Site icon IMLebanon

أهالي العسكريين.. وغصّة العيد “المخطوف”

 

للمرة الثانية على التوالي يمر عيد الفطر ثقيلاً وحزيناً على أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم “داعش” الإرهابي، فبهجة العيد تغيب هذا العام أيضاً في ظل إستمرار خطف العسكريين وغياب أي أخبار عن مصيرهم تبرد قلوب أهلهم وذويهم. وكما عشية كل عيد، يأتي العسكريون إلى أهاليهم من خدمتهم لقضاء “مأذونية” العيد معهم، غير أن هذه العشية تختلف عن سابقاتها، فلا العسكريون سيأتون من خدمتهم، ولا أخبار عنهم منذ ما يقارب السنتين ونصف السنة.

“عيدٌ بأية حال عدت يا عيد”، إنه لسان حال الأهالي اليوم عشية العيد، خصوصاً وأنهم كانوا يأملون تمضية هذا العيد مع أبنائهم وعودة الفرحة “المخطوفة” منذ أسرهم في 2 آب قبل ثلاث سنوات إلى أرجاء المنزل وإلى وجوه الأهالي ومحبّيهم. أبناء ينتظرون آباءهم من أجل تمضية العيد معهم وأخذ “العيدية”، وأمهات ينتظرن فلذات أكبادهن على أحر من الجمر لقضاء أمتع الأوقات معهم بعد غياب طويل، وزوجات متلهفات للقاء رفاق العمر. واقع مرير يعيشه الأهالي ليس في عشية العيد فحسب، بل في كل الأوقات منذ يوم الاختطاف.

وعلى الرغم من الإحباط الذي يعيشه الأهالي نتيجة غياب الأخبار، بحسب ما أكدوا في حديث إلى “المستقبل”، إلا أنهم يأملون أن “تسهم الجهود المبذولة من قبل الحكومة في إحداث ثغرة في جدار الملف تكون مفاجأة للأهالي وأجمل عيدية لهم”.

وفي هذا السياق، شدد حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، لـ “المستقبل” على أن “يوم العيد أصبح بالنسبة إلينا يوم ألم وغصة في ظل غياب فلذات الأكباد”، مشيراً إلى أن “الأهالي يفتقدون فرحة العيد وما يحمل من معاني الفرح والسعادة والبهجة لأنهم يمرون بحالة مؤلمة وسيئة جداً في ظل غياب أي خبر عن مصير أبنائهم”.

ولفت إلى أن “الأهالي سيكونون متواجدين في هذا اليوم في ساحة رياض الصلح في خيمهم، ليس من أجل العيد بل من أجل أن يبكوا من حرقتهم ووجعهم على غياب أبنائهم”، متمنياً “بنهاية هذا الشهر الفضيل وفي هذه الأيام المباركة، أن يشفق الله على قلوب الأمهات والآباء ويستجيب لدعائنا ويفك أسرهم عما قريب”.

واشار إلى أن “الأهالي على تواصل دائم مع المعنيين بالملف، ولكن للاسف لا معطيات جديدة إيجابية كانت أم سلبية، وهذا ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة”، لافتاً إلى أن “في بعض الأوقات تصل لنا معلومات من هنا وهناك حول العسكريين، ولكن لا يمكن أن نؤكدها طالما أن ليس هناك أي شيء ملموس”.

وأوضح أن “في بعض الأوقات نتعلق ببعض الأخبار الإيجابية، كغريق يتمسك بقشة، لكننا لا نذهب بها حتى النهاية كي لا نصاب بخيبة أمل جديدة لأننا مررنا بخيبات أمل عديدة، لكن يبقى الأمل كبيراً بالله”، متمنياً “أن يعايد كل عسكري في الجيش في أحضان أمه وإلى جانب عائلته في هذا اليوم، فجميعهم أبناؤنا ونخاف عليهم كما نخاف على أبنائنا”.

بدوره، أشار نظام مغيط، شقيق المعاون أول المخطوف إبراهيم مغيط، إلى أن “الأهالي في وضع سيئ جداً، والعيد بالنسبة إليهم يوم عادي جداً طالما أننا لم نرَ الفرحة فيه في ظل غياب الأحباب”، مشيراً إلى أن “العيد أتى ولكن قمر العيد لا يزال غائباً، فقمر العيد هو العسكريون التسعة المخطوفون، والعيد يكون بعودتهم سالمين إلى حضن عائلاتهم”.

ولفت إلى “أننا لا نريد أن نلوم الدولة كثيراً، لأن ما هو ظاهر لنا بأن النية موجودة لدى كل المسؤولين والمشكلة ليست عندهم بل عند الجهة الخاطفة”، مشدداً على أن “ما يهم الأهالي حالياً الحصول على اي خبر عن مصير العسكريين يُبرد قلوبهم وأعصابهم، على شاكلة إحداث خرق في الملف يكون مفاجأة للأهالي”.

وأشار إلى أن “وضع الأهالي سيئ جداً، وهناك أفكار كثيرة تدور في عقولنا، ويمكننا أن نصدق أي شيء طالما أنه لا يوجد أي دليل حسي أو ملموس حول مصير العسكريين”.

وكان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وخلال زيارته القلمون أمس الأول، زار منزل المعاون أول المخطوف إبراهيم مغيط متفقداً أحوال عائلته وواقفاً عند خاطرهم عشية عيد الفطر. وهنا يلفت مغيط إلى أن “زيارة الرئيس الحريري لمنزلنا كانت معنوية بامتياز، وليس غريباً على الرئيس الحريري عندما يكون ماراً في منطقة وهناك إبن دولة فيها مخطوف أن يمر على اهله وذويهم ويلقي السلام عليهم ويتفقد أوضاعهم، وهذا ما عوّدنا عليه دوماً ولم نستغرب ذلك ابداً”، مشدداً على أن “الرئيس الحريري قال للعائلة أن هذا الملف هو أولوية بالنسبة له ولحكومته وغير معرض للنسيان أو المساومة ابداً، وهو سيبقى قيد المتابعة مع المعنيين للوصول إلى الخاتمة السعيدة التي ينتظرها الجميع”.

وأشار مغيط إلى أن “التواصل دائم ومستمر مع جميع المعنيين بالملف، ولكن لا يوجد اي أخبار جديدة والجمود سيد الموقف”، متمنياً “أن تشهد الأيام المقبلة أي خرق جديد في الملف أو أن نحصل على اي خبر حول مصير العسكريين يُبرّد قلوبنا ويشد من عزيمتنا ومعنوياتنا لأننا بتنا نعيش في حالة إحباط”.