أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أن النضال السري مستمر ولن ينتهي قبل أن تحقق 14 آذار انتصاراً نهائياً. ولو ان البعض يعتقد أن 14 آذار انتهت مع نهاية الهيكل التنظيمي لها إنما في الحقيقة هذا خطأ، فالقضية مستمرة حتى تحقيق حلمنا بدولة قوية فاعلة تبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية.
جعجع وخلال حفل توقيع كتاب “القوات اللبنانية – قصة النضال السري – 1994 – 2005” في الذكرى الثانية عشرة لخروجه من السجن، قال: “في اتفاق الطائف ورد ان الدولة اللبنانية تقاوم اي اعتداء اسرائيلي، لكن سلطة الوصاية ساهمت بظهور المقاومة في الجنوب ولا نزال نعاني والنضال مستمر”، داعيًا الأجيال المقبلة لعدم تبني اي اتفاق قبل معرفة كيف سيُطبق، وأضاف: “حتى اليوم ندفع ثمن اتفاق الطائف لأنه طبق بشكل خاطئ”.
واذ جدد التاكيد ان النضال السري مستمر كي تنتهي المجموعات المسلحة ولا تبقى سوى الدولة اللبنانية، راى ان نظام بشار الاسد لن يستمر مهما طال الوقت فلن يصح الا الصحيح.
مما جاء في كلمة جعجع:
“ان البعض يعتبر أن قصة النضال السري بدأت عام 1994 وانتهت عام 2005، ولكن في الواقع النضال السري مستمر ولن ينتهي قبل أن تحقق 14 آذار انتصاراً نهائياً. ولو ان البعض يعتقد أن 14 آذار انتهت مع نهاية الهيكل التنظيمي لها إنما في الحقيقة هذا خطأ، فالقضية مستمرة حتى تحقيق حلمنا بدولة قوية فاعلة تبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية”.
وشرح ان “قصة النضال السري هي قصة صبية وكوادر حزبية كانوا منهكين من مجموعة حروبات بين 1975 و1990، فدخلوا في اتفاق الطائف باعتبار انهم اعتقدوا انه سيوصلهم الى حياة سياسية طبيعية ووطن طبيعي، ولكن تفاجئوا بمصادرة كاملة للاتفاق واستمرار للحرب تحت شعار الطائف، فالنظام السوري اتخذ من الاتفاق ما يناسب بسط سيادته على لبنان واهمل كل شيء آخر، لقد حلّوا حزب القوات والصبية رموها على الطريق ومنعوا على كوادر الحزب من التحرك، الى درجة أنهم كانوا يوقعون في مراكز المخابرات تأكيدهم على موافقتهم على حل حزب القوات بشكل شهري”.
وتابع:”ذهبت الصبية الى يسوع الملك، فأعدّت المخابرات عريضة لطردها من الحي، لكن الجيران رفضوا وبقيت الصبية في حي يسوع الملك ودخل ذلك الحي التاريخ، ثم أُسست هيئة قيادية صغيرة على رأسها ستريدا والرفاق ايلي كيروز وادي ابي اللمع والراحل فريد حبيب ومجموعة شباب، وكان هدفها الاساسي الحفاظ على روح “القوات” باعتبار ان الحفاظ على هيكليتها التنظيمية آنذاك كان صعباً.”
وذكّر جعجع بتلك المرحلة “كيف كان يخضع كل من يزور يسوع الملك لتفتيش كامل وضغوطات كبيرة حتى لا يعود مرة أخرى، فضلاً عن ان قيادات “القوات” كانت تتعرض لمجموعة ضغوطات، وبالرغم من كل التحديات بقيت القيادة المؤقتة مستمرة وكلما سنحت الفرصة تقدمت خطوة الى الأمام، الى حين انطلقت حركة 14 آذار واصبحت القوات جزءاً أساسياً منها، بعدها خرج النظام السوري من لبنان فخرجتُ من الاعتقال.”
ولخّص رئيس القوات تلك الحقبة بثلاث عبر:” الاولى أنه مهما كان مضمون أي اتفاق، يبقى المهم هو موازين القوى، فمع العلم ان مضمون الطائف لا بأس به ولكن في ظل موازين القوى التي كانت موجودة لم يُترجم هذا الاتفاق بشكل صحيح”، مشيراً الى انه “في سياسة الحديد والنار يُفقد المنطق”.
وأكّد أنه “ورد في اتفاق الطائف ان الدولة اللبنانية هي من تقاوم اي اعتداء اسرائيلي، لكن سلطة الوصاية ساهمت في ظهور المقاومة في الجنوب، ولا نزال نعاني والنضال مستمر لنتخلص من كل التنظيمات المسلحة.”
وتوجّه جعجع الى الأجيال القادمة بنصيحة:”لا تتبنوا اي اتفاق قبل ان تعرفوا كيف سيُطبق، فحتى اليوم نحن ندفع ثمن اتفاق الطائف لأنه طُبق بشكل خاطئ.”
وأضاف:”أما العبرة الثانية فهي خلافاً للقول المأثور “الايد اللي ما فيك عليها، بوسا وادعو عليها بالكسر”، ولكن نحن لم نقبل اليد واستمرينا بالعمل حتى كسرناها.”
ولفت الى “اننا كنا في رأي مختلف انا والرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يؤسس للمستقبل في كيفية المواجهة مع النظام السوري، فالمواجهة كان يجب ان تبدأ منذ اللحظة الأولى، بعيداً عن مبدأ “الإيد اللي ما فيك عليها، بوسا ودعي عليها بالكسر”…
واستطرد:”العبرة الثالثة ليست على مستوى سياسي بل في سياق فلسفة الحياة وهي “لا يصح الا الصحيح”، بمعنى أن التاريخ له اتجاه معيّن، وغير صحيح أن الاحداث خبطة عشوائية، وبقدر ما هناك امكانية لأمور مستحيلة كغياب الطائرات والعودة الى استعمال البابور مثلاً هناك امكانية ان يبقى نظام الاسد في سوريا، فهذا النظام لن يستمر مهما طال الوقت لأنه في النهاية لن يصح الا الصحيح.”