IMLebanon

لهذا السبب اتصل جنبلاط بالحريري!

 

 

 

تتعامل مصادر سياسية مواكبة لتأزم العلاقة بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” وبين “تيار المستقبل” مع الاتصال الذي أجراه رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط برئيس الحكومة سعد الحريري، على أنه بداية لإعادة التواصل بينهما بعد طول انقطاع، لأن لا غنى لأحدهما عن الآخر مهما تأرجحت العلاقة بينهما.

وكشفت المصادر السياسية المواكبة لـ”الحياة” أن اتصال جنبلاط بالحريري شكل مناسبة للتشاور في القضايا المطروحة ومنها التشكيلات والمناقلات الديبلوماسية التي يعدها وزير الخارجية جبران باسيل وما زالت عالقة بسبب كثرة الاعتراضات على مسودتها التي يتواصل في شأنها مع القوى الأساسية.

ولفتت الى أن الحريري أبدى تفهماً لموقف جنبلاط حيال بعض المناقلات التي يحاول باسيل تسويقها والتي تبين أنها تتعارض مع الجدول المعتمد لتوزيع السفارات في الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وتتضمن اسناد سفارة لبنان لدى روسيا لسفير من الطائفة الأرثوذكسية فيما العرف في توزيع السفارات يقضي بأن تكون هذه السفارة من حصة الطائفة الدرزية.

وأكدت المصادر عينها أن الحريري يدعم وجهة نظر جنبلاط بالإبقاء على طائفة سفير لبنان لدى روسيا بدلاً من مقايضتها بسفارة لبنان لدى الصين.

وذكرت “الحياة” أن جنبلاط بادر الى الاتصال بالحريري بعد أن التقى عضوا “اللقاء الديموقراطي” الوزير أيمن شقير والنائب وائل أبو فاعور عصر أول من أمس، الوزير باسيل في مقر وزارة الخارجية وبحثا معه في حصة الدروز في التشكيلات الديبلوماسية، ولمسا إصراره على تعيين سفير من الطائفة الأرثوذكسية في سفارة لبنان في موسكو ليحل مكان السفير الذي ينتمي الى الطائفة الدرزية على أن تعطى الطائفة سفارة لبنان في بكين.

وإذ لم يتمكن اللقاء من تبديل موقف باسيل، تمسك شقير وأبو فاعور بأن تكون سفارة لبنان في موسكو من حصة الدروز. ونقلت مصادر مطلعة عن باسيل تبريره اقتراحه بأن تكون موسكو، وتمنت عليه تعيين ارثوذكسي سفيراً في موسكو، الامر التي تستبعده مصادر أخرى.

كما طرح باسيل إسناد سفارة لبنان في المكسيك الى سفير من الطوائف المسيحية ليحل مكان السفير الدرزي على أن تكون سفارة لبنان في الأورغواي من حصة درزي، ما اعترض عليه شقير وأبو فاعور لأن هدف المقايضة بين السفارتين إسناد السفارات الرئيسة في دول أميركا الجنوبية الى سفراء من الطوائف المسيحية بذريعة أن غالبية المغتربين فيها هم من المسيحيين.

وأوضحت المصادر السياسية أيضاً أن شقير وأبو فاعور بحثا مع باسيل في إجراء مبادلة بين سفارتي لبنان في صنعاء وبلغراد اللتين هما من حصة الدروز وبين سفارات لبنانية أخرى، واقترحا على سبيل المثال تعيين سفيرين درزيين في سفارتي لبنان في مدريد وأنقرة.

وتواجه مسودة الجدول الذي أعده باسيل لتوزيع سفراء لبنان في الخارج تواجه اعتراضات متعددة ما يصعب تمريرها في مجلس الوزراء ويضطره الى إعادة النظر فيها، إضافة الى أن باسيل يقترح تعديل اقتراح القانون الذي تقدم به عدد من النواب ويقضي برفع سن التقاعد للديبلوماسيين من 64 الى 68 سنة لمساواتهم بالقضاة، بحيث يصار الى انتقاء المشمولين برفع سن التقاعد بدلاً من تعميم الإفادة منه على العاملين في السلك الديبلوماسي.

وتسأل مصادر سياسية أخرى عن السبب الذي يدفع باسيل الى الإصرار على إسناد سفارة لبنان في واشنطن الى سفير ماروني كبديل من التوزيع المعتمد ويلحظ إسنادها الى سفير أرثوذكسي على أن يعوض للطائفة التي ينتمي اليها الأخير بتعيين سفير منها في موسكو؟

وكانت مسودة باسيل اقترحت تصنيف سفراء لبنان في الخارج بثلاث فئات، وتعديل التوزيع الطائفي للسفراء المعتمدين لدى دول مجلس التعاون في الخليج العربي.