تعتبر الهدايا الدبلوماسية بين الدول وسيلة جيدة للتعبير عن الشكر والامتنان، لذلك فإن اختيارها بجدية وعناية يمثل أهمية كبرى، حتى إن مكتب البروتوكول في وزارة الخارجية الأميركية مختص باختيار أفضل الهدايا للزيارات الدبلوماسية.
ويوجد على مستوى جميع وزارات الخارجية للدول فريق مكلَّف بانتقاء الهدايا الدبلوماسية، يعمل وفق بروتوكولات معينة.
ولكن هناك العديد من الهدايا التي اتَّسمت بغرابتها الشديدة، التي تخرج عن المعتاد وتشكِّل عامل مفاجأة للطرف الآخر، نستعرض بعضاً منها فيما يلي:
تنين الكومودو
يعتبر تنين الكومودو أحد أضخم أنواع السحالي البرمائية المفترسة التي تعيش في إندونيسيا، وهو مهدد بالانقراض.
في عام 1986، قدَّم الرئيس الإندونيسي سوهارتو زوجاً من التنين كومودو كهدية للرئيس الأميركي السابق، رونالد ريغان، عند زيارته لجزيرة بالي الإندونيسية.
تمَّ التبرُّع بالتِّنينيْنِ إلى حديقة الحيوان الوطنية في العاصمة واشنطن.
يفتخر الرئيس الإندونيسي بتقديم تنين الكومودو كهدية، فهو شرف عظيم وهدية قيّمة للغاية بالنسبة لهم، وذلك لأنه يعتبر الحيوان الوطني في إندونيسيا، ولذلك تكرَّر نفس الأمر بعد أربع سنوات مع الرئيس الأميركي جورج بوش، حيث قدم له سوهارتو نفس الهدية.
شريط فيديو عن تعذيب الحيوانات
عرض وزير الدفاع الأميركي السابق، دونالد رامسفيلد، على موقعه الإلكتروني تسجيل فيديو عن تعذيب الحيوانات، قدَّمه له الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كهدية عام 1983 عند زيارته للشرق الأوسط.
بلغت مدة الفيلم 3 دقائق، وتظهر فيه جنديات سوريات يقطعن رؤوس ثعابين بأسنانهن، وجنود يقفزون من على السيارات ويطعنون كلباً حتى الموت، أي أنه كان يحمل رسالة مفادها أن (الجيش السوري وحشي جداً).
وقد كان هذا الفيديو بالاتفاق مع الرئيس السوري حافظ الأسد، الذي أراد أن يظهر وحشية وهيبة جيشه السوري.
يذكر أن دونالد رامسفيلد قد أهدى صدام حسين من قبل هدايا غريبة نوعاً ما، كمطرقة من القرون الوسطى، وحذاء رعاة البقر الذهبي.
سارة
أقنع ضابط البحرية البريطاني فريدريك فوربس، الملك غيزو، ملك داهومي (الآن هي جزء من بنين في غربي إفريقيا) بإهداء إحدى خادماته إلى الملكة فيكتوريا، معتبراً أنها هدية من ملك السود إلى ملكة البيض.
كانت الفتاة التي تدعى “سارة”، تتحدث الإنكليزية بطلاقة، وتمتلك موهبة كبيرة في الموسيقى والرسم، وفي أغلب الفنون، حتى إن الملكة أُعجبت بها، وعهدت برعايتها، وعندما توفي فوربس في عام 1851 أعلنت الملكة سارة ابنة بالمعمودية لها.
بعد ذلك عادت سارة إلى نيجيريا مع زوجها وأطفالها الثلاثة، ولكنها توفيت بمرض السل، واعتنت الملكة فيكتوريا بأطفالها.
المسلة المصرية
حاول الحاكم المصري، محمد علي باشا، إرضاء الدول الكبرى فقرر إرسال هدية زوج من المسلات إلى الملك لويس فيليب الأول عام 1833، ولكن نظراً لأن المسلات ستحتاج لتكاليف نقل باهظة، تم إرسال واحدة فقط من الأقصر.
الباندا
قبل أكثر من 1700 سنة، كانت الباندا عند الصينيين تستخدم كرمز لحُسن الجوار والهدنة والصداقة، وفي السنوات اللاحقة أصبحت الباندا تمثل دوراً في الأنشطة الدبلوماسية للصين.
فعلى سبيل المثال، في عام 1972 تم إهداء رئيس الولايات المتحدة نيكسون زوجاً من الباندا، وتبرَّع بهما إلى حديقة الحيوان الوطنية، وأعارت الصين اثنتين من الباندا إلى اسكتلندا بعد إنشائها لحديقة حيوان جديدة.
لحم الضأن وزيت الزيتون
هدية غير متوقَّعة على الإطلاق أرسلها الرئيس الأرجنتيني إلى الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، سنة 2009. تلقَّى بوش الابن 136 كيلوغراماً من لحم الضأن من الرئيس الأرجنتيني، ولكن المخابرات الأميركية كان لها رأي في هذا الأمر، فقد رفضت أن يتناول اللحوم من دول أجنبية.
ولم يتردد كيري في الإسراع بإهدائه أكبر حبتي بطاطا، من التي تنمو في تربة تلك المنطقة. وعندما زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الولايات المتحدة الأميركية عام 2009، أهدى باراك أوباما قنينة زجاجية من زيت الزيتون الفلسطيني، وقد بلغ ثمنها 75 دولاراً فقط.
حبتان من البطاطا
كانت أطرف الهدايا، في كانون الثاني 2014، عندما أهدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري لوزير الخارجية الروسي لافروف حبتين من البطاطا، وكان لافروف قد أبدى إعجابه بـ”بطاطا أيدياهو”، ولم يحرمه جون كيري من مطلبه.