أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن “الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار، والشعب القطري وقف تلقائيا وبشكل عفوي دفاعا عن سيادة وطنه واستقلاله”، مضيفا: “تأثرنا بروح التضامن التي خيبت آمال من راهنوا على عكسها لجهلهم بطبيعة شعبنا”.
بن حمد، وفي أول خطاب له منذ بدء الازمة الخليجية قال: “نتحدث بعقلانية لتقييم المرحلة التي نمر بها وتخطيط المستقبل الواعد، وقد أصبح كل من يقيم على هذه الأرض ناطقا باسم قطر”، مشيرا بـ”اعتزاز للمستوى الأخلاقي الرفيع للشعب في مقابل حملة التحريض والحصار”.
ولفت إلى أن القطريين تميزوا بالجمع بين صلابة الموقف والشهامة، وأذهلوا العالم بحفاظهم على المستوى الراقي على الرغم مما تعرضوا له، مؤكدا أنهم تعرضوا لتحريض غير مسبوق في النبرة والمساس بالمحرمات والحصار، قائلا: “كان هذا امتحانا أخلاقيا حقيقيا وقد حقق مجتمعنا نجاحا باهرا فيه”.
وأضاف: “أثبتنا أننا نراعي الأصول والمبادئ والأعراف حتى في زمن الخلاف والصراع، واعتقد بعض الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم، وأن المال يمكنه شراء كل شي، والكثير من الدول لاتفضل المصلحة الآنية على المبدأ والمصلحة بعيدة المدى، فقد تبين لهم أنه حتى الدول الفقيرة لديها كرامة وإرادة”.
كما وأكد أن قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط، وتختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب، مشددا على حجم الألم والمعاناة الذي سببه الحصار لجميع دول مجلس التعاون وعلى صورتها أمام العالم.
وآمل حل الخلافات بالحوار والتفاوض، فقال: “تعرفون جميعا أننا لم نرد بالمثل وأتحنا لمواطني الدول الأخرى قرار البقاء بقطر، داعيا لفتح اقتصاد الدولة للمبادرة والاستثمار وتنوع مصادر دخلها وتحقق الاستقلال”، مؤكدا أن الحكومة وجهت للقيام بالانفتاح الاقتصادي وإزالة العوائق أمام الاستثمار”.
ورأى أن “هذه الازمة ساعدت على تشخيص النواقص والعثرات أمام تحديد شخصيتنا، وأهدافنا واقعية وتقوم على استمرار الروح التي أظهرها القطريون”.
وأشاد عاليا بجهود الوساطة التي يقوم بها أمير دولة الكويت ويدعمها من البداية، كما وأشاد بالدور الهام الذي لعبته تركيا، مقدرا المساندة الأميركية للوساطة الكويتية، والمواقف البناءة لكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا وروسيا، شاكرا كل من فتح أجواءه ومياهه الإقليمية أمام قطر”.
واستنكر أمير قطر إغلاق المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، معربا عن عبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ولا سيما أهالي القدس.