ناشدت “جمعية Green Area الدولية”، في بيان، “سائر الجهات المعنية في الدولة، العمل على تبني خطة وطنية لإنقاذ السلاحف البحرية، عبر الحفاظ على موائلها وحمايتها من الانقراض”.
وأشارت إلى أنّ “ثمة مؤشرات مقلقة لا بد من التنبه لها وقد وثقنا بعضها، خصوصا لجهة ما يواجه الشاطئ اللبناني من تعديات، تسببت في قضم مساحات واسعة لصالح مشاريع ومجمعات سياحية وسكنية عشوائية، لا تراعي البيئة المحيطة ولا تحترم النظم الطبيعية”.
ولفتت الجمعية إلى أنّه “يوماً بعد يوم تتآكل وتتراجع مساحة الشاطئ اللبناني، وسط ما شهدنا سابقا، وما نشهد اليوم من تعديات على الأملاك البحرية العامة، بهدف الاستثمار وبناء منتجعات سياحية، لا تراعي الحد الأدنى من الشروط البيئية بمعظمها، وبالاضافة الى ما تتسبب به من قضم للمساحات الشاطئية وحرمان المواطنين من حقهم بها، فإنها تؤدي الى تهديد موائل الكائنات البحرية، ولا سيما منها السلاحف البحرية وأماكن تعشيشها، فضلا عما تعانية البيئة البحرية عموما من أزمات متلاحقة، خصوصا بعد انتشار المكبات الشاطئية وردم البحر بالنفايات، الأمر الذي يهدد الثروة السمكية والأحياء البحرية والنظم الإيكولوجية التي يتميز بها بحرنا”.
وإذ أكدت “تعزيز السياحة البيئية عبر مشاريع تراعي الاستدامة وحماية الحياة البرية والبحرية والتنوع الحيوي”، ذكرت “اننا شهدنا في السنوات الماضية تعديات طاولت الكائنات البحرية، وفي مقدمها السلاحف البحرية”، عارضة “أسباب نفوق السلاحف من اختناقها بعد ابتلاعها لاكياس النايلون، الديناميت، الاصطدام بالمراكب البحرية، ابتلاعها (سنانير) الصيد، او احتجازها بعد ان تعلق في شباك الصيادين، ارتطامها بشفاطات التبريد قي معملي الجية والزوق الحراريين، فضلا عن حالات لم يتضح فيها سبب النفوق، وقد كثرت هذه الحالات، وقد رجح البعض انها قد تكون نفقت نتيجة التسمم بمبيد (اللينات) الذي يستعمله بشكل غير قانوني بعض الصيادين”.
واشارت الجمعية إلى أنّ “إناث السلاحف تعود بعد 25 عاما من تاريخ مولدها الى الشواطئ، التي انطلقت منها نحو البحر، والمشكلة هنا ان شكل الشاطئ يتغير سنويا في لبنان وبوتيرة سريعة، مما يعيقها في عملية وضع بيوضها. فالشاطئ، بالاضافة الى تقلص مساحته، تزداد عليه الأنوار الساطعة المنتشرة وضجيج رواد والمنتجعات والمقاهي والمطاعم الشاطئية”.
وأوضحت “وثقنا بالفيديو سلحفاة خضراء خرجت من الماء لتضع بيوضها عند شاطئ احد المسابح، لكنها تفاجأت بنشاط بشري وأضواء وجلبة فعادت نحو البحر”، مشيرة إلى أن “هذا الفيديو يمثل رسالة صارخة نرفعها إلى الجهات المعنية”، مذكرة أن “السلاحف الخضراء في لبنان، وضعت من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض”.
وإذ شدّدت على “حماية الشواطئ الرملية وإزالة النفايات، ووقف تلويث البحر لتأمين بيئة سليمة لوضع إناث السلاحف بيوضها”، طالبت الجمعية بـ”تبني سياسة بيئية تراعي الحياة البحرية والاستدامة”.