كتب بسام أبو زيد
لن يتأثر الرئيس السوري بشار الأسد إن قبل اللبنانيون التفاوض مع نظامه مباشرة أم لم يقبلوا في موضوع عودة النازحين السوريين، فمن قال إنه يريد عودة هؤلاء إلى قراهم وبلداتهم؟!
إلا أنه في المقابل سنبقى نحن اللبنانيون نتأثر سلبيا ببقاء النازحين السوريين في لبنان وما ينجم عن هذا الوجود من مشاكل على أصعدة متعددة تهدد أمن لبنان وكيانه.
إزاء هذا الواقع المتفاقم منذ ست سنوات هل يجب على الحكومة أن تقف مكتوفة الأيدي ولا تفعل شيئا من أجل عودة النازحين؟
لقد تبين أن الدول العربية الخليجية والأوروبية والولايات المتحدة وكل الدول التي تشارك في مؤتمرات الدول المانحة، لم تبد أي رغبة في مساعدة لبنان لعودة النازحين أو انتقال جزء كبير منهم إلى بلدان أخرى، بل على العكس فإنهم يطالبون لبنان بتأمين فرص العمل لهم وصولا إلى ما يشبه توطينهم، ما يعني أن باب التفاوض هذا مقفل ليس فقط على العودة بل حتى على تمويل بقائهم في لبنان.
في باب الأمم المتحدة ليس معروفا حتى الآن ما يحول دون لقاء ومفاوضة الموفد الخاص للأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا والبحث معه في إمكان إعادة نازحين سوريين إلى مناطق أصبحت آمنة نسبيا أو إلى مناطق آمنة قد تنشأ بتوافق روسي أميركي.
في الباب الثالث قد يكون الحديث مع روسيا وإيران مفيدا في سبر أغوار إمكانية عودة النازحين، ولكن المسؤولين اللبنانيين لم يكلفوا أنفسهم بعد عناء الحديث مع هاتين الجهتين كي يعلموا حقيقة النوايا.
في هذه الأبواب الثلاثة سيكون الحديث مع النظام السوري حتميا لأن هذه الدول والأمم ستتحدث في هذا الموضوع مع القيادة السوري إما مباشرة وإما بالواسطة، ولكنها لن تتحدث قبل أن يبادر لبنان إلى الطلب وهو أمر لم يحصل بعد.
قد يرفض النظام السوري الحديث بالواسطة عن عودة النازحين السوريين من لبنان ويطالب بمفاوضات مباشرة فعندها ماذا سنفعل؟
إن “حزب الله” الذي يقاتل في سوريا ويتهمه البعض بأنه ساهم في أزمة النازحين، يستطيع التحدث المباشر مع النظام السوري، وهو الحزب الممثل في الحكومة ويقبل معارضو التفاوض مع النظام السوري الجلوس معه إلى الطاولة والتحاور معه في مختلف الشؤون، كما أن “حزب الله” على تحالف قوي مع رئيس الجمهورية وتياره المؤيد للتفاوض مع النظام السوري. وبالتالي يكون دور “حزب الله” الذي يقاتل إلى جانب الرئيس الأسد مقبولا من أعداء الأسد.
والأهم أن رئيس الجمهورية الذي يرأس مجلس الوزراء ساعة يشاء وهو أب الجميع، ومنهم أعداء الأسد في لبنان، يستطيع أن يفاوض النظام السوري إما هو شخصيا وإما عبر موفدين قد يكون من بينهم وزير الخارجية جبران باسيل الذي التقى أكثر من مرة السفير السوري في لبنان، وسفارته لا تزال مفتوحة.
ربما يريد هؤلاء تعويم نظام الأسد كما يقول البعض ولكن علينا النظر قبل ذلك في إنقاذ لبنان من الغرق لأن انتظار سقوط الأسد أو خروجه من السلطة قد يستغرق سنوات لا قدرة لنا على تحملها.