كتب رامح حمية في “الأخبار”:
استكمل الجيش معركته ضد المجموعات الإرهابية وشبكاتها الانتحارية. ورغم الحرب النفسية وحملات التحريض التي تشنّ ضده، نفّذ عملية أمنية نظيفة في عرسال، محاولاً اصطياد العقل المدبّر لهجمات رأس بعلبك حيّاً قبل أن يصيب منه مقتلاً، إذ لم تكد تمضي أيام قليلة على العملية الاستباقية التي نفّذها الجيش في مخيّمي النور والقارية، حتى جاءت عملية أمس لتوجه ضربة استباقية جديدة. بالاستناد إلى معلومات استخبارية، تمكّن الجيش من تحديد مكان اختباء كل من ياسر الغاوي وعاطف الجارودي المتورطين في عمليات تفخيخ وتفجير سيارات.
حُدّد المكان وحوصر المبنى. كانت المجموعة تسهر في عرزال على السطح. انتظرت القوة المهاجمة لعلهم ينامون لتطبق عليهم وتوقفهم من دون مقاومة، لكن ليل الإرهابيين طال. دقت الساعة الرابعة فجراً لتقرر مجموعة الجيش مهاجمة الهدف. استغرقت العملية ساعة واحدة انتهت بمقتل “إرهابيين خطيرين، وتوقيف ثلاثة آخرين”. وفي حين أنها أتت “استكمالاً لعملية مخيّمي النور والقارية”، بحسب مصادر عسكرية، تقاطعت المعلومات والتحقيقات لدى مديرية المخابرات عن مجموعة إرهابية تعدّ عبوات ناسفة في مبانٍ مستأجرة داخل بلدة عرسال، يستعملها مسلحون وقياديون في تنظيم “داعش” كمخبأ لهم ولانطلاق عملياتهم الانتحارية.
وكانت استخبارات الجيش قد حددت تحركات كل من السوريين ياسر الغاوي وعاطف الشيخ عبد القادر المعروف بـ”الجارودي”، المطلوبَين بجرائم إرهاب وتفخيخ سيارات. وتبيّن أنهما موجودان في مبنيين يملك أحدهما المدعو خالد عز الدين. ولدى دخول القوة المهاجمة، سارع الغاوي إلى محاولة تفجير نفسه بحزام ناسف بعناصر المخابرات الذين أردوه على الفور، في حين حاول الجارودي الفرار مطلقاً النار باتجاه القوة المداهمة، ما دفع العناصر إلى إطلاق النار باتجاهه حيث أصيب بطلقات نارية وما لبث أن فارق الحياة. وأوقف كل من عز الدين والسوريين وليد خالد جمعة وابنه، وهما والد وشقيق القيادي في تنظيم “داعش” غياث جمعة الملقب بـ”أبو الوليد”، والذي قتل في مواجهات مع الجيش في جرود رأس بعلبك في كانون الثاني 2015 مع أبو عبدالله الأهوازي وثلاثة آخرين. وتمكنت القوة من ضبط مصنعين لإعداد العبوات الناسفة في مستودعين (كاراجين) أسفل المبنيين، وبداخلهما 7 عبوات ناسفة معدة للتفجير بأحجام وأشكال مختلفة موصولة الى هواتف لاسلكية، مع أربعين كيلوغراماً من مادة النيترات التي تستعمل لتصنيع العبوات الناسفة، وكمية كبيرة من الذخائر. مسؤول أمني كشف لـ”الأخبار” أن العبوات المضبوطة “جاهزة للاستخدام وهي مختلفة الأشكال والأحجام بالنظر الى طبيعة العمل الإرهابي المنوي تنفيذه؛ فمنها ما هو موجّه “كالذي يستعمل للاغتيالات، ومنها ما هو معدّ لإيقاع أكبر قدر من الضحايا، فضلاً عن عبوات لتفجير سيارات”. وأكد أن “العملية الأمنية ساهمت في منع تنفيذ أعمال إرهابية ضد المدنيين أو العسكريين ونقاط للجيش”.