IMLebanon

برنامج المساعدات الاميركية يسير وفقا للمخطط المرسوم

 

 

 

كتب رضوان الذيب في صحيفة “الديار”:

يعيش لبنان «جنة امنية» وسط عواصف تلفه من كل الاتجاهات، تحصد مئات القتلى والجرحى يوميا، مصحوبة بمآس فاقت كل ما يمت للانسانية بصلة جراء فكر ارهابي وحشي دمر كل شيء، واستباح كل المحظورات لصالح اسرائيل وهيمنتها على كل العالم العربي، ورغم كل هذه الامواج المتلاطمة بقي لبنان، متعافياً، رغم كل تناقضاته الداخلية، ولاول مرة تكون المنطقة مشتعلة. ولبنان في وضع امني سليم بفضل الاجهزة اللبنانية من جيش وامن عام وشعبة المعلومات وامن الدولة، التي نجحت في حربها الاستباقية ضد الارهابيين، ورفع كبار قادة اجهزة الامن العالمية التحية للقوى اللبنانية على انجازاتها رغم الامكانيات المتواضعة جداً، لكن «عقل» القادة الامنيين اللبنانيين تفوّق على كل «التكنولوجيا» العالمية التي عجزت عن تجنب كأس العمليات الارهابية.

والى جانب انجازات القوى العسكرية اللبنانية، كان للمقاومة وقيادتها ومجاهديها الدور الاساسي والمحوري والمركزي في حماية لبنان من هذا الفكر، وشكلت حربهم الاستباقية على الحدود، وفي سوريا، الدور المحوري في استقرار لبنان حاليا، وسط علاقة قائمة على التعاون والاستقلالية والاحترام مع القوى العسكرية، حيث كل طرف يلعب دوره المستقل في حربه ضد الارهاب.

الحرب على الارهاب مكلفة للدولة وللجيش وللشعب اللبناني، ولكن لا خيار الا المواجهة لبقاء البلد، والمواجهة تتطلب تأمين مستلزماتها، وعدتها من أسلحة وذخائر وهذا ما تؤمنه الولايات المتحدة الأميركية للجيش وباتت «الهبة السعودية» بدون قيمة امام الدعم الأميركي المستمر للجيش اللبناني وهذا الدعم يتعرض «للتشويش» و«التشكيك» احيانا كثيرة وخصوصاً في الفترة الاخيرة عبر تسريبات عن توقف هذا الدعم عام 2018، وبأن برنامج المساعدات يخضع لاعادة تقييم أميركية نتيجة العلاقة بين الجيش والمقاومة على الحدود اللبنانية السورية، علماً ان المساعدات الاميركية باتت المصدر الوحيد لدعم الجيش اللبناني.

هذه التسريبات خلقت نوعاً من البلبلة، لكن مصدراً عسكرياً لبنانياً رفيع المستوى نفى لـ«الديار» كل ما روج في الفترة الاخيرة، منتقداً مثل هذه التسريبات، مؤكداً التزام واشنطن بكل اتفاقياتها بتسليح الجيش اللبناني، وبأن لا تغييرات في البرنامج ولبنان لم يتبلغ اي رسالة بهذا الامر، بل على العكس هناك اشادة دائمة بدور الجيش اللبناني وعمله، والاعجاب الاميركي ترجم بمناسبات عديدة وكثيرة.

وشرح المصدر العسكري تفاصيل اتفاقات الجيش مع الجانب الأميركي وطريقة العمل. وقال: انواع المساعدات للجيش نوعان، ويشمل النوع الاول، المساعدات الاميركية التي تقدم من خلال برامج سنوية، اما النوع الثاني، فيشمل مساعدات ظرفية من واشنطن وغيرها من الدول التي تجمعها علاقات صداقة مع الجيش اللبناني.

واضاف: البرنامج الوحيد الذي يتلقى الجيش من خلاله مساعدات مادية بشكل مباشر، هو كناية عن مبلغ تتراوح قيمته بين 70 الى 150 مليون دولار، تخصصه الولايات المتحدة الاميركية للجيش بهدف تحقيق ما يراه مناسباً من اعتدة وتدريب اسمه «اف. ام. أس» FMSFOREIGN MILITARY SALAS وهذا البرنامج اثار بعض الاشكاليات خلال الفترة الماضية عندما طلب قائد الجيش العماد جوزاف عون وقف المبلغ المخصص لبعض مجموعات التدريب، بعدما أصبح بالامكان تأمينه محليا، ونقل هذه الاموال لصالح تأمين اعتدة اخرى.

ويشرح المصدر العسكري هذه النقطة بالقول «المبلغ كان يصرف من قبل الحكومة الأميركية على هذه المجموعة من الخبراء العسكريين التابعين لشركات خاصة أميركية متعاقدة مع الدولة الأميركية، وطلب نقل هذه الاموال المخصصة لهذا الفريق لصالح شراء أسلحة واعتدة للجيش بعدما اصبح تدريب العسكريين اللبنانيين مؤمناً من قبل خبراء الجيش اللبناني.

البرنامج الثاني

اما البرنامج الثاني، فهو برنامج سنوي اسمه 2282، سابقاً كان معروفاً باسم «1206»، يتيمز باختبار نوعية الاسلحة والمعدات المطلوبة، لا يتم بشكل مباشر، انما يأتي نتيجة دراسات تحدد حاجة الجيش بعد استطلاع رأي الوحدات الميدانية، وهذا البرنامج ينفذ خلال سنة واحدة، وغير قابل للتجديد أو التعديل.

البرنامج الثالث

برنامج مكافحة الارهاب «C. T. P. F» هذا البرنامج فترته تمتد لعدة سنوات، لا تحدد قيمة المساعدات الا بعد البدء بتسليم العتاد، والسبب ان لبنان جزء من مجموعة دول عربية تستفيد من هذا البرنامج وهذا البرنامج ينفذ خلال سنتين وغير قابل للتجديد او التعديل.

البرنامج الرابع

برنامج «I. M. E. T» هو برنامج سنوي مخصص للتدريب، وبدأ منذ سنة 2006، وحاليا هناك برنامج جديد يعمل عليه اسمه «1226» هدفه دعم الوحدات المنتشرة على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، لجهة تأمين الغذاء والألبسة وتصليح الآليات، وتحصين المراكز ومصروف المحروقات، وغيرها من الامور اللوجستية.

ويتابع المصدر العسكري بالمبدأ، كل المساعدات التي يطلبها الجيش يحصل عليها وفقاً للاتفاقات الموقعة والغير مشروطة، والتي تراعي القوانين والانظمة اللبنانية والاميركية، خصوصاً ان هذه البرامج يجب ان تخضع لموافقة الكونغرس وبعض الاعتدة الحديثة يلزمها اتفاقيات خاصة، ويشار الى ان الشرط الوحيد هو شرط عام يتضمن كل برامج المساعدات الاميركية، وليس لبنان فقط على «عدم جواز نقل السلاح الاميركي الى اي طرف ثالث دون اذن واشنطن، وعلى سبيل المثال عندما سلم الاردن لبنان دبابات «ام- 60»، والدبابات حاملة المدافع 155 ملم حصل الاردن على الموافقة المسبقة من واشنطن قبل تسلمها للجانب اللبناني».

ويضيف المصدر العسكري، كما ان بعض الاتفاقيات تحتاج الى وقت لتنفيذها نظراً لعدم وجود السلاح المطلوب تحققه في مخازن الشركات المعنية، وهي عادة تتطلب بين سنة وسنتين لتأمينه. وتختلف المهل المحددة للتنفيذ بين برنامج وآخر، مثلاً برنامج «FMS» يستغرق بين مدة سنة الى 3 سنوات لتحقيق العتاد او الاسلحة، لكن بالمقابل يمكن ان يبقى ساري المفعول، فيما يتعلق بأنواع معينة من الأسلحة والاعتدة ويمكن ادخال تعديلات سنوية عليه لجهة رفع نسبة المبلغ المدفوع او نقل الاموال من هذا البرنامح الى برنامج آخر، ولا يمكن وقف العمل به الا عندما ينفذ بالكامل وحسب ما نص.

كما ان برامج انشاء مراكز التدريب او مخازن معينة للأسلحة والذخائر قد تستغرق عدة سنوات.

حجم المساعدات الأميركية

ويشير المصدر العسكري الى ان الولايات المتحدة الاميركية قدمت ما بين 2006 و2016، مليار ومئتي مليون دولار أميركي، وشملت اسلحة منها مدافع 155 ملم متطورة، طوافات «U – H – 2» ثلاث طائرات «سيسنا»، آليات «هامفي» بينها عدد كبير «مصفح»، شاحنات نقل عسكرية، مناظير ليليلة، «لبنان نال اكبر نسبة منها اذا ما قيس الى عدد عناصر الجيش»، ذخائر، قذائف 155، صواريخ تاو مضادة للدروع ومتطورة مع قاذفاتها، رشاشات متوسطة وخفيفة «ام 4» قناصات، مع الذخائر العائدة لها».

يشار على هذا الصعيد، ان رئيس اركان الجيش الأميركي وقائد القيادة الوسطى الأميركية اعلن صراحة من لبنان، ان مخازن الجيش الأميركي في المنطقة مفتوحة امام الجيش اللبناني عند اندلاع اي مواجهة مع الارهابيين.

ومن الاسلحة المحققة ايضا هناك صواريخ «الهل فاير» وطائرات من دون طيار تستخدم على الجبهة الشرقية في مواجهة الارهابيين، وهي سمحت بنقل المبادرة الى الجانب اللبناني وشل حركة المسلحين.

فضلا عن ذلك، تشمل الاتفاقات الصيانة، قطع البدل والتدريب عليها، وفي هذا الاطار يمكن ادراج طائرات السوبرتوكانو التي تخرج الطيارون اللبنانيون من التدريب عليها في حفل بحضور العماد قائد الجيش خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، على ان تصل دفعة من 3 طائرات «السوبرتوكانو» الى بيروت خلال شهر ايلول، بعد انجاز «العنابر» وباقي قطع الغيار والفنيين، كما ستصل مجموعة من مدرعات «البرادلي» المستخدمة في الجيش الاميركي والسعودي، وسيكون لبنان الدولة الثالثة التي ستزود بها وستسمح برفع الجهوزية والمناورة وسرعة الحركة، وغزارة النيران للافواج الخاصة المنتشرة على الحدود الشرقية، وعليه يؤكد المصدر العسكري ان برنامج المساعدات الأميركي يسير وفقا للمخطط المرسوم وبالاتفاق والتعاون التام مع الجانب الاميركي، وقد ساهمت تلك المساعدات في رفع جهوزية الوحدات العسكرية المختلفة بنسبة كبيرة، وقد شجعت التقارير التي رفعتها الوفود الاميركية التي زارت لبنان، وفرق التدريب واشاداتهم بأداء الجيش وحسن استخدام الاسلحة الاميركية بأقصى طاقاتها وبالسرعة المطلوبة، في تشجيع الجانب الأميركي على تعزيز دعمه للجيش.

وفي هذا الاطار يتمنى المصدر العسكري ان ترتفع نسبة المساعدات المخصصة للبنان في العام 2018، بعدما تبلغ لبنان بشكل مبدئي ان تخفيض موازنة المساعدات الخارجية لن يشمل الجيش اللبناني عام 2018.

من هنا تمنى المصدر العسكري عدم زج المؤسسة العسكرية وبرامج المساعدات الاميركية في المهاترات السياسية لانها ليست لصالح الجيش والدولة اللبنانية، نظراً لحاجتها الى ما يقدمه لها الاميركيون من مساعدات، لدورها في رفع جهوزية الجيش في مواجهته ضد الارهاب، وهذا ما سمح بتحقيق الانجازات التي عجزت جيوش المنطقة عن «تحقيقها» والنتيجة كانت لمصلحة لبنان واستقراره.

انتهى حديث المصدر العسكري، وفي معلومات «الديار» ان طائرة اميركية تهبط اسبوعياً في مطار رياق العسكري تنقل كل ما يحتاجه الجيش في حربه ضد الارهابيين على الحدود الشرقية، وحسب ما يطلب الجيش. كما ان باخرة اسلحة أميركية تصل كل 3 اشهر الى احد المرافئ اللبنانية وتسلم الجيش طلباته من معدات وما يحتاجه.

وفي المعلومات انه عندما تم دعوة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى واشنطن مؤخراً، جرى تكريمه على اعلى المستويات وتم التفاهم على تزويد الجيش بالسلاح النوعي لضرب الارهاب وتدريب الضباط، خصوصاً ان العماد جوزاف عون كان قد اجرى دورة عسكرية في واشنطن، والضباط الأميركيون يعرفونه جيداً ويعرفون امكاناته وما يتمتع من قدرات، ويعرفون ايضاً ان الجيش اللبناني الذي بات عديده 76 الف ضابط وجندي قادر على حماية البلد واستقراره. كما يعرفون ايضاً قدرات مديرية المخابرات وانجازاتها في الحرب ضد الشبكات الارهابية، وبالتالي الاميركيون مطمئنون الى دور الجيش وعمله إن كان على الجبهة الشرقية مع سوريا او في الداخل اللبناني لجهة ضرب الارهاب وحفظ الاستقرار الداخلي، وهذا الاعجاب الاميركي يطال كل الاجهزة الأمنية اللبنانية وادوارها والتنسيق فيما بينها.