في وقت لا تزال المواقف والتعليقات على التهديدات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله ضد إسرائيل، واستعداده لاستقدام عشرات آلاف المقاتلين العرب والمسلمين للدفاع عن لبنان، في حال تعرضه لأي عدوان إسرائيلي وشيك تتوالى، وفي حين يرى البعض بأنها نوع من التهويل العسكري لفرض معادلة توازن الرعب، والبعض الآخر يرى أنها جدية وقد تعرّض لبنان لانتكاسة غير متوقعة، تجعله في مواجهة مكشوفة مع إسرائيل تخرجه من سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها منذ بداية الحريق السوري، اعتبر القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش في تصريح لـ”السياسة”، أنه من غير المنطقي الحديث عن استقدام عشرات آلاف المجاهدين لمحاربة إسرائيل، في ظل الرقابة الأميركية المتشددة والسلاح الحربي الأميركي الموجود على الحدود الإسرائيلية من كل الاتجاهات.
وسأل علوش “كيف يمكن لهذه القوى أن تقيم ممرات عسكرية إلى داخل الكيان الإسرائيلي؟”، قائلاً إن كلام نصر الله يهدف إلى أمرين، إما التهويل على إسرائيل من منطق توازن الرعب، أو الاستفادة من الوضع القائم وأخذه ذريعة لإسكان مجموعات جديدة من الشيعة الذين أتوا أخيراً من الزبداني والقصير ومن بعض القرى الشيعية الواقعة على الحدود اللبنانية-السورية.
وعن توقعاته بحصول عمل عسكري ما في المنطقة قد يتأثر به لبنان، أشار إلى أنه يعتقد بأنه في لحظة من اللحظات وفي ظل إعادة تركيب المنطقة، قد يحصل شيء من هذا القبيل، لأن الأمور لن تمر مرور الكرام ويمكن لـ”حزب الله” وبطلب من إيران، أن يقوم بحركة عنيفة ووضع مسألة التغيير الجذري لقواعد اللعبة موضع التنفيذ، لأن الأمور لن تمر من دون عمل عسكري، مستبعداً أن يكون ما يجري في المنطقة له علاقة بالأزمة القطرية.
ورأى أن أزمة قطر لها علاقة بقطر بالذات، بعد اكتشاف ألاعيبها وبدلاً من التراجع عن هذا الأسلوب، آثرت الهروب إلى الأمام، في حين أن الولايات المتحدة تقف متفرجة، مضيفاً “أتصور أن بلداً مثل قطر، ثلث مساحته قاعدة عسكرية أميركية، ليس لديه مشكلة أن يتحالف مع إيران وأن يكون مع داعش في نفس الوقت ومع الحشد الشعبي ويكون داعماً للإرهاب بأشكاله كافة”.