أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب تعارض الهدنة التي تم إعلانها في جنوب سوريا في 9 تموز، بعد الاتفاق عليها من قبل روسيا والولايات المتحدة والأردن.
ونقلت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أن نتنياهو كشف عن موقفه من هذه الهدنة، التي وضعت حدا للأعمال القتالية بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في المحافظات الواقعة على حدود سوريا مع العراق والأردن، خلال زيارته إلى باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وجاء في تقرير للصحيفة: “قال نتنياهو للصحفيين بعد لقائه ماكرون، يوم الأحد، إن إسرائيل تعارض الاتفاق حول وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا، لأنه يزيد من الوجود الإيراني في هذه البلاد”.
من جانبه، أوضح مسؤول إسرائيلي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث للصحيفة، أن أسباب موقف إسرائيل هذا تعود إلى مخططات إيران لتوسيع وجودها العسكري في سوريا.
وأشار المصدر إلى أن السلطات الإيرانية تنوي، وفقا لمعلومات الاستخبارات الإسرائيلية، أن تقيم على أراضي سوريا قاعدة عسكرية لقواتها الجوية وأسطولها البحري الحربي، بالإضافة إلى إرسال مجموعة من الخبراء العسكريين إلى تلك البلاد.
وأضاف المصدر أن “هذا الأمر من شأنه أن يغير تماما صورة المنطقة، مقارنة مع ما نشهده حاليا”. من جانبها، نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن مصدر رفيع آخر أن “إسرائيل على علم بالطموحات التوسعية لإيران في سوريا”. وأشار المصدر إلى أن الحكومة الإسرائيلية غير راضية على أن اتفاق الهدنة يغلق أمام القوات الإيرانية فقط منطقة حدودية مع إسرائيل عمقها 20 كيلومترا.
يذكر أن الاتفاق حول إعلان نظام وقف إطلاق النار(الهدنة) في جنوب غرب سوريا، الذي يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، تم الإعلان عنه بعد أن أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، لقائهما الأول، الذي عقد يوم 07/07/2017 في هامبورغ الألمانية على هامش قمة دول G20.
وفي يوم الاثنين الماضي أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا والولايات المتحدة ستواصلان تحديد تفاصيل عمل منطقة خفض التوتر في جنوب غرب سوريا، مشيرا إلى أنه تم، لهذا الغرض، اتخاذ القرار حول استخدام مركز المراقبة، الذي يجري إقامته من قبل روسيا والولايات المتحدة والأردن في عمّان. وشدد لافروف على أن هذا المركز سيكون على اتصال دائم مع المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في سوريا.