أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ المصلحة الوطنية اللبنانية هي في تفعيل الحكومة الحالية واعطاء الاولوية للملفات الامنية والخدماتية والمعيشية، وقال: نؤيد بشدة كل ما صدر عن اللقاء التشاوري في بعبدا، ولا ينبغي لايّ خلاف على أيّ ملف أن يؤدي الى سقوط الحكومة أو تهديد احد بالانسحاب منها.
نصرالله، وفي كلمة مباشرة تناول فيها التطورات السياسية الاخيرة، لفت الى أنّ كل اللبنانيين يَئِنّون من تبعات ملف النازحين السوريين الذي بات يحتاج إلى حل، معتبراً أنّ الحكومة السورية ليست بحاجة إلى شرعية من أطراف لبنانيين إذا جرت مفاوضات بشأن النازحين.
وأكد أنّ عودة النازحين إلى سوريا مصلحة لهم وللبنانيين، وقال: ندعو الحكومة اللبنانية أن تتصل بالحكومة السورية وأن تتفاوض معها ليتم تسهيل عودة النازحين الى بيوتهم وقراهم، لافتاً الى أنّ تفاوض الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية لا يعني اعطائهم الشرعية لأنّهم ليسوا بحاجة لها.
وشدّد نصرالله على أنّ ملف النازحين السوريين في لبنان بحاجة الى حل، موضحاً أنّ لا أحد في الحكومة اللبنانية أو خارجها تطرق إلى إجبار النازحين على العودة، بل نتكلم عن العودة الطوعية.
ونوه بالجهود الجبارة للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في ملف مكافحة الإرهاب، لافتاً الى أنّ هناك إرهابيين ومخطّطين لعمليات إرهابية في عرسال وهذا بات يحتاج حلاً، وقال: هذه المرة الأخيرة التي أتحدث فيها عن مسلحين في جرود عرسال، موضحاً أنّ الموجودين في جرود عرسال هم تهديد للقرى اللبنانية وآن الأوان للانتهاء من هذا التهديد.
وأضاف نصرالله: ما جرى في عرسال وما يقوم به الجيش ومجاهدو المقاومة خفف المخاطر ولكنّه لم ينهها، وهناك اخطاء تحصل ولكنّ لا يجوز أن تستخدم لطعن من يسهر على أمن الناس، وقد ثبت اليوم أنّ هناك من يدير شبكات ارهابية وانتحاريين ويجهزون عبوات ناسفة في داخل عرسال، وبالتالي الجرود مشكلة حقيقية والتهديد لا يزال قائماً وآن الاوان للانتهاء من ذلك.
إقليمياً، إعتبر أنّ الإنتصار في الموصل ضدّ تنظيم “داعش” عظيم وكبير جداً ولو قلل البعض من أهميته، لافتاً الى أنّ فتوى المرجعية في العراق علي السيستاني أنهت الحيرة لدى العراقيين وحسمت الموقف، وهي المفصل الحاسم للانتصارات الكبرى في العراق.
وأوضح نصرالله أنّ فتوى المرجعية حدّدت هوية العدو والتهديد الذي يجب أن يواجه، وحسمت شكل المواجهة بعيداً من المفاوضات والرهانات، مشيراً الى أنّ هذه الفتوى أعطت زخماً كبيراً للقوات العراقية، وحصلت على تأييد علماء الدين الشيعة والسنّة.
وقال: حسم العراقيون خيارهم بالمواجهة ولم ينتظروا قرارات عربية أو إسلامية أو أميركية. نسجل للقيادات السنّية في العراق موقفهم الإستثنائي من الحرب مع “داعش”، وهناك من عمل على تقديم الصراع في العراق على أنّه سنّي ـ شيعي، معتبراً أنّ الذي عطّل الفتنة في العراق هو الموقف الشجاع للعلماء السنّة.
وأضاف نصرالله: الاحتضان الشعبي للقوات المسلحة العراقية كان عاملاً مهماً في الانتصار، ومن عوامل الانتصار في الموصل عدم الإصغاء للخارج والرهان عليه. فالخارج كان يعمل على ضرب عزيمة العراقيين بينما هم بحاجة إلى الوحدة لمحاربة “داعش”. انّ هزيمة التنظيم لا تحتاج إلى سنوات طويلة لو توافرت الإرادة الدولية.
ولفت إلى أنّ حديث واشنطن عن أنّ هزيمة “داعش” بحاجة لسنوات يكشف عن مخططاتها في المنطقة، مشدّداً على أنّ تحرير الموصل خطوة متقدمة جداً نحو هزيمة مشروع “داعش”، ويجب أن يشعر الجميع في العراق وخارجه أنّ النصر في الموصل نصرهم.
وأشار نصرالله الى أنّ انتصار العراقيين هو دفاع عن كل الشعوب العربية والإسلامية، ويجب أن تبقى أولوية العراقيين تطهير بقية أرضهم من “داعش”، مضيفاً: يجب إجتثاث وجود “داعش”، وهناك من سيحاول إشغال العراقيين عن هذه المهمة، ويجب ألا تعطى الفرصة لـ”داعش” كي يعود من جديد أو ينال الدعم مجدّداً.