أنجز مجلس الوزراء “صفقة” التعيينات الدبلوماسية، مستنداً إلى توافق القوى السياسية على الأسماء التي شملتها، وتم بموجبها ملء المراكز الشاغرة في 74 سفارة، لا سيما في عواصم القرار الدولي والامانة العامة للخارجية التي اسندت للسفير هاني إبراهيم شميطلي، لكن الصفقة لم تمر من دون اعتراض من وزراء “القوات” و”المردة” رغم ان حصتهم كانت ملحوظة في التعيينات أو المناقلات، غير ان الاعتراض كان على الشكل وليس على الأسماء، لأنهم لم يطلعوا عليها مسبقاً، بحسب النظام الداخلي لمجلس الوزراء، ولا سيما بالنسبة للسفراء الذين عينوا من خارج الملاك.
وأوضحت مصادر وزارية، ان الجلسة بشكل عام كانت هادئة، باستثناء تسجيل نوع من التلاسن بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاشغال يوسف فنيانوس الذي اعترض على قراءة الأسماء في الصحف قبل الاطلاع عليها في مجلس الوزراء، وكذلك بين باسيل والوزير “القواتي” بيار بو عاصي الذي شدّد على ضرورة العودة لآلية التعيينات المعتمدة في كل شيء، فرد عليه باسيل معاتباً: “منيح أنو طالعلكن حدن”، في إشارة إلى معرفته بأحد الأسماء المرشحة للتعيين.
ونصت التشكيلات الدبلوماسية على تعيين السفراء هاني شميطلي أميناً عاماً لوزارة الخارجية وغدي خوري مديراً للشؤون السياسية وكنج الحجل مديراً للشؤون الإدارية والمالية، كما شملت تعيين 7 سفراء من خارج الملاك، وهم: ترايسي داني شمعون في الأردن، فوزي كبارة في المملكة العربية السعودية، سحر بعاصيري في الأونيسكو، رامي عدوان في باريس، غابي عيسى في واشنطن، محمّد محمود حسن في الجزائر وفؤاد دندن في الإمارات، وجوني ابراهيم الى الفاتيكان.
وعلم ان “تخريجة” تعيين عدوان الذي كان يعمل مديراً لمكتب باسيل جرت بعد ان كان الأخير قدم استقالته من ملاك السلك الدبلوماسي قبل أيام لعدم إمكانية ترفيعه من الفئة الثالثة إلى الفئة الأولى، فعين من خارج الملاك.
وعينت ميليا جبور سفيرةً الى الصين، وفي القاهرة والجامعة العربية عين علي الحلبي، كما عين سعد زحيا سفير لبنان في دمشق، وفي ايران حسن عباس.
كما شملت التشكيلات مناقلات بين 58 سفيراً في الخارج، فيما عاد 12 سفيراً من الخارج إلى الداخل، بينهم 8 إلى الإدارة المركزية، واحيل السفير نواف سلام الذي يرأس بعثة لبنان في الأمم المتحدة إلى التقاعد وحلت مكانه السفيرة امال مدللي التي اعتبرت من حصة تيّار «المستقبل» إلى جانب بعاصيري وفوزي كبارة، وبقي السفير شوقي بو نصار في موسكو من حصة النائب وليد جنبلاط، في حين تمثلت حصة الرئيس برّي بنقل ابنته فرح من دمشق إلى الإدارة المركزية، مع انعام عسيران وحسن سعد ونقل رامي مرتضى إلى لندن.
ولاحظ أحد الوزراء ان حصة السيدات كانت واضحة، من ضمن “الكوتا” متفق عليها وهي شملت السفيرات: شمعون وبعاصيري وآمال مدللي، وميرا ضاهر وهالة كيروز وعبير طه.
إلى جانب موضوع التعيينات الدبلوماسية، علم ان مجلس الوزراء عين العميد الياس خوري مديراً عاماً للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية، بناء لاقتراح الوزير نهاد المشنوق، خلفاً للسيدة سوزان الخوري حنا التي وضعت بتصرف رئيس الحكومة.
من جهتها، ذكرت صحيفة “الجمهورية” أنّ بعض الوزراء اعترضوا خلال جلسة مجلس الوزراء على عدم إشراكهم في المشاورات التي حصلت حول التشكيلات الديبلوماسية، وعلى ما سمّوها سياسة “إسقاط التفاهمات” على مجلس الوزراء، بعد إجرائها خارجه، من دون ان يطّلع عليها الوزراء مُسبقاً، او حتى من دون ان يكون لهم عِلم بها.
وذكرت “الجمهورية” انّ الوزير يوسف فنيانوس توجّه الى الوزير جبران باسيل داخل الجلسة بالقول: “هل يصحّ نحن كوزراء ان نطّلع على الاسماء من خلال احدى الصحف؟ وماذا عن الربط بينها وبين معركة الرئاسة المقبلة؟
الّا أنّ باسيل لم يعلّق بداية، وتولى الرد الوزير يعقوب الصرّاف، ليعود باسيل فيقول: “هذا غير صحيح، لا دخل للمعارك الرئاسية، وليس هكذا تُدار”. وأدى هذا الحوار الى توتر الاجواء بعض الشيء قبل ان تعود الى طبيعتها.