كتبت “المركزية”: فيما يبذل العهد جهودا ملحوظة لاعادة ثقة اللبنانيين المهزوزة بدولتهم ووطنهم حيث رفعت حكومته الاولى شعار “استعادة الثقة”، وفي وقت يصرّ الفريق الذي تسلم مقاليد حكم البلاد بعد الانتخابات الرئاسية على تسطير الانجازات وآخرها الاتفاق على قانون انتخابي جديد بينما تستعد “بعبدا” لاحتضان ورشة حكومية غدا هدفها تحفيز الكتل والاحزاب السياسية الموجودة داخل مجلس الوزراء على مضاعفة نشاطها لتحسين ظروف اللبنانيين المعيشية والحياتية والتركيز على تحقيق وثبة إنمائية، تأتي مشاهد نافرة لتردّ بدقائق قليلة، كلَّ المساعي التي تُبذل لترميم إيمان اللبنانيين بدولتهم، الى المربع الاول، وتنسفَ كل ما يحاول العهد بناءه عن بكرة أبيه، وفق ما تقول مصادر سياسية – اقتصادية بقاعية لـ”المركزية”.
فما رافق استقبال “رجل الاعمال” المطلوب رضا المصري في بلدته حورتعلا بعد الافراج عنه أمس، كان كفيلا بضرب هيبة دول لا دولة فقط، بحسب المصادر التي تتحدث عن كميات هائلة من الرصاص أطلقها “أنصاره” من رشاشاتهم ومسدساتهم و”كلاشينكوفاتهم” لحظة وصوله الى بلدته، لكنهم لم يكتفوا بها للتعبير عن “ابتهاجهم” بل لجأوا أيضا الى اطلاق قذائف “ار. بي. جي”، في مشهد فوضوي مرعب لم يسلم منه البشر والحجر حيث سجلت اصابات وتضررت ممتلكات وسيارات في الجوار، لكن “لا من يسأل او يحاسب”. المصادر تأسف لان صفة “الفلتان الامني” باتت ملازمة أو مرادفة لمنطقة البقاع. فالخطف والاتجار بالممنوعات والمخدرات على أنواعها والجزر الامنية واللجوء الى السلاح وإطلاق الرصاص حزنا او فرحا، تنمو كلها كالفطريات في الرقعة الجغرافية هذه من دون ان تحرّك الدولة ساكنا، دائما بحسب المصادر، فيما الخطط الامنية حبر على ورق تماما كما “رفع الغطاء السياسي” عن المطلوبين، حيث لا تدل اي واقعة على الارض الى امكانية نقل هذه الشعارات من القول الى الفعل.
وسط هذه الاجواء، تتحدث المصادر بـ”لوعة” عن حجم المعاناة التي يقاسيها أهل المنطقة وتجّارها على حد سواء، في ظل الواقع الراهن حيث ان الامان المفقود يحوّل حياتهم اليومية كابوسا من جهة، وينعكس سلبا على أعمالهم ومصالحهم من جهة ثانية. وتشير الى ان الآمال كانت كبيرة على العهد وأركانه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق، لتحقيق تغيير في الوضع البقاعي المأزوم، الا ان نحو 8 أشهر مرت منذ انجاز الانتخابات الرئاسية ولم نلمس تبدلا. لكنها تؤكد أن التعويل لا يزال قائما على خطة يضعها العهد لانقاذ البقاع وأهله من الفوضى التي يعيشون فيها، خصوصا بعد ان قررت الحكومة اليوم عقد جلسة (يحدد موعدها في الساعات المقبلة) ستخصص للبحث في الوضع الامني المحلي في شكل عام والبقاعي في شكل خاص. وتلفت المصادر الى ان كل الانجازات التي حققها وقد يحققها العهد في الفترة المقبلة ستبقى ناقصة ما لم تستعد الدولة “هيبتها” وموقعها وتضرب بيد من حديد المخلين بالامن وتسقط القلاع الامنية المرفوعة في وجهها، وتضع حدا لقوى الامر الواقع التي تفرض نفسها وممارساتها وسلاحها “غير الشرعي” في مناطق نفوذها، بحسب المصادر، والا فان كل جهود الحكومة للنهوض بالاقتصاد وتحسين ظروف العيش لإرضاء المواطن، ستذهب “هباء”.
وكانت شعبة المعلومات أوقفت في رياق في 26 أيار الماضي المطلوب رضا المصري المدّعى عليه بعمليات نصب واحتيال، آخرها الدعوى المرفوعة عليه (وعلى والده الشيخ محمد المصري) بتهم التزوير وانتحال الصفة والاحتيال والاختلاس، وقد أطلق سراحه أمس بسند كفالة بعد تبرئته من تهمة تبييض الأموال، بحسب المعلومات.