كتبت رنا اسطيح في “الجمهورية”: ما زال صدى “كعبُها العالي” مسموعاً على خشبة المسرح حيث جسّدت “فينوس” إلهة الحب والجمال بطريقة إبداعية فريدة كرّستها نجمةً محترفةً بين ممثلات جيلها. ريتا حايك التي “قفزت” العام الماضي إلى فضاء البطولة الأولى في الأعمال الدرامية الرمضانية، تطلّ السنة ضمن الجزء الثاني من مسلسل “وين كنتي” الذي برز في صدارة نسب المشاهدة على الشاشات المحلية بحسب الإحصاءات.
وتكشف في مقابلة خاصّة لـ”الجمهورية” وبجرأتها المعهودة آراءها الخاصة إزاء أصداء الشارعَين الافتراضي والحقيقي ومقاربتها للنقد والثناء على حدٍّ سواء، مفصحةً عن تفاصيل مشاركتها في فيلم زياد دويري المرتقب L’insulte وعن اسم الممثل الذي ترغب بخوض تجربة ثنائية معه في أعمالها المستقبَلية.
ريتا حايك التي أطلّت على مشاهدي الدراما التلفزيونية في الشهر الفضيل في مسلسل “وين كنتي” (LBCI ” يومياً 21:25) من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي، ترى أنّ أحداث الجزء الأوّل من العمل الذي عُرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال العام الماضي مهّد للأحداث المشوِّقة والمتسارِعة التي شهدها الجزء الثاني الذي تصدّر نسبَ المشاهدة على الشاشات المحلّية.
الإحصاءاتُ ليست الأهم
في هذا الخصوص تقول ريتا في حديث خاص لـ”الجمهورية”: “صحيح أنّ الإحصاءات ليست الأهم في المطلق في تحديد النجاح والفشل، ولكن في رمضان تحديداً الإحصاءات تكتسي أهميةً خاصة لأنّ المنافسة كبيرة وعدد المسلسلات المعروضة على مختلف الشاشات هائل، وبالتالي أن يختار المشاهد محطّة معيّنة أو مسلسلاً دون آخر فهو دليل على أنه وجد في هذا العمل ما يميّزه عن سواه”.
وتعترف: “بالإجمال هناك أعمال تُشاهَد بنسبٍ هائلة ولكن نلاحظ أنه ينقصها شيء فنستغرب ونتساءل لماذا تُشاهَد إلى هذه الدرجة، ولكنّ الإحصاءات في رمضان بالذات «بتفشّ الخلق» لأنها تمنحنا دفعاً معنوياً، مضيفة: “وأنا شخصياً لا انتظر الرايتينغ لأشعر بنجاحي، فأنا أسمع تعليقات الناس سواءٌ في الشارع أو على السوشال ميديا، لألمس نبضهم وما يتفاعلون معه، رغم أنني أغضّ الطرف أحياناً عن بعض التعليقات التي أجدها في غير محلّها ولا علاقة لها بالمستوى العام للعمل الذي يضمّ أساتذة كباراً أفتخر بهم من أمثال الممثل الكبير نقولا دانيال وختام اللحام ووفاء طربيه والمخرج سمير حبشي”.
أحب أن يخلق العمل جدلّية
وبالنسبة لمَن شكّك في صدارة المسلسل في نسَب المشاهدة تردّ: “أنا لن أقول للناس لا تشكّكوا. هذا حقهم وأنا أحترم آراءَ الجميع وليس ممكناً أن يعجب المسلسل كل الناس. ورغم أنّ المقارنة بعيدة بُعد النجوم ولا تجوز ولكنّ السيّدة فيروز وبكل عظمتها وتاريخها وما تمثّله طالتها انتقادات على السوشال ميديا في أعقاب اغنيتها الجديدة فكيف إذا كنا نتحدث عن مسلسل أو ممثل، بالطبع ستنقسم الآراء ولكن هناك انتقادات منطقية في مقابل أمور أخرى سخيفة لا تستحق التوقف عندها”.
وتضيف: “مجال الانتقاد أوسع في التلفزيون لأنّ المشاهد يتابع نحو 30 ساعة من مسلسل يُعرض بشكل يومي بينما في المسرح أو السينما المدة لا تتجاوز الساعتين وبالتالي مساحة العرض على الشاشة أكبر وهناك مادة أكبر تقّدَم ما يعرّض العمل أكثر للانتقاد. وأنا أحب أن يخلق العمل جدليّة لانّ هذا دليل صحّي على تنوّع الآراء وعلى أنه حرّض الناس على التفكير وإعادة النظر”.
وعمّا إذا كانت توافق النقاد أنّ المسلسل كان يجب أن يقدَّم في جزءٍ واحد بدلاً من جزئين وأنّ الجزء الثاني كان اقوى من السابق، تجيب: «نعم أوافقهم في هذه النقطة، فالمسلسل لم يكن في الأساس مكتوباً ليقع في جزئين بل في عمل واحد كامل متكامل وسبق وقلت إنّ الجزء الاوّل كان من الممكن أن يقدَّم بشكل أقصر وعدد حلقات أقل بكثير. واعترف أنّ الجزء الثاني أقوى من الاوّل ليس لانه مكتوب بطريقة أجمل وإنما لأنّ بداية المسلسل هيّأت لأحداث الجزء الثاني”.
“فشّيت خلقي”
وعن حصاد 2017 مع مشارفة الموسم الرمضاني على نهايته تقول: “سعيدة و”فشّيت خلقي” هذا العام برمضان بعدما أثبت نفسي على الخشبة. لاني عندما قدّمت “فينوس” لجاك مارون حصدت أصداءً واسعة من نقّاد محترفين أعتزّ بأنهم توقّفوا عند أدائي وكتبوا “ريتا وحشة مسرح” وأبدعت في “فينوس” والبرهان أننا عرضنا المسرحية في باريس وستكون لها عروض جديدة في المستقبل نكشف عنها لاحقاً.
وبقدر ما نجحت المسرحية في الخارج أصبح لديّ وكيل أعمال في فرنسا. ونجاح “فيونس” الباهر مكّنني من أن أثبت جدارتي كممثلة محترفة، أما تلفزيونياً فالملعب مختلف وكذلك قواعد اللعبة، ويمكنني القول إنني نجحت لأنني اليوم في رمضان 2017 أثبتتُ أنني درامياً أملك مكانتي الخاصة على الشاشة اللبنانية مع مسلسل مثل «وين كنتي» ومع الأسماء الكبيرة المشارِكة فيه.
أما سينمائياً، ففي أيلول المقبل يصدر فيلم المخرج زياد دويري L’INSULTE أو “الإهانة” وستكون لديّ فرصة مهمة أيضاً على الشاشة الكبيرة. وكل هذه الأعمال هي بمثابة تحدٍّ بالنسبة لي لانني لا أريد للناس أن يحصروني بمكان واحد كأن يقولوا ريتا ممثلة قوية على الخشبة فقط أو في الدراما فقط، ولذلك أنا سعيدة أنّ 2017 مكنتني من الظهور على المستويات المسرحية والسينمائية والتلفزيونية”.
الأخطاء تحصل
أما عن الاخطاء الإخراجية التي تمّ تداولها حول المسلسل خصوصاً مشهد تبديل ملابس كارلوس في مشهد واحد فتقول: “نعم هناك أخطاء حصلت للاسف، ولكنّ الأخطاء هي ليست اخراجية بقدر ما هي أخطاء Post Production او مونتاج”.
وتضيف: “أحزنني أن يحدث هكذا خطأ ولكنّ الاخطاء تحصل ماذا يسعنا القول. اليوم إن دخلنا موقع IMDB للافلام العالمية يمكننا أن نطّلع على عدد الاخطاء الهائلة التي تضمّنتها اهم الاعمال العالمية… ولكن بالطبع هذا لا يجعل الخطأَ مبرَّراً»، مؤكدةً «لا يمكن أن نتقدّم ونتطوّر إن لم نعترف بأخطائنا ولولا اعترافي بالأخطاء وتعلّمي منها لما كنتُ اليوم اجري هذه المقابلة واتحدّث فيها عن نجاحي بعد 10 سنوات في هذه المهنة”.
عيني على هذا الممثل
وعن الممثل الذي ترغب بالتعاون معه مستقبلاً تقول: “من بين الممثلين الذين لم أعمل معهم بعد يورغو شلهوب وأرغب كثيراً بأن يجمعنا عمل يوماً ما. وهناك ممثل أحبه كثيراً وكنا سويّاً في أيام الجامعة وهو بطل فيلم “كتير كبير” آلان سعادة. هذا الممثل فعلاً عيني عليه لأنه يستفزّني إيجاباً إلى درجة كبيرة واعتقد أنّ العمل معه سيكون تحدّياً رائعاً”.
وتختم حديثها متمنّية التوفيق لجميع الممثلين «لأنّ الكل تعبوا واجتهدوا والدليل المستوى العام للدراما المحلية هذه السنة ووفرة الأعمال. بالنسبة لي هناك مكان للجميع ومقولة “أنا أو لا أحد” يجب أن تسقط من تفكيرنا فلدينا ممثلون وممثلات رائعون وكل واحد منهم قادر على التميّز وتقديم مادة مختلفة ونحن بحاجة لهذا الغنى في المواهب والأداء على أمل أن تكون لدينا صناعة سينمائية ودرامية ومسرحية أكبر في المستقبل”.