افتتحت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية، برنامجها لهذا الصيف بأمسية شبابية بامتياز تحمل شعار “عيد الشباب بالليالي اللبنانية” على مدرجات معبد باخوس في قلعة بعلبك الأثرية، في حضور وزير السياحة أواديس كيدانيان ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير الثقافة غطاس خوري ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الاتصالات جمال الجراح، النواب: ميشال فرعون، نبيل دي فريج، مروان فارس وإميل رحمة،الوزراء السابقين روني عريجي، خليل الهراوي وبسام مرتضى، رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دي فريج، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، العقيد الركن حسين خير الدين ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، العقيد ربيع مجاعص ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد حسين سلمان ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، وملكة جمال لبنان ساندي تابت.
الحفل الغنائي الذي أحياه الفنانون رامي عياش، ألين لحود وبريجيت ياغي بجدارة واقتدار، اعتمد بداية كوريغرافيا مشهدية لحملة مشاعل بالزي الروماني، كرسالة مفادها أن الجيل المؤسس للفولكلور التراثي ضمن الليالي اللبنانية في عيدها الستين تسلم الشعلة للجيل الجديد، بما يشكل تواصلا ما بين الماضي المجيد والمستقبل الموعود.
واستمع عشاق الأغاني التراثية التقليدية والبدوية والشرقية لمقاطع من نتاج هامات فنية لم ولن تنساها الذاكرة، تآخت ألحانها وكلماتها وأصواتها مع أعمدة وتيجان المعابد، وتماهت مع أغاني الفنانين الثلاثة، ومسك الختام بأغنية ونغمات “قلعة كبيرة وقلبها كبير وبيساع الدنيا كلها”.
وللوحات الدبكة مساحتها ودويها على خشبة المسرح وصداها على المدرجات، بخاصة مع أغاني: الدلعونا، فوق الخيل، يا أم الضفاير، مرحبتين، ويلي ويلي من حبهن ويلي، عيني يا عيني، والقلعة.
أما مسك الختام، فكان تكريم أحد أعمدة المسرح الغنائي والفولكلور اللبناني الفنان روميو لحود، وقدمت له دي فريج درع المهرجان، وقالت: “مساء الخير، الليلة مع عيد الليالي اللبنانية، ليلتنا سعيدة، 60 سنة مرت على الفلوكلور اللبناني بمهرجانات بعلبك، الذي انطلق منه “ريبيرتوار” الموسيقى اللبنانية، وكما سمعنا قبل قليل الكثير من تلك الأغاني التي تحمل توقيع استاذ، هو استاذ الأبجدية، أخدنا معه على طريق العين، ولما ع طريق العين أخدنا الريح وأخدنا الليل، ليوصلنا إلى نبع المي، وكانت المسيرة نبعا من العطاء شمل 37 استعراضا مسرحيا، أسس خمس دور مسرح، وأخرج وأنتج فيلما سينمائيا طويلا”.
وتابعت: “عمل في “السكالا دي ميلان”، وكان أول لبناني قدم عملا في “olympia” بباريس، ولكن العودة إلى لبنان كانت ضرورة، بدأ في بعلبك سنة 1963، مع مسرحية الشلال، وكرت المسبحة مع الليالي اللبنانية، القلعة والفرمان والمهرجان” مضيفة “أحب ليس فقط مهرجانات بعلبك، إنما أحب المكان وسكان بعلبك وهذه الهياكل، وكان حضوره في بعلبك مميزا، والتضامن العائلي الفني كان تكملة للابداع بكل أنواعه، تعامل مع فنانين أصبحوا نجوما مثل صباح، مجدلة، ناديا جمال، ملحم بركات، أنطوان كرباج، جوزيف عازار، عبدو ياغي، وطبعا سلوى القطريب”.
وختمت: “عندما نسمع عناوين مثل “أخدو الريح واخدو الليل” و”خدني معك” و”قديش قضينا سوا”، نعرف أننا نحكي عن اسم لا يحتاج أي لقب، روميو لحود، ولأن ليس كل سنة تحتفل الليالي بعيدها الستين، ومثلما قال “مش كل سنة بتتلج الدني وبيشيب القمر” والمبدعون عندما يشيبون يكونوا قد رسموا تاريخ بلادهم. الليلة لجنة مهرجانات بعلبك تقول لك روميو لحود شكرا”.
بدوره تحدث لحود فقال: “أنا خلقت هنا، اعذروني لقد دمعت عيناي، وأنا لدي أخوة في لبنان هم أنتم كلكم، يعطيكم ألف عافية، وإن شاء الله هالبلد بيعمر، أشكر اللجنة، وتصبحون على ألف خير”.
وفي حديث خص به “الوكالة الوطنية للاعلام” قال لحود: “أقل شيء أن أزور قلعة بعلبك التي انطلقت منها، هي التي لها الفضل علي، وأنا خلقت فنيا فيها، ومنها انطلقت بقوة، هذه مسألة لا أنساها، لا يمكن لأحد أن ينسى من وقف إلى جانبه وأحبه ودفع به إلى الأمام، وجعل منه شيئا مهما، لا أنسى القلعة، ولا أنسى بعلبك، ولا أنسى البعلبكيين الذين أحببتهم وأحبوني، ولا أنسى كل المنطقة التي عشت فيها بمقدار ما عشت في ضيعتي عمشيت وأكثر، لذا وجودي هنا في بيتي”.
ولفت إلى أن “تحضير العمل المسرحي الغنائي المخصص لليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك، كان يستغرق حوالى السنة”.
أما الفنان رامي عياش الذي تألق في الحفل، فقال: ” الفنان الكبير روميو لحود هو الذي منحني أعلى علامة في استديو الفن، وهو الذي اكتشف موهبتي”.