Site icon IMLebanon

تحقيق IMLebanon: مهرجانات طرابلس تسلخ الإرهاب من أساسه ومفاجأة في عيد الأضحى

 

إنتهت فعاليات مهرجانات طرابلس التي أطلقت فكرتها ابنة طرابلس ورئيسة جمعية “طرابلس حياة” السيّدة سليمة أديب ريفي العام الفائت وإستمر نجاحها حتى هذا العام. المهرجانات أعادت الحياة لعاصمة الفقراء وغيرت الصورة التي كانت طبعت في أذهان اللبنانيين على أنها بؤرة أمنية ترفض كل أشكال الحياة.

جاءت فكرة ريفي لتغيير النظرة العامة حول المدينة ولتضع طرابلس على الخريطة السياحية مواجهة رتلا من المعارضين والمنتقدين.

إنتهت المهرجانات وحصدت نجاحات باهرة. ولكن كيف علّقت رئيس جمعية “طرابلس حياة” السيدة سليمة ريفي على هذا النجاح؟ وبماذا وعدت في السنين المقبلة والأعياد القادمة؟ وماذا قالت عن ليالي خان العسكر التي جرت في شهر رمضان؟

 

 

مهرجان طرابلس… نجاح فني وإقتصادي

إبنة طرابلس ورئيسة جمعية “طرابلس حياة” السيّدة سليمة أديب ريفي تؤكد في حديث لـIMlebanon أن “المهرجان كان على قدر التوقعات وناجحا كالعام الفائت، فعندما نريد التخطيط لهكذا عمل علينا التعاقد مع شركات مهّة وقوية لذلك تعاقدنا مع شركة Double 8 Production التي تنظم اهم المهرجانات في لبنان والعالم، وعندما نكلف أشخاصا كفوئين وقادرين على تحمل المسؤوليات فمن المتوقع ان يكون العمل ناجحا، كما وأن إختيار الفنانين يعطي نكهة خاصة وهذا العام المهرجان كان ناجحا والانطباع الذي تركه لدى الناس كان أكثر من ممتاز”.

والجدير ذكره أن جدول المهرجانات كان على الشكل الآتي: الخميس 29 حزيران سهرة فنية مع الياس وغسان رحباني وأربع فنانين وأكثر من خمسين عازفا، أما السبت 1 تموز فكانت السهرة مع الفنان وائل جسار والعازف ميشال فاضل، فيما الخميس 6 تموز مع النجم العربي وليد توفيق والفنانة يارا، والسبت 8 تموز فأحيا الحفل الفنان وائل كفوري.

أما على الصعيد الاقتصادي، فتكشف ريفي عن أنها “طلبت من الشركة توظيف أهل طرابلس، فشركة النفايات كان ارتباطنا معها من طرابلس وشركة الإضاءة والصوت وكامل التجهيزات التقنية للمهرجان كانت من أبناء طرابلس ولكن

بالتأكيد شركة Double 8 Production هي التي كانت تتواصل معهم لكي نحصل على افضل نوعية، ولهذا السبب كان العمل ناجحا لان شركة الانتاج محترفة”.

المهرجانات أعادت الزخم لطرابلس بحيث أصبحت الحياة الليلية مكتظة، وساهمت في تشغيل المطاعم ومحلات الحلويات والمقاهي والمراكز التجارية ومتاجر الألبسة وغيرها من الأسواق، كما وأن الأمن كان مستتبا جدا في ظل الإنتشار الأمني الواسع من قبل الجيش والقوى الأمنية الذين سهروا على امن ونجاح المهرجان، فالتخوف الأمني لم يؤثر نهائيا على المهرجان ولم تسجل أي حادثة أمنية.

تلك التجربة الأمنية الناجحة كان قد سبقها تجربة ناجحة أخرى خلال شهر رمضان عندما نظمت ريفي 10 ليالي رمضانية في خان العسكر، فالسفراء الأجانب والمغتربين والسياح واللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية جاؤوا الى طرابلس لكي يشاهدوا أهمية وجمال هذا المعلم السياحي، فالمكان كان مكتظا لدرجة رائعة وخلال هذه الـ10 أيام لم يحصل ولا أي ضربة كف والجميع لاحظوا نوعية الشعب الموجود في طرابلس وحسن الضيافة التي يتميز بها من خلال تأمين كل حاجات الراحة للسياح و رواد هذا المعلم التاريخي.

أكثر من 2500 شخص والإرهاب سلخ من مكانه

وتشدد ريفي على أن “فكرة الإرهاب “سلخناها” من أساسها والخطوات التي اتخذناها أكان خلال ليالي خان العسكر في شهر رمضان أو خلال مهرجانات طرابلس غيرت النظرة العامة التي لدى المواطنين عن أن طرابلس مهددة أمنيا وأشبه بإمارة تحوي الإرهابيين، فنجاح تلك التجربتين تكذب كل الإشاعات والإفتراءات التي تحاك بحق عاصمة الفقراء”.

وعلينا ألا ننسى أن المهرجانات التي حصلت تخللها معارض كثيرة كما تم تأمين أماكن لركن السيارات، فعلى الرغم من ضخامة المهرجان لم يواجه الرواد أي إزدحام للسير، والتحضيرات والتنظيم كان جيدا بالإضافة الى الضيافة من مختلف انواع المأكولات والحلويات والمشروبات والزينة الفولكلورية، كما وأن المهرجان يتسع لـ2000 شخص من دون احتساب العاملين والمنظمين والساحة التي تتضمن الأكشاك التي تبيع المأكولات والمشروبات فإذا احتسبنا كل هؤلاء فيصل العدد الى 2500 شخص وأكثر.

مشاركة سياسية معدومة وهذا ما تخطط له ريفي

وفي ما يخص المشاركة السياسية في المهرجان، تقول ريفي: “أنا كرئيسة جمعية زرت كل سياسيي المدينة، من نجيب ميقاتي الى فيصل كرامي ومحمد الصفدي وأحمد كرامي وسمير الجسر ومحمد كبارة وغيرهم من السياسيين ودعوتهم شخصيا الى المهرجانات ولكن للأسف لم يلبوا الدعوة”.

أما بالنسبة للخطوات المقبلة، فتكشف ريفي عن أن “هناك تفكيرا جديا بتوسيع المهرجانات في العام المقبل لتستقبل عددا أكبرا من الرواد والسياح، كما وأن هناك افكارا جديدة عبر تنظيم مهرجانات واحتفالات عند كل مناسبة وعيد، ومنها عيد الأضحى المقبل الذي سيكون في شهر أيلول بحيث سيكون هناك لفتة صغيرة خلال العيد”.

وتضيف: “هناك طرح جدي وفعلي بأن نخطط لإجراء احتفالات في عيد الأضحى وعيد الميلاد ورأس السنة ورمضان وغيرها من الأعياد والمناسبات”.

وتشدد على أننا “سنقوم بكل ما يلزم لإعادة الحياة الى طرابلس خصوصا أن الأمر ليس مرتبطا فقط بالمهرجانات إذ يمكننا الإستفادة من الأسواق الأثرية لجذب السياح والمواطنين، وطرابلس مليئة بالآثار فهناك قلعة طرابلس وبرج السباع وخان الخياطين وسوق النحاتين وسوق الذهب وغيرها من الأمكان، لذلك نحن نحاول القيام بحركة إيجابية في مختلف الاعياد وليس فقط خلال فصل الصيف وعبر مهرجان واحد”.