راى الامين العام للمجلس الاسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني بأن قرار قطر إعفاء اللبنانيين من تأشيرة الدخول اليها يعتبر خطرا امنياً على البلدين، وقال الحسيني لصحيفة “الرياض”: “من المعروف أن الدول تشترط حصول الأجانب على تأشيرة لدخول اراضيها كاجراء أمني ضروري يمكنها من التدقيق بهوية وخلفيات الاشخاص والمؤسسات التي تقصدها، وبطبيعة الحال فإن إلغاء هذه التأشيرة يعرض البلاد لمخاطر امنية وسياسية، لان التدقيق المشار اليه لا يمكن ان يتم في المطار، في وقت قصير، والمعروف ايضا ان الدول التي تعفي مواطني بعض الدول الاخرى من تأشيرة الدخول تقصد من ذلك التأكيد على حسن العلاقة وقوة التنسيق الامني وغيرها مع تلك الدول المعفاة، ولكن في حالة لبنان، وبسبب الفوضى الامنية القائمة فيه، فإن قلة قليلة من الدول تعفي اللبنانيين من تأشيرة الدخول”.
الحسيني أضاف: “الدولة في لبنان لا تملك السلطة والنفوذ على جميع مواطنيها، وثمة دويلة حزب الله داخلها اقوى منها على كل المستويات، وابرز مثال على ذلك نفوذ الحزب على مطار بيروت الدولي، لذلك فإن خطة قطر بإلغاء تأشيرة الدخول للبنانيين هي مخاطرة غير محسوبة، وخصوصا في ظل وجود فئات لبنانية واسعة تناصب دول قطر العداء، وتحديدا في اوساط جمهور حزب الله، الذي يعتبر انه في حالة حرب ضد هذه الدولة، بذريعة انها تدعم وتمول عدوه اللدود في سورية اي المعارضة المسلحة”.
وأردف الامين العام للمجلس الاسلامي العربي بقوله؛ “قطر تخاطر بأن يستغل حزب الله هذه الخطوة فتشهد تدفقا غير مسبوق لمناصريه ومؤيديه تحت ستائر مختلفة، مثل الدراسة والتجارة والعمل والسياحة والعمل الاعلامي، ومن غير المستبعد ان يعمل الحزب على ارسال البعض للقيام بمهمات محددة تتعلق بالوضع الراهن للعلاقات الخليجية، فالحزب مغتبط الى ابعد الحدود من الازمة الخليجية العربية مع قطر، ويعتبر ان نزاع هذه الدول فيما بينها، وهي كلها في المعسكر المضاد لايران ومشاريعها التوسعية في المنطقة، هو مناسبة لاضعافها كلها وانتصار له، لذا نؤكد ان ثمة مخاطر جدية للقرار القطري، وحزب الله سيعمل كل ما بوسعه للاستفادة منه، واختراق قطر امنيا وسياسيا، لصب الزيت على نار الخلاف الخليجي، وربما باستخدام قطر كمنصة لاستهداف الدول المجاورة”.
وشدد الحسيني على ان نشاطات حزب الله في العالم وتورطه في قضايا اتجار بالمخدرات وبالبشر وبتبييض الاموال، عدا عن الاعتداءات الامنية والارهابية، يعرف ان هذا الحزب قادر على استغلال اي هوامش حركة تتيحها بعض الدول، للقيام بأعماله الخاصة، امنية او سياسية او مالية او اعلامية، وقد حدث ذلك بالفعل في دول عديدة في العالم، حيث استغل الحزب قوانينها المتساهلة الى حد ما مع الاجانب، واستطاع ممارسة نشاطات مشبوهة، وفي وقت بدأ العالم بأسره يتخذ اجراءات متشددة لملاحقة واعتقال ناشطي حزب الله، بالاضافة الى مسؤولي وعناصر الحرس الثوري الايراني، تسير قطر في الاتجاه المعاكس، وفي وقت يتم اعتقال كبار مسؤولي الحزب الماليين مثل تاج الدين في المغرب، فان قطر تخالف المألوف وتفتح الابواب لكل المخاطر، ولا شك ان دولة قطر حريصة على الامن القومي العربي عموما، وعلى الامن الخليجي خصوصا، ومن هنا دعوتنا الصادقة الى مراجعة قرارها المتسرع بالغاء تأشيرة الدخول للبنانيين، كي لا يتحول الى وسيلة لاذكاء النزاع بدلا من إخماده.