IMLebanon

لا مشاركة للجيش في معركة الجرود!

كشفت اوساط وثيقة الصلة بما يجري على الحدود اللبنانية – السورية لصحيفة “الديار” ان «قرارا» سياسيا اتخذ على مستوى عال في الدولة اللبنانية ابلغ الى قيادة حزب الله تقضي بعدم مشاركة الجيش اللبناني في اي عملية عسكرية الى جانبه او الى جانب الجيش السوري وهو غير معني بالتالي بما قد يحصل في الجرود الا بحدود المهام الموكلة اليه، وان القيادة العسكرية تبلغت هذا الموقف من المستوى السياسي، مؤكدة في الوقت ذاته ان حارة حريك ابلغت المفاوضين انها ستسلم الجيش اللبناني اي مناطق ستسيطر عليها داخل الحدود اللبنانية في منطقة الجرود لقطع الطريق على اي تاويلات او كلام هدفه اشعال نار الفتنة المذهبية وتصوير ما يجري على انه حرب ضد طائفة معينة فيما هو معركة ضد الارهاب الذي لم يميز بين لبناني وآخر.

واذا كان موقف رئيس الحكومة الاخير قد امن غطاء سنيا، وان شكليا، فان الضوء الاخضر الدولي وبخاصة الاميركي لشن عملية عسكرية، قد يجد الجيش نفسه شريكا فيها لم يصل بعد، لاعتبارات مرتبطة بالاستراتيجية الاميركية وتوازنات الساحة السورية، حيث ترى واشنطن، والكلام لمصادر ديبلوماسية رفيعة، ان لا دور عسكري لمسلحي الجرود بعدما انهكهم الجيش اللبناني وافقدهم اي فرصة للمبادرة الى الهجوم نتيجة ضرباته العسكرية والامنية الاستباقية، وبالتالي فان اي انهاء للوظيفة السياسية لهذا الوجود المسلح سيعطي حزب الله اوراقا اضافية على طاولة المفاوضات وكذلك لطهران، متخوفة من استفادة اسرائيل من هذا الوضع عبر تحريك نواب محسوبون على اللوبي الصهيوني في الكونغرس ودفعهم الى طلب استجواب وزير الدفاع الاميركي عن وجهة استعمال السلاح المقدم للجيش اللبناني ومدى «استفادة» حزب الله منه.

وفي هذا الاطار كشف مصدر عسكري لـ”الديار” ان الجيش اتخذ كل الاجراءات الضرورية واللازمة لتأمين مناطق انتشاره على طول الجبهة الشرقية وفقا للمعلومات المتوافرة لديه، مؤكدة ان المؤسسة العسكرية ملتزمة بشكل تام بقرارات السلطة السياسية صاحبة الامرة على الجيش وفقا للدستور، وكما تبلغ رئيس الحكومة من قائد الجيش، وهي بالتالي مسؤولة عن تأمين قطاع عملياتها، بما فيها مخيمات النازحين السوريين المقابلة لخط الجبهة، وصد اي هجوم قد تتعرض له مراكزه او محاولات اختراق اي من القرى والبلدات اللبنانية وفي مقدمها عرسال، معتبرا ان المعركة التي يحكى عنها في جرود البلدة وعلى بعد عشرات الكلومترات وليس داخلها ولن يسمح بنقلها الى داخلها.

وأكد المصدر ان اي تحرك للمسلحين باتجاه تلك المخيمات سيواجه بالاجراءات التي تتناسب ونوعية التحرك، مؤكدا على ان الجيش سيعمد الى حماية وتأمين المخيمات، مطمئنا في الوقت ذاته الى ان الاوضاع في بلدة عرسال هادئة وكذلك داخل مخيماتها، رغم اجواء الخوف والقلق المخيمة، كاشفا ان عملية دفن السوريين الاربعة الذين توفوا في المستشفيات مرت بهدوء دون اي ردود فعل بعدما تسلم الاهالي جثثهم الخميس. ويشير المصدر الى ان كل ما ينشر خارج هذا الاطار في وسائل الاعلام او من مواقف هدفه توريط الجيش بما لا علاقة له فيه ومحاولة لزرع الشقاق بينه وبين الساحة السنية بالتأكيد والتي دون شك كانت من اولى ضحايا الارهاب، سواء من خلال عدد الشهداء الذين سقطوا من معارك نهر البارد الى عرسال وفي مقدمهم العقيد الشهيد نور الدين الجمل وقبله المعاون اول الشهيد زهرمان، وصولا الى اخذ بعض الضالين في بلدة عرسال رهينة لمصلحة الارهابيين مروعين اهلها زارعين الرعب والقتل في شوارعها، من هنا من حق اهالي البلدة على الجيش ان يعيشوا بامان وان يعودوا الى اراضيهم وحقولهم وكساراتهم دون خوف، بعدما اظهروا للجميع انهم لبنانيون قبل كل شيء ويشكلون بيئة حاضنة للمؤسسة العسكرية، ما ترك اثره الواضح على نجاح العمليات النوعية للجيش ومديرية مخابراته، فهم جزء لا يتجزأ من الحرب على الارهاب، ولذلك فان اي خطوة سيقوم بها الجيش ستصب حتما في خانة صون استقرارهم وحماية السلم الاهلي، محذرة أولئك الذين يلعبون على الوتر المذهبي متخذين من بعض المساجد منابر لهم، من ان ساحة الحساب لم تعد بعيدة، وان دار الفتوى تقف الى جانب الجيش والمؤسسات الشرعية وتدعمها في حربها ضد الارهاب.