اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن ملكوت الله ليس محصورًا فقط بالمؤمنين الملتزمين، بل هو واجبٌ أساس على الجماعة السياسيّة المسؤولة عن توفير العدالة والاستقرار والسلام، وعن ترقِّي الشخص البشري والمجتمع ونموّهما الشامل. وهذا واجب ضميري خطير سيحاسب الله عليه المسؤولين السياسيّين، لكونهم مؤتمنين على توفير الخير العامّ، الذي منه خير كلّ شخص وخير الجميع.
وقال في عظة الأحد: “في إطار هذه المسؤوليّة العامّة نطالب الحكّام عندنا بإداء هذا الواجب الذي يكبر ويتشعّب بتفاقم الأزمات الاقتصاديّة والمعيشيّة والاجتماعيّة والأمنيّة، بسبب المليونَي نازح ولاجئ المضافين إلى سكّان لبنان الأربعة ملايين، وبسبب تعاظم الدَّين العام، وعجز الخزينة، وتبديد المال العام بالفساد والسرقة.
ونطالب حكّام الدول في الأسرتَين العربيّة والدوليّة بواجب إيقاف الحروب في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وإيجاد حلول سياسيّة للنزاعات على أساس من العدالة والإنصاف، وتوطيد السلام العادل والشامل والدائم. ونطالبهم بالعمل الجدِّي على عودة جميع المهجَّرين والنازحين واللّاجئين والمخطوفين إلى أوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم ومساعدتهم على إعادة إعمارها، حفاظًا على حقولهم كمواطنين وعلى ثقافاتهم وحضاراتهم.