرف ذلك حتماً بالنفخة التي تكون مُزعجة جداً عندما تحدث من دون أيّ إنذار. ما الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة؟تحدث النفخة عموماً بسبب تناول أطعمة معيّنة أو القيام بأمر ما أثناء الأكل مسؤول عن إفراز غازات إضافية في الأمعاء. اللافت أنه يصعب تحديد الأسباب الفعليّة للنفخة بما أنّ حساسيّة الطعام تختلف من شخص إلى آخر، بحيث إنّ البعض يعاني حساسية أكثر على منتجات الحليب أو الألياف مقارنةً بالبعض الآخر. فضلاً عن أنّ الجسم قد يعدّل نفسه، إذ إنّ الأطعمة التي قد سبّبت له يوماً النفخة قد يصبح هضمها أكثر سهولة مع الوقت، والعكس صحيح.
ذلك يعني أنّ هناك مجموعة عوامل مسؤولة عن الشعور بالنفخة أكثر من المُعتاد. وخلافاً لما هو شائع، فإنّ المأكولات غير الصحّية ليست وحدها وراء هذه المشكلة، إنما يمكن لبعض المغذّيات كالألياف المتوافرة في آلاف الأطعمة الصحّية أن تكون السبب.
تعرّفوا اليوم إلى أهمّ العوامل التي تحفّز إصابتكم بالنفخة من دون علمكم:
المشروبات الفوّارة
لا شكّ في أنّ الفقاعات تؤدي إلى حدوث نفخة. أي مشروب يحتوي غازات إضافية كالمياه الفوّارة، أو الصودا، أو الشامبانيا قد يعرّضكم للشعور بالنفخة فجأة. إذا تبيّن أنّ هذا هو سبب مشكلتكم، ابتعدوا من السوائل المذكورة فوراً.
الشرب بواسطة الـStraw
يعني ذلك أنكم تحصلون على هواء إضافي، ما ينعكس سلباً على معدتكم. كذلك فإنّ التحدّث المطوَّل أثناء تناول الطعام قد يسبب بدوره التأثير ذاته، لذلك يُفضّل تأجيل الأحاديث إلى ما بعد الإنتهاء من المضغ.
تناول الخضار الكرنبية
كالبروكلي، والقرنبيط، والـKale الغنيّة بالألياف. إضافةً إلى أنّ هضم المأكولات الغنية بالألياف يكون أصعب بقليل، تحتوي الخضار الكرنبية على نوع من السكر يُعرف بالـRaffinos الذي يُصدر الغازات في الأمعاء. عند زيادة كمية الألياف المستهلَكة، إحرصوا أيضاً في المقابل على تعزيز نسبة المياه بما أنّ ذلك يلعب دوراً إيجاباً.
الإفراط في الأجبان الليّنة
يعاني العديد من الأشخاص حساسية اللاكتوز، ما يصعّب عليهم هضم مشتقات الحليب. يعني ذلك أنّ غالبية منتجات الألبان مرتبطة بالنفخة. لتفادي أيّ حالة مفاجِئة أثناء تمضية سهرة Cheese and Wine، تجنّبوا جبنة الـBrie. يميل هضم الأجبان الصلبة إلى أن يكون أكثر سهولة من نظيراتها الليّنة.
مضغ العلكة
إذا كنتم تلجأون إلى العلكة للحفاظ على رشاقتكم بدلاً من تناول السناك، من المُحتمل جداً أن تُلحقوا الضرر بمعدتكم المسطّحة. تحتوي العلكة سكر الـ«Sorbitol» المعروف بأنه يسبب النفخة ومشكلات أخرى في الجهاز الهضمي لدى العديد من الأشخاص. يُشار إلى أنّ هذا المُحلّي يُستخدَم أيضاً في بعض الحلويات المثلّجة، لذلك يجب قراءة أغلفة المنتجات جيداً لردع النفخة.
المبالغة في الصوديوم
أيّ طعام يحتوي جرعةً عالية من الصوديوم سيجعلكم تشعرون بالنفخة لأنه يدفع الجسم إلى إحتباس السوائل. صحيح أنه يحقّ للجميع الإنغماس في المأكولات المفضّلة لديهم، لكن في المرّة المقبلة التي تحصلون فيها على قليل من الوجبات السريعة أو السوشي مع الصويا، إستعدّوا للنفخة.
تناول التفاح كـ”سناك”
لا شكّ في أنّ التفاحة تُعتبر من أفضل السناكات الصحّية، إلّا أنها قد تُحدِث نفخة مُفاجِئة بفضل محتوى الألياف المرتفع والفروكتوز الطبيعي، ما يدفع إلى إطالة مدة هضمها. إذا كانت هذه المشكلة تعنيكم، يمكنكم نزع القشرة لخفض كمية الألياف، لكن إعلموا أنكم بذلك تخسرون أيضاً مجموعة مهمّة من المغذيات. كذلك بإمكانكم شَوي التفاح لجعله ملائماً أكثر لمعدتكم.
كثرة الأكل أو سرعة البلع
كقاعدة عامة، الإفراط في إستهلاك الطعام سيؤدي حتماً إلى النفخة، لذلك يتعرّض الناس لهذه المشكلة عقب تناول وجبة كبيرة خلال الأعياد والمناسبات. في مثل هذه الحال، فإنّ اللوم لا يقع على المأكولات بحدّ ذاتها إنما لأنكم ببساطة حصلتم على كميات كبيرة منها. من جهة أخرى، لا غنى عن الأكل ببطء ومضغ الطعام جيداً، وإلّا فلا مفرّ من النفخة.