اعلنت مصادر مواكِبة لمجريات المعركة المرتقبة في جرود بلدة عرسال لصحيفة «الراي» الكويتية إن «سرايا أهل الشام» القريبة من «جبهة النصرة» ماضية في التفاوض مع «حزب الله» لإجلاء المسلّحين من الجرود بكل أسلحتهم الخفيفة نحو مناطق إدلب وجرابلس، إلا أن هذه المفاوضات، وحسب المصادر عيْنها، تتعثّر حتى الآن مع ترجيح قبول المسلّحين بشروط «حزب الله» لإخراجهم.
وكشفت «الراي» أن المفاوضات لم تكن تبلغ نتائج حاسمة، وهو ما يفسّر إستقدام «حزب الله» صواريخ «بركان» القريبة المدى، والتي تحمل رؤوساً متفجّرة بقوة تراوح بين 250 الى 500 كيلوغرام، وذلك بغية فرض شروطه على مسلّحي «جبهة النصرة» و«داعش» المتمركزين في جرود عرسال.
وقالت المصادر المواكِبة لمجريات تلك المعركة «إن حزب الله لا ينوي الدخول إلى بلدة عرسال التي يحوطها الجيش اللبناني، إلا أنه (أي حزب الله) سيكون حاضراً لمنْع أي تقدُّم من مسلحي (داعش) و(النصرة) في اتجاه خطوط الجيش»، كاشفة عن «أن حزب الله استقدم قوات خاصة من فرقة الرضوان يصل عددها الى نحو 2500 عنصر، استعداداً لحسْمٍ لم يتقرّر بعد بسبب استمرار المفاوضات».
وذكّرت المصادر عينها بما سبق أن قاله الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي عن أن وقت التفاوض أصبح ضيقاً، مشيرة الى «أن الحزب يريد ومعه الجيش اللبناني إنهاء هذه المسألة (وجود مسلّحي داعش والنصرة في جرود عرسال) التي لم تعد تحتمل التأجيل لأن الحرب في سورية تقترب من نهايتها».
واعلنت مصادر أمنية رفيعة لصحيفة «الجمهورية» انّ «حزب الله» دفع بعناصره في اتجاه منطقة جرود عرسال، وأكمل استعداداته لخوض هذه المعركة التي أكّد الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله أنها المعركة الفاصلة، ولن يبقى إرهابيون في الجرود.
وأشارت المصادر المواكبة للتحضيرات الجارية الى «انّ منطقة الحدود باتت أمام ايام حاسمة، والجهوزية باتت مكتملة للشروع في هذه المهمة». لافتة الى «تحضيرات واستعدادات شديدة الاهمية تجري من الجانب السوري إستعداداً للمعركة، والساعة الصفر تحدّدت وإطلاق العمليات ينتظر الاشارة».
وقالت المصادر: «انّ كل تلك التحضيرات والاجراءات على الحدود تقترن بترقّب داخلي شديد يتواكب مع تدابير أمنية في الداخل كما على الحدود، لمَنع الإرهابيين من التَسلّل الى الداخل اللبناني خلال المعركة، وللجيش اللبناني الدور الأساس في منع تسلل الإرهابيين وتَغلغلهم الى الداخل، اي انّ الجيش سيكون بالمرصاد للإرهابيين المتسللين».
وشددت المصادر على «انّ الوضع الأمني أكثر من مَمسوك، ونلاحظ جليّاً انّ هناك انهيارات في صفوف المجموعات الارهابية والاجراءات والضغوط التي تطبّقها المؤسسة العسكرية مع سائر الاجهزة ساهمت في تضييق الخناق على تلك المجموعات واستطاعت الحد من فعاليتها، وزرع الإرباك فيها». وقالت: «الجيش والأجهزة الامنية متحسّبة أكثر من اي وقت، وتضع أمامها كل الاحتمالات».
وأضافت المصادر: «خلافاً للأصوات التي تبكي على المدنيّين، فالمعركة ليست ضدهم، ولن تكون كذلك. وبالتالي، الارهابيون يضعون الناس أكياس رمل لهم، والاساس في الموضوع هو إخراج البلدات اللبنانية من تحت رحمة الارهابيين، علماً انّ عرسال من أكثر القرى التي باتت تنادي بمَدّ سلطة الدولة اليها وإراحتها من الثقل الذي يشكّله الارهابيون عليها وعلى المنافسة الحقيقية بعدما أصبح عدد النازحين أكثر من ضعفَي عدد سكانها وأكثر. فضلاً عن انّ البلدة شبه منهارة اجتماعياً بعد الشلل الذي أصابها في حركتها التجارية ومورد رزقها وعلاقتها بالجوار كما بالداخل اللبناني».
ولفتت المصادر الانتباه الى «انّ هناك مفاوضات تجري لترحيل المسلحين عن تلك المنطقة او تسليم أنفسهم، والّا فإنّ المعركة الحاسمة ستكون العلاج الشافي من هذا الورم الإرهابي».
لكن الحملة، وفق ما قالت مصادر في قوى 8 آذار مقربة من حزب الله لصحيفة «الشرق الأوسط»، ستتركز في مرحلتها الأولى على مواجهة عناصر «جبهة النصرة» وليس عناصر «داعش» لأن التهديدات الجدية للقرى اللبنانية تأتي من المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها «الجبهة».