رأت دوائر مراقبة في بيروت عبر صحيفة “الراي” الكويتية، أن تعيين الأمير بن سلمان ولياً للعهد، سينعكس إيجاباً أكثر فأكثر على علاقة الرئيس سعد الحريري بالرياض وعلى حركته في بيروت. وهو الذي نجح حتى الآن في كسْب تأييد السعودية لمرونته السياسية في الداخل رغم مآخذ المملكة على مواقف الرئيس ميشال عون العلنية من سلاح “حزب الله” والإيحاء بأنه “شرعي”.
فعلى عكس ترويج الموالين للنظام السوري وإيران بأن لبنان سيكون أمام مصاعب فعلية نتيجة مناهضة ولي العهد السعودي الجديد الحاسمة لإيران ونفوذها في المنطقة، فإن تجربة الأشهر الثمانية من عمر التسوية السياسية في لبنان دلّت على أن الحريري قادر وبـ “غطاء سعودي” يمثّله محمد بن سلمان نفسه على صيانة تلك التسوية وحمايتها رغم شوائبها في بلدٍ صعب كلبنان.
ومن العلامات الفارقة و”الثابتة” في هذا السياق هي العلاقة “البالغة الدفء” بين الثمانيني ساكِن القصر الجمهوري (عون) والأربعيني ساكِن السرايا الحكومية (الحريري)، وثمة كلام عن “كيمياء” من الودّ تربط الرجلين، رغم التباينات السياسية التي يحرص الحريري على تهميشها حماية للشراكة في الحكم وفي استحقاقاتٍ أخرى.
فالحريري، الذي ربَط النزاع مع “حزب الله” ولن يختلف معه، بدا حاسماً في خيار توطيد تحالفه مع تيار رئيس الجمهورية (التيار الوطني الحر) وهو أدار ظهره للآخرين، وفي مقدمهم “حليفه القديم” النائب وليد جنبلاط حين شعر أن مواقف الأخير من قانون الانتخاب من شأنها الارتداد سلباً على علاقته – اي الحريري – بالرئيس عون وتياره.
وثمة انطباع في بيروت، التي بدأت بتدليك ماكيناتها الانتخابية لملاقاة استحقاق أيار 2018، بأن سباقاً مكتوماً يدور بين الحريري و”حزب الله” على الاستثمار في العلاقة مع التيار المسيحي الأبرز (التيار الوطني الحرّ) في سياق لعبة تطويع التوازنات في الداخل، وما يمكن أن تفضي إليه في رسم التموْضعات الإقليمية للبنان وحدودها.
فمقابل فائض الايجابية التي تطبع علاقة الحريري بعون استناداً الى ما يشاع عن تفاهمٍ راسخ بين رئيس “التيار الحر” الوزير جبران باسيل ونادر الحريري مدير مكتب الحريري، حرص الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله قبل أسابيع على طمأنة باسيل في لقاءٍ جمعهما الى متانة تحالفهما، وأبلغ اليه وعداً بـ “تبنّيه” مشابهاً لوعدٍ كان أوصل عون الى الرئاسة.