كتب شادي عواد في “الجمهورية”: السرعة والسهولة في إرسال الرسائل كي تصل إلى المرسَل إليه، تُعتبر من أهم العوامل التي تحدّد الطريقة التي سنستخدمها مستقبلاً للتواصل الشخصي أو في قطاع الأعمال.
توفّر تطبيقات الدردشة التي تُعتبر الطريقة الأولى حالياً للتواصل، سهولةً غيرَ مسبوقة للتواصل بين الأشخاص، مع إشعاراتٍ بقراءة المستلم للرسالة. وذلك هو ما زاد من إنتشارها بطريقة هائلة وأصبحت موجودة على كلّ هاتف وجهاز ذكي. ولكن ما حدَّ من سيطرة هذه التطبيقات في عالم التواصل على حساب البريد الإلكتروني هو عدم دعمها إرسال جميع أنواع الملفّات مثل البريد الإلكتروني.
تغييرٌ جَذري
على رغم أنه من خلال إنشاء عنوان بريد إلكتروني خاص بك تستطيع أن تدخل إلى مواقع التواصل الإجتماعية مثل «فيسبوك» و»تويتر» وغيرهما، إلّا أنّ العديد من الشركات المطوِّرة لهذه الخدمات تدرس فكرة إنشاء صفحات على هذه المواقع عبر رقم الهاتف فقط وتدرس الخطوات التي تحمي المستخدم في حال غيّر رقمه.
وفي هذا السياق، عملت غالبية تطبيقات الدردشة منها واتساب على تطوير برامج المحادثة لتتمكّن من توفير مزايا البريد الإلكتروني نفسها مثل إمكانية إرسال رسالة إلى عدّة متلقّين في وقت واحد وإرسال رسالة تتضمّن نصّاً صوتياً أو فيديو والصوَر والخرائط. لكن على رغم ذلك، بقيت تطبيقاتُ الدردشة تفتقر الى دعم العديد من أنواع الملفّات، الى أن بدأت الشركات المطوِّرة لتطبيقات الدردشة دعمَ جميع أنواع الملفات كما فعلت «واتساب» و»تيليغرام» أخيراً.
وفي هذا الإطار، أكّدت «واتساب» دعمها صيغاً جديدة من الملفّات مثل «PDF» أو الملفات النصّية بصيغة «office»، وهي تعمل على دعم تبادل الملفّات المضغوطة بصيغة «zip» أو ملفّات «apk» الخاصة ببرمجة التطبيقات.
وهنا نشير الى أنّ «تيليغرام» يوفّر دعماً لعدد أكبر من صيَغ الملفات التي يمكن تبادلُها من خلال المحادثات. وفي السياق عينه، ووفقاً للعديد من التقارير، بدأت الفرق المطوّرة للتطبيقات في جميع الشركات العملَ على تحديثات تدعم صيَغ ملفاتٍ جديدة، يمكن تبادلها ومشاركتها من خلال التطبيقات بسهولة متناهية.
وبحسب ما تمّ نشره حتى الآن، فإنّ ميزة إرسال الملفات المتنوّعة على تطبيقات الدردشة ستمتلك حداً أعلى لحجم الملف الذي يمكن مشاركته، حيث لا يمكن أن يتجاوز 100 ميغابايت لهواتف أندرويد و128 ميغابايت لهواتف أيفون، مع الإشارة الى أنّ الحجم الأقصى للملفات التي يمكن مشاركتها عبر البريد الإلكتروني يبلغ 25 ميغابايت على بريد هوتميل الشهير.
حربٌ تكنولوجية
إنّ سعيَ الشركات المطوِّرة لبرامج الدردشة الى دعم محادثات الفيديو والصوت ودعم إرسال وإستلام جميع أنواع الملفات، إن دلّ على شيء، فهو على سعي هذه الشركات للسيطرة المطلقة على عالم التواصل، ضمن حرب تكنولوجية غير معلَنة، أدّت لحدِّ الآن الى الإطاحة ببرامج الدردشة الحاسوبية مثل «MSN» وسكايب وغيرها التي أصبحت شيئاً من الماضي، واندثرت خلال فترة قصيرة جداً بعدما كانت متربّعة بثقة على عرش التواصل الرقمي بين الأفراد. فهل أتى دورُ البريد الإلكتروني الآن، وهل دقّت ساعةُ الصفر لجعله أيضاً شيئاً من الماضي الجميل؟