أوضح مصدر أمني أن تكليف الجيش اللبناني من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري لتنفيذ عملية في جرود عرسال، “يقتصر على مواجهة التنظيمات الإرهابية ضمن الأراضي اللبنانية”، مشيراً في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” إلى أن “الخطة العامة للجيش تقضي بأن يردع الجيش أي محاولات لتسلل العناصر الإرهابية باتجاه العمق اللبناني، أو التسرب عبرها”، مشدداً على أنه “ممنوع أن يدخلوا إلى لبنان، سواء كانوا مجموعات أو أفراداً، والجيش على جهوزية كاملة لمواجهتهم”.
ورغم أن مصادر متعددة تلتقي على أن المعركة التي يستعد لها “حزب الله” ستكون، في معظمها، داخل الأراضي السورية، فإن المصدر الأمني قد قال إن الجيش يتعاطى مع ارتدادات المعركة بكل جدية، لافتاً إلى أنه من ضمن الاحتمالات الواردة “هروب المقاتلين المتطرفين ومحاولتهم اللجوء إلى مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال وعلى أطرافها”، إضافة إلى احتمال آخر يتمثل في “ضرب مخيمات اللاجئين أو قصفها، والقيام بحملة مضادة للجيش اللبناني للضغط عليه”، مشدداً على أن هؤلاء المقاتلين المتطرفين “مجموعة من المجرمين، لا شيء يردعهم عن قتل المدنيين لحماية أنفسهم، وهي احتمالات موضوعة بالحسبان”.
في هذه الأثناء، أكدت مصادر ميدانية في شرق لبنان لـ”الشرق الأوسط”، أن طائرات استطلاع من دون طيار، تابعة للجيش اللبناني، كثفت تحليقها خلال الأيام الثلاثة الماضية لمراقبة الحدود، ومنع تسلل العناصر المتشددة إلى الداخل، ورصد تحركات المقاتلين في الجرود، لكن المصدر الأمني أكد أن طائرات الجيش «تحلق ليلاً نهاراً، ولا شيء استثنائي على تلك المهام الاستطلاعية، حيث كثفت التحليق فوق المنطقة منذ وقت طويل، وتستمر بالمهام وستواصله”.
في هذا الوقت، تتواصل استعدادات “حزب الله” لتنفيذ العملية العسكرية في جرود القلمون الحدودية مع لبنان، انطلاقاً من الأراضي السورية، بعد فشل المفاوضات التي كان يقودها أبو طه السوري لإخراج المدنيين السوريين من المنطقة وإعادتهم إلى قراهم في القلمون.