اشارت صحيفة “الديار” الى أن المجموعات الارهابية دخلت على خط التصعيد الحدود الشرقية، في ظل معلومات عن تقديم موعد الحسم العسكري بعد هجوم فليطا امس الاول. لكن هذا التصعيد لا ينحصر عند هذه الحدود، فثمة “رسائل” اميركية وردت عبر القنوات الدبلوماسية الى بيروت تشير الى وجود عملية “ابتزاز” واضحة تختمر في دوائر الخارجية الاميركية لوقف او تخفيض حجم المساعدات للجيش اللبناني، وسط خلافات جدية في التقييم مع وزارة الدفاع التي ما تزال تصنف المؤسسة العسكرية كواحدة من اهم الجيوش التي تكافح الارهاب في المنطقة.
ووفقا لمصادر ديبلوماسية في بيروت، فإن هذا التوجه في الخارجية الاميركية عممته دوائر السفارة في بيروت على شكل “تسريبات” غير رسمية، تفيد بأن نقاشات جدية جرت في واشنطن خلال الاسابيع الماضية حول جدوى تقديم المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، وتسعى الخارجية الاميركية الى حشد عدد من نواب الكونغرس لاعادة تقييم هذا الامر في شهر ايلول المقبل.
وفي هذا السياق، علم أن الصراع الدائر داخل الادارة الاميركية ضمن فريق عمل دونالد ترامب ليس مقتصرا على الملف اللبناني، وانما ظهر جليا في الازمة الخليجية بين السعودية والامارات وقطر، لكن ما خلق هذا الموقف السلبي في الخارجية الاميركية من ملف التسليح، يعود الى تقرير رفعته السفارة الاميركية مؤخرا ويتضمن معلومات عن تعاون واضح بين الجيش و”حزب الله” على الحدود الشرقية، وهذا الامر ليس جديدا ويرد عادة في التقارير الدورية، لكن الجديد هذه المرة كلام صريح حول وجود خلل في منظومة عمل الاجهزة الامنية اللبنانية، حيث يتحدث التقرير عن غياب “الانسجام” والتنسيق بين هذه المؤسسات في الحرب على الارهاب، وهو ما اعتبرته الخارجية خللا لا يمكن تجاهله، لانه قد يتسبب بضياع الجهود الاميركية المبذولة في دعم الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية !
من جهتها، اكدت اوساط معنية بهذا الملف، هذه المعلومات، واشارت الى عدم وجود قرار جديد في واشنطن ازاء هذا الملف لكن وجود هذا النقاش امر غير “مريح”، والحجج الاميركية غير منطقية، وغير مفهومة، ومسألة “الخلل” في التعاون بين الاجهزة ليس جديدا… ولذلك ثمة حاجة الى المزيد من الوقت لمعرفة خلفيات الامر، واسباب هذه “الصحوة” السلبية في الخارجية الاميركية.