أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض، ميشال معوض، انه من المستحيل تحقيق الإنماء الفعلي في لبنان الا في إطار لامركزي ومن المستحيل نجاح الانماء ان لم يقم على اشراك السلطات المحلية والبلديات لانها اكثر من يعرف حاجات مجتمعاتها. وشدد على ان الانماء لا يعني بالضرورة حجم أموال خيالي فالمشاريع التي نفذت على مساحة الخريطة اللبنانية أثبتت ان مشاريع متواضعة نسبياً بالمقارنة مع مئات ملايين الدولارات الرسمية التي تصرف من دون نتيجة تستطيع القيام بانماء فعلي وتغيير حقيقي في حياة المواطنين وفي واقع القرى والبلدات اللبنانية.
كلام معوض أتى خلال اطلاق برنامج “بلدي” لبناء التحالفات للتقدّم والتنمية والإستثمار المحلّي والمموّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID الدورة الثالثة لإستدراج طلبات لمشاريع بلدية التي تلبّي حاجات المجتمع اللبناني المضيف. تمّ إطلاق هذه الدورة خلال مؤتمر صحافي عُقد في قاعة الندوات- سن الفيل، بيروت بحضور مديرة الوكالة في لبنان الدكتورة آن باترسون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض، السيد ميشال معوض وممثلة رئيس مكتب الإدارة المشتركة في وزارة الداخلية والبلديات الجنرال الياس الخوري، السيدة رشا حوراني.
وبعد النشيدين اللبناني والاميركي جرى عرض لانجازات برنامج “بلدي” في مرحلتيه الاولى والثانية وشرح لكيفية تقديم الطلبات للمرحلة الثالثة، ثم القى الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض ميشال معوض كلمة اكد فيها انه فخور جداً بوجوده في احتفال إطلاق الدورة الثالثة من برنامج “بلدي” الممول من الـUSAID، والتي اصبحت مؤسسة رينه معوض المسؤولة عن تنفيذه في كل لبنان بعدما كان التنفيذ موزعاً أساساً على 3 مؤسسات.
ولفت إلى ان “بلدي بالنسبة لنا ليس مجرد مجموعة مشاريع مع عدد من البلديات والمؤسسات الأهلية، فبرنامج “بلدي” يشكّل نموذجًا للتعاون الناجح بين الجهات المانحة الممثلة بالـ”USAID” من جهة، وبين مؤسسات المجتمع المدني كمؤسسة رينه معوض التي تمتلك القدرة والخبر في التنفيذ من جهة ثانية وبين السلطات المحلية اي البلديات، والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص المحلي من جهة ثالثة”.
معوض شدد على ان “هذا التعاون اثبت فعاليته بنجاح تام، وأكبر دليل هي الثمار التي لمسناها في اول مرحلتين من “بلدي”: 57 مشروعا من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، بالتعاون مع 130 بلدية تشاركت مع جمعيات أهلية محلية والقطاع الخاص في بلداتها، واستفاد منها بشكل مباشر اكثر من 100 ألف مواطن”. واوضح ان “برنامج “بلدي” أكد كذلك أن السلطات المحلية والبلديات هي الأساس للإنماء المحلي وهي القادرة على تحقيق ذلك حين يتم مواكبتها وتقديم القدرات لها”.
واشار معوض الى “إن الإنماء الحقيقي في لبنان، كما الحال في كل الدول، من المستحيل ان يتحقق الا في اطار لامركزي، ومن المستحيل ان ينجح اذ لم يقم على إشراك السلطات المحلية والبلديات التي هي اكثر من يعرف حاجات مجتمعاتها والمواطنين في مناطقها. باختصار، إن النموذج الذي قدمه مشروع “بلدي” للبنانيين هو النموذج الاكثر فعالية لتحقيق انماء حقيقي”.
ولفت الى ان “مشروع “بلدي” أثبت مجدداً كذلك انه حين نتحدث عن انماء حقيقي ليس من الضروري ان نتحدث عن مشاريع كبيرة أو حجم أموال خيالي. فالمشاريع التي نفذناها على مساحة الخريطة اللبنانية، وكانت بتمويل كريم من الـUSAID، أثبتت أن مشاريع متواضعة نسبيا (بالمقارنة مع مئات ملايين الدولارات الرسمية التي تمرّ من تحت ارجل اللبنانيين بلا نتيجة) تستطيع القيام بانماء فعلي وتغيير حقيقي في حياة المواطنين وفي واقع القرى والبلدات اللبنانية في عدد كبير من المناطق. هذا ما لمسناه ورأينا كم انه غيّر في حياة الناس وطوّر الدورة الاقتصادية من خلال كل مشروع نفذناه، في السياحة البيئية، الصناعات الزراعية، الطاقة البديلة، البنى التحتية للمزارعين، المشاريع الطبية، أو حتى في الحدائق العامة وتجهيز المساحات الخضراء”، مؤكداً انه “من خلال مشاريع كهذه نساهم بحماية كرامة الانسان وبتثبيت اللبناني بأرضه”.
ورأى معوض ان “بلدي” يشكل كذلك نموذجاً للعلاقة بين الشعوب، موجها الشكر “من القلب للـUSAID وللشعب الأميركي الصديق الذي يموّل هذا البرنامج عبر الـUSAID. واسمحوا لي ان اشكر كذلك كل البلديات والجمعيات الأهلية التي عملنا معها يدا بيد في المرحلتين الأولى والثانية من “بلدي”. وشدد على انه “بالتأكيد سنعمل بالحماس والاندفاع نفسه في المرحلة الثالثة التي نطلقها اليوم”، داعياً “كل البلديات لتقديم أفضل المشاريع لديهم كي يتمكنوا من الفوز وتحقيق تغيير اساسي في بلداتهم”.
وختم معوض: “بالتأكيد لن انسى شكر فريق عمل مؤسسة رينه معوض على كل المجهود الذي يبذلونه، على الحرفية العالية في كل مراحل العمل، وعلى التفاني لإنجاح كل مشروع. شكرا لكم جميعا، وانشاءلله بالمشاريع الدائمة، لخدمة الانسان اللبناني”.
من جهتها عبّرت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان الدكتورة آن باترسون عن فخر الوكالة بالانجازات التي حققها برنامج “بلدي”، مشيرة الى ان لا زال هناك الكثير من العمل للقيام به اذ ان البلديات تعاني من التحديات على مستوى الموارد المالية والبشرية نظراً للطلب المرتفع على الخدمات لذلك قررت الوكالة تمويل دورة ثالثة من طلبات البلديات. وأملت باترسون ان تمكّن الانشطة الممولة، البلديات ومواطنيها من العمل سوية لسد الاحتياجات المحلية وتعزيز الروابط المجتمعية التي تحظى بأهمية بالغة في تذليل الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية.
بدورها، رأت ممثلة رئيس مكتب الإدارة المشتركة في وزارة الداخلية والبلديات الجنرال الياس الخوري، رشا حوراني ان برنامج “بلدي” يثبت مرة اخرى انه فعلا يبني التحالفات ويهدف الى التقدم والتمنية والاستثمار المحلي في ظل حجم الضغط الذي ترزح تحته المناطق اللبنانية كافة نتيجة للأزمة النزوح السوري، متوجهة بالشكر للوكالة الاميركية للتنمية الدولية ولبرنامج “بلدي” ومناشدة اياهما تقديم المزيد من البرامج المماثلة. كما وجهت التحية لمؤسسة رينه معوض التي قدمت الكثير من الانجازات وستواصل هذا العمل والجهد.
بعدها عرِض فيلم توثيقي قصيرعن انجازات برنامج “بلدي” تلاه كوكتيل.
اشارة الى ان برنامج “بلدي” ساعد منذ بدء تنفيذه في أيلول 2012 البلديات على تحسين قدراتها في تقديم الخدمات العامة مع التركيز على المشاريع التي تشجع التعاون الشامل مع المواطنين لتحقيق الأهداف المشتركة. وكان قد أطلق برنامج “بلدي” دورتَين سابقَتين لإستدراج طلبات بلدية عامَي 2013 و 2015، نتج عنها إختيار 57 مشروعا إنمائيا تمّ تمويلها بشكل عيني وأشركت من خلالها أكثر من 130 بلدية في كافة المناطق اللبنانية. تركّزت هذه المشاريع حول تلبية حاجات المجتمعات المضيفة من خلال تحسين الدخل، إستخدام الطاقة الشمسية، تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وخدمات إجتماعية أخرى. ستفيد هذه المشاريع أكثر من مئة ألف شخص بحلول أيلول 2017.
وكانت قد قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمديد فترة برنامج “بلدي” حتى أيلول 2018 بهدف تلبية الحاجات المستمرّة للمجتمعات المضيفة والمناطق المحتاجة في لبنان، لا سيّما في ضوء الأزمة المستمرة للّاجئين السوريين. فمن خلال مؤسسة رينه معوض، سيدعم “بلدي” ما يراوح بين 11 و20 مشروعاً جديدًا بهدف التنمية المحلية تتقدّم بها البلديات على الصعيد الوطني. صمن هذه الدورة، سيقوم “بلدي” بدعم المشاريع التي تتضمّن معدات وتجهيزات، والتي يمكن تنفيذها خلال أربعة أشهر، ويكون لها تأثير فوري ومستدام على عدد كبير من المستفيدين. يمكن أن تصل قيمة المساهمة العينية للبرنامج الى 100 ألف دولار لكل مشروع ومن المتوقع أن تساهم البلدية والمجتمعات بنسبة 20٪ من التكاليف الإجمالية للمشروع بشكل عيني أو نقدي. كافة المعلومات عن وثيقة الدورة الثالثة لإستدراج طلبات المشاريع، معايير التقييم، الندوات التوجيهية للبلديات المهتمة، وكيفية تقديم الطلبات تجدونها على الموقع الالكتروني الرسمي للبرنامج: http://baladi-lebanon.org/en. الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو 10 آب 2017.