Site icon IMLebanon

بالصور… وثائق أرشيفية عن الحرب العالمية الثانية!

نشرت وزارة الدفاع الروسية حزمة من المواد الأرشيفية والصور التي توثق وقائع الاعتداء الألماني على أراضي الاتحاد السوفيتي واندلاع الحرب الوطنية العظمى سنة 1941.

وبين الوثائق المنشورة، إفادات قادة عسكريين في الجيش الأحمر دونتها دائرة التاريخ العسكري لدى أركان الجيش السوفيتي، في إطار الوقوف على دروس وعبر الحرب.

فقد عممت دائرة الأركان السوفيتية في هذا الصدد سنة 1952 قائمة من الأسئلة تركت الإجابة عليها لقادة الدوائر العسكرية، والجيوش والفيالق والألوية وباقي التشكيلات العسكرية.

والسؤال الرئيس في القائمة المذكورة: ما السبب الذي كان يقف وراء الاحتفاظ بالجزء الأعظم من المدافع، والرشاشات في معسكرات التدريب لا على الجبهة، وما مستوى التأهيل والخبرة العسكرية التي كان يتمتع بها قادة التشكيلات العسكرية المزودة بالمدفعية، وما أثر ذلك في المعارك التي خاضها الجيش الأحمر في مستهل الحرب؟

وبين إجابات القادة العسكريين، نشرت وزارة الدفاع الروسية على صفحتها التي خصصتها لهذه الوثائق مجموعة من الإفادات، بينها شهادة بيوتر سوبينيكوف قائد قوات الجيش السوفيتي الثامن التابع لدائرة البلطيق، التي جاء فيها: “لقد بلغت المفاجأة التي تعرضت لها قواتنا باندلاع الحرب بهذا الشكل المباغت حدا يفوق التصور.

المفاجأة وصلت إلى حد أن فوج المدفعية الثقيلة الذي تحرك منقولا بالقطارات في الـ22 من حزيران 1941، اعتبر لدى وصوله إلى محيط أحد مطاراتنا العسكرية الذي كان يتعرض للقصف الجوي الألماني، أن قواتنا تجري مناورات مباغتة وقررت قصف المدارج، في حين أنه لم يتبق من الطائرات الرابضة في المطار المذكور حتى الساعة الـ3 من بعد الظهر سوى زهاء ست طائرات”.

وأضاف: بعض القادة العسكريين في جيشنا، ظلوا طيلة ساعات بعد الهجوم الألماني المباغت، مؤمنين بأن القصف الذي تتعرض له المواقع السوفيتية “مجرد عملية استفزازية يراد بها إشعال الحرب” بين بلادنا وألمانيا وحلفائها.

وتابع سوبينيكوف يقول: “كانت تصدر عن القادة العسكريين أوامر تهيب بالقادة من الرتب الأدنى والجنود عدم الانجرار وراء الاستفزازات واستهداف الطائرات الألمانية، فيما شرعت القوات البرية المعادية في هذه الاثناء بالاشتباك مع حرس الحدود السوفيت على بوابات بلادنا.

كان هؤلاء القادة يؤكدون للجنود أن الاستفزاز الحاصل خطوة ليست الأولى من نوعها، وأهابوا بالجميع عدم الانجرار وراءها. كما أمر آخرون بإعلان التأهب والاستنفار في صفوف قواتهم، وتجهيز الذخائر والرصاص مع عدم تسليمها للجنود حتى صدور الأوامر الخاصة بذلك”.

نيقولاي إيفانوف رئيس أركان الجيش السادس التابع لدائرة كييف العسكرية ذات المهام الخاصة قال: “مع توافد حشود الألمان، قررنا تمويه لوحات دبابتنا، وأغلقنا فتحتها واندسسنا بها في رتل من الدبابات الألمانية كان الفارق كبيرا في المسافة بين عرباته التي كانت تتوافد الواحدة تلو الأخرى على منطقة قريبة من محور تمركزنا، والتزمنا بعدم إطلاق النار على الألمان إذ لم نتسلم أي أوامر بذلك.

هذه الحيلة نجحت، واستطعنا بفضلها التحرك من منطقتنا والمغادرة تفاديا لتطويقنا، وتابعنا المسير نهارا من مدينة زفينيغورود حتى بلدة شبولا ضمن أرتال الدبابات الألمانية، واستمررنا في حيلتنا هذه حتى أن الدوريات الألمانية كانت تتيح لنا الطريق على حد سواء إلى جانب العربات الألمانية. وبهذه الطريقة تمكنا من الوصول إلى الطريق الواصلة إلى مدينة تشيركاسي، دون أن نعلم كيف عميت عيون الألمان عنا، أو أنهم اعتقدوا أن دبابتنا كانت مأخوذة غنيمة ويقودها ألمان”.

وأضاف: “استمررنا على متن دبابتنا في المسير بمحاذاة سد تشيركاسي حتى وصلنا إلى الجسر الممتد هناك إلى ضفة النهر الأخرى، إلا أن المدفعية الألمانية المنصوبة على الضفة المقابلة استهدفتنا بالقذائف الحارقة ما اضطرنا للالتفاف ومحاولة العودة. ولدى التفافنا للتواري عن نار العدو، هوت دبابتنا في النهر وأخذت تغرق جزئيا، وقررنا تركها والانسحاب راجلين حتى وصلنا عبر مستنقع تعذر عبوره على الألمان، إلى إحدى النقاط العسكرية السوفيتية هناك”.

ميخائيل زاشيبالوف آمر الفرقة الـ86 التابعة للفيلق الخامس في جيش بيلاروسيا، كتب في إفاداته: “أمرت رئيس أركان الفرقة الـ86 بالاتصال بإدارات الشرطة العسكرية والمخافر الحدودية والاستفسار منها عمّا تفعله القوات الألمانية على أراضينا، وعن أداء مخافرنا وحرس حدودنا. الإجابة وردتنا في الساعة الـ2 بعد الظهر، وورد فيها أن حرس الحدود المحاذي يسجل اقتراب القوات الألمانية والفاشية من نهر بوغ الغربي وأنها تنصب عبره الجسور الطوافة إلى الضفة الأخرى.

في الساعة الـ2 و10 دقائق استنفرت فرقتي وأمرت بالزحف إلى النهر المذكور والتمركز عند المعابر التي شرع الألمان في مدها، وفي الساعة الـ2 و40 دقيقة تلقيت أمرا عسكريا مكتوبا طلب مني فيه استنفار فرقتي والزحف لملاقاة الألمان والتصرف انطلاقا من القرار العسكري الذي أراه صائبا. قرار الاستنفار جاءني من الأعلى بعد أن كنت قد اتخذته على مسؤوليتي قبل زهاء ساعة من دون الرجوع إلى القيادة الأعلى وانتظار أوامرها”.