لفتت صحيفة “الراي” الكويتية الى أن بيروت انهمكت في تَقصي احتمالات تلبية الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للمشاركة في “لقاء تشاوري” يعقد في القصر غداً لقادة الأحزاب المشارَكة في الحكومة لمناقشة سبل تزخيم عمل المؤسسات بعدما أُقر قانون الانتخاب.
ورغم رغبة عون في الفوز بـ “صورة” نصرالله يتصافح (في القصر الرئاسي) مع خصومه كرئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، فإن المسألة تبدو أكثر تعقيداً من الانتقال “غير الآمن” لنصرالله لالتقاط صورة “أكثر من تذكارية”، في لقاءٍ يُرجح ان يمثّل “حزب الله” فيه نائب أمينه العام أو رئيس كتلته البرلمانية.
فـ “حزب الله” ربما يدرك قبل سواه أن “رمزية” وجود نصرالله في القصر مجازفة قد تعرّض لبنان لمضاعفاتٍ يتجنّبها في لحظةِ وضع الولايات المتحدة “اللمسات الأخيرة” على رزمةٍ جديدة من العقوبات الأكثر صرامة على “حزب الله” وداعميه، واشتداد المواجهة الخليجية – الايرانية التي كانت أزمة قطر واحدة من تجلياتها الدراماتيكية.
والأكيد أن الحريري سيكون أكثر المحرَجين، أقلّه في توقيتٍ ربما لم يختره لـ “الصورة الافتراضية” مع الأمين العام للحزب رغم تطبيع العلاقة بين الطرفين بدليل الليالي التي أمضاها المعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين خليل في دارة الحريري إبان المشاورات الماراتونية حول “جنس” قانون الانتخاب.
فالحريري الذي يطفئ محرّكاته منذ “مخاطرته الكبرى” في دعْم انتخاب حليف “حزب الله” العماد عون لرئاسة الجمهورية، يمضي في تجنيبه لبنان خطر الانزلاق الى الحريق عبر إيلاء القضايا الداخلية أولوية، وسط حرصٍ على ضخِ شيءٍ من “الحداثة” في عالم الترهّل اللبناني، كما هو الحال مع دعمه “الكوتا النسائية” التي لم ينجح بإمرارها في قانون الانتخاب.