كتب غسان سعود في صحيفة “الأخبار”:
العميد شامل روكز، هيئة التيار الوطني الحر، المرشح روجيه عازار، المرشح أنطوان عطاالله، المرشحون العشرة الآخرون، النواب الأربعة الحاليون، رئيس اتحاد بلديات كسروان وبلدية جونية جوان حبيش، الوزراء السابقون الذين يدورون في فلك التيار وغيرهم وغيرهم… كل منهم يرصف الأخشاب لبناء سكته الحديدية الخاصة التي يعتقد بأنها ستوصله إلى المجلس النيابي.
جزء كبير من الناشطين الحزبيين المفترضين صاروا موظفين هنا أو هناك، الصوت التفضيلي الذي يفترض أن يوجهه الحزب يتنازعه المرشحون المتقاتلون داخل البيت. يقول المطلعون إن ماكينة التيار قادرة على الفوز بثقة نصف المقترعين في كسروان، لكن المشكلة تكمن في تشتيت الجهود اليوم وانشغال العونيين بعضهم ببعض، فيما يتربص بهم الخصوم من كل صوب. ففي الانتخابات السابقة، كان العماد ميشال عون بنفسه مرشحاً، وكان التيار متحالفاً مع كل من جيلبرت زوين ويوسف الخليل ولكل منهما ١٠٠٠ صوت تجييري، إضافة إلى فريد الخازن ونعمة الله أبي نصر ولكل منهما ٥٠٠ صوت تجييري أقله. ولم يكن آل افرام مستشرسين ضد التيار. ومع ذلك، كاد النائب منصور البون يخترق اللائحة. أما اليوم، فلا العماد عون هنا ولا آل زوين والخليل وافرام، وهناك بلدوزر خدماتي واجتماعي حقيقي اسمه فريد هيكل الخازن. ففي وقت ينتظر فيه النواب من صيف إلى آخر مخصصاتهم من الزفت، تضع وزارة الأشغال العامة كل آلياتها وقدراتها بتصرف الخازن. ولا بد هنا من لفت الانتباه إلى أن الخازن خاض جميع الاستحقاقات السابقة من دون مال يُذكر، مقارنة بما هي الأوضاع عليه اليوم، علماً بأن الأجواء الانتخابية تؤكد أن تحالف افرام والبون والقوات ممثلة بشوقي الدكاش وزياد حواط، الذي استقال من رئاسة بلدية جبيل الأسبوع الماضي، يكاد يضمن مقعداً في جبيل واثنين في كسروان. أما الخازن الذي يفترض أن يتحالف مع الكتائب وعدة شخصيات ليضمن حصول لائحته على الحاصل الانتخابي، فيفترض أن يفعل المستحيل للفوز بمقعد أيضاً. وهذا يعني أن فوز التيار بمقعدين كسروانيين شبه مضمون، لكن الفوز بالمقعد الثالث يحتاج إلى انضباط هائل وجدية في العمل. صفارة الانطلاق لهذه الجدية المنتظرة هي الانتخابات الفرعية الموعودة قبل نهاية أيلول المقبل.
في هذه الفرعية، تتضافر مجموعة عوامل تفيد التيار:
أولاً، سيتسابق جميع المرشحين العونيين لإثبات حضورهم وجديتهم أمام العميد شامل روكز والوزير جبران باسيل، وستتبين ماكينة التيار مَن ينضبط في صفوفها ومن يغرّد خارج السرب.
ثانياً، سيعمل كل من البون وافرام والقوات على تجيير أصواتهم لروكز للتقرّب منه من جهة، وإلحاق أكبر هزيمة ممكنة بالخازن كي لا «يَتَفَرْعَن» الأخير ويقدم نفسه كالمرجعية الكسروانية الثانية بعد التيار.
وعليه، لا شك أن قرار الخازن بأن يتمهل في إعلان موقف ريثما يدرس الوضع جيداً هو قرار صائب، فهو غير مضطر إلى أن يوحد جهود العونيين ويلملم صفوفهم ويشغلهم به عن بعضهم البعض، وتجميع الخصوم وخصومهم في مواجهته.