Site icon IMLebanon

صفحة جديدة بين “القوات” و”المردة”؟

اعتبرت مصادر نيابية شمالية أن الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني إلى زغرتا، ولقاءه رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، إضافة إلى رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض وغيره من الشخصيات الزغرتاوية، ستساهم في فتح صفحة جديدة بين “القوات” و”المردة”.

وقالت المصادر لصحيفة ”السياسة” الكويتية إن الزيارة ربما تكون لها نتائج إيجابية على مستوى التحالفات الانتخابية المستقبلية، باعتبار أن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع يرفض التحالفات المناطقية، وأن يختصر تحالفه فيها مع “التيار الوطني الحر”، في حين أن “التيار” بدأ يشعر بتراجع شعبيته في تلك الأماكن، وهو يحاول الاستئثار بالمناطق الذي يشعر أن وضعه الانتخابي فيها مريح وبالتالي فإن جعجع قد يفضل التحالف مع فرنجية، لأنه يملك حيثية كبيرة فيها لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، انطلاقاً من الواقع الجغرافي الذي تتميز به المنطقة وخاصة في أقضية الكورة والبترون وبشري وزغرتا امتداداً إلى عكار.

وأشارت نقلاً عن مصادر “قواتية” إلى عدم رغبة جعجع بتشكيل ثنائية مارونية مع “التيار الوطني الحر”، على غرار الثنائية الشيعية القائمة بين “حركة أمل” و”حزب الله” التي أدت إلى عزل القوى الشيعية الأخرى.

وأوضحت أن “القوات اللبنانية” لها ارتباطات مع سائر القوى المسيحية التي تصنف بأنها مستقلة، وهي لا تريد التخلي عنها وعزلها كما هو حال القوى الشيعية المناوئة لـ”أمل” و”حزب الله”، مضيفة أنه على هذا الأساس تفضل “القوات” أن تخوض الانتخابات النيابية المقبلة في مناطق وجودها، على قاعدة التحالف مع القوى النافذة فيها وليس من خلال تحالف “القوات” مع “التيار الوطني الحر”.

ولفتت إلى أنه في دائرة عاليه والشوف، تدرس “القوات” إمكانية التحالف مع النائب وليد جنبلاط، في زحلة ربما تقود المساعي للتحالف مع ميريام سكاف، وفي جزين تفكر “القوات” في التحالف مع الرئيس نبيه بري، وببيروت وعكار حسم الأمر بالتحالف مع “تيار المستقبل” بانتظار معرفة باقي التحالفات.

وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” ان الوزير جبران باسيل لم يخف استياءه من التقارب بين «المردة» و«القوات» والذي كان آخره الزيارة التي قام بها وزير الصحة غسان حاصباني إلى دارة فرنجبة.

واكد مصدر في حزب القوات اللبنانية لصحيفة «الشرق الأوسط» ان صفحة الماضي مع «تيار المردة طويت» والتقارب يأتي ضمن مسار التعاون بين «القوات» و«المردة» الذي كان بدأ سابقا تقنيا ومناطقيا عبر لجان مشتركة لا سيما في منطقة زغرتا، وتوطّد أكثر من التعاون والانفتاح داخل المؤسسات وضمن الحكومة الواحدة وليس مستبعدا أن تنسحب أيضا على التحالفات الانتخابية إنما الحسم في هذا الأمر يبقى سابقا لأوانه.

ورأت المصادر «القواتية» أن التحالف الانتخابي مع «المردة» ليس مستحيلا، مع تأكيدها على أن رسالة «القوات» في هذه المرحلة هي الانفتاح على الجميع عبر وضع الخلافات جانبا مع الاحتفاظ بالخيارات الاستراتيجية وإعطاء الأولوية للمصلحة العامة بما يتناسب مع أهداف هذا العهد الذي أسقط اصطفافات «قوى 14 و8 آذار».

وفي حين توصف «معركة الشمال» بين النائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل بـ«المعركة الرئاسية» ترى «القوات» نفسها خارج هذه المعادلة بحسب المصادر القواتية، «مع التأكيد على أن هدفها هو تعزيز حضورها داخل السلطة عبر الحصول على أكبر (كتلة قواتية)» في البرلمان حيث تتمثل اليوم بثمانية نواب أربعة منهم في دائرة «بشري – زغرتا – الكورة – البترون»، وهي أبرز المعارك المرتقبة بين الأحزاب المسيحية والتي يشكل فيها الناخبون المسيحيون نسبة نحو 90 في المائة.

ولا تنفي المصادر أن زيارة الوزير غسان حاصباني إلى بنشعي كانت «رسالة انتخابية» قابلها «رسالة مماثلة»، مؤكدة أن «القوات» لا تضع أي «فيتو» على أي طرف ومستعدة للانفتاح على الجميع، وتعرف في الوقت عينه حجمها وقوتها الانتخابية التي منعت خلالها من إيقاف التسونامي العوني في الشمال. وتضيف: «في الشمال هدفنا المحافظة على تمثيلنا السياسي وعلى عدد النواب الأربعة وهو الهدف الذي يعمل عليه فرنجية، بثلاثة نواب، في حين أن معركة التيار الوطني الأساسية اليوم تتمثل بوصول باسيل إلى البرلمان إضافة طبعا إلى التمثيل النيابي».