بعد أن رسمت حركة حماة الديار خطاً دفاعياً عن الجيش اللبناني منذ نحو عام ونيف بعد حصولها على «علم وخبر» من وزارة الداخلية باعتبارها جمعية قانونية تعمل في لبنان، تبيّن لأعضائها والمنتسبين الى قراراتها أن الحركة لم تعد على قدر تطلعاتها في ظل وجود مجموعة شباب يظهرون على مواقع التواصل الاجتماعي بلباس أسود موحد مع حمل السلاح الى العلن من دون إدراك خطورة هذا الوضع.
فها هي الانشقاقات والخلافات بدأت تظهر في صفوف هذه الحركة في ظل تقديم بعضاً من مسؤولي المناطق استقالاتهم من مهامهم، الى جانب العديد من الاعضاء الذي وكما يبدو لم يعد هذا النهج يرضي تطلعاتهم، والشعارات التي على أساسها تأسست هذه الحركة لم تعد كما كانت.
بالرغم من أن هذه الحركة بدأت مسيرتها من عكر منطقة كسروان، جاءت أولى هذه الاستقالات من مسؤول قسم العلاقات العامة والاعلام في الهيئة التنفيذية لحركة حماة الديار والمسؤول عن قضاء كسروان – الفتوح وجبيل في حركة حماة الديار السيد نعيم توفيق شلهوب الذي لديه تحفظات على النهج الجديد المتبع من قبل الحركة كونه حريص على دعم مؤسسة الجيش اللبناني والاجهزة الامنية، ومنفتح على كافة القوى السياسية، الضمانة الوحيدة لاولادنا ولوطننا الحبيب لبنان. فبعد أن أعلن استقالته من مهامه الادارية، تلقى دعم مسؤولي المناطق الذين أيدوا موقفه الشجاع والوطني لتتوالى بعدها استقالات المسؤولين والاعضاء في بيان موحد ومنهم مسؤول منطقة جبل لبنان السيد شربل عبدو سلامة ومسؤولة العلاقات العامة في المتن السيدة كارولين طنوس ومسؤول منطقة كسروان وأمانة السر السيد ايلي خليل لتأخذ هذه الاستقالات ضجة غريبة ضمن صفوف الحركة، وليتبيّن أن العديد من الاعضاء غير راضين عن أداء رئيسها والتوجّه الذي بدأت الحركة توقعهم بها.
أما الهواجس المتصاعدة التي دفعت بالقياديين والاعضاء الى الاستقالة فيبدو أن سببها مهاجمة حركة حماة الديار في الآونة الاخيرة العديد من الاطراف السياسية تحت غطاء المجتمع المدني، مع التجريح والتعرض الشخصي لشخصيات سياسية لها مكانتها في البلد، ومنها التعرض الشخصي من قبل رئيس الحركة السيد رالف شمالي للدكتور سمير جعجع ولحزب القوات اللبنانية من خلال نشر أقاويل وبيانات جارحة على صفحات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن حرص حركة حماة الديار على إظهار وبشكل مبطن دعمها لجهة سياسية معينة من خلال القيام بالزيارات المستمرة وتوزيع الدروع التي ليس لها علاقة بفكر المجتمع المدني الذي لطالما تحدّثت عنه الحركة مراراً وتكراراً ألا وهو دعم المؤسسة العسكرية وقوى الأمن الداخلي وكافة الأجهزة الأمنية، الى جانب تعمّد رئيس الحركة اتخاذ القرارات بشكل منفرد وفرض على الاعضاء السير بها رغماً عن قناعاتهم، الامر الذي دفعهم الى تقديم استقالاتهم من المهام الموكلة إليهم، خصوصاً أن النهج المتبع لم يعد على قدر التطلعات التي تأسست عليه الحركة.