كتبت ربى منذر في صحيفة “الجمهورية”:
وَفى الجيش اللبناني بتعهّده، فهو الذي وعد اللبنانيين بعدم مشاركته بالحرب التي أعلنها «حزب الله» والجيش السوري في جرود عرسال، إكتفى بوقوفه درعاً منيعاً لأيّ إرهابي متسلّل الى الأراضي اللبنانية، فتعامَل بالأسلحة المتوسطة المناسبة مع مجموعة إرهابية إشتبه بمحاولتها التسلل نحو مواقعه قادمة من وادي الزعرور. الجهوزية رُفعت الى 100 في المئة على الجبهة و50 في المئة داخل الأراضي اللبنانية، فكيف واكبَ الجيش اليوم الأول من معارك الجرود؟أكثر من 5 آلاف جندي لبناني يتمركزون على تلال عرسال والمحيط على أهبة الإستعداد لعملية الجرود بالتزامن مع وصول أسلحة حديثة ستستخدم في المواجهة المرتقبة، وتوازياً مع اتخاذ كافة التدابير الميدانية لحماية البلدات والقرى الحدودية، وتأمين سلامة أهلها من أيّ خرق مُحتمل، إضافة الى منع المسلحين من التسلسل إلى المخيمات وحماية النازحين السوريين الذي شكّل همّ الجيش اللبناني منذ الإعلان عن نيّة شنّ المعركة.
وكما بات معروفاً، فإنّ الجيش الذي كان قد استقدمَ تعزيزات عسكرية إلى عرسال ومحطيها، فرض طوقاً أمنياً يفصل البلدة عن منطقة الجرود، مغلقاً بذلك جميع المنافذ في المنطقة وسط انتشار كثيف في كامل محافظة البقاع.
خطة ثلاثية
من خلال محاور عدة، يلاحق الجيش الخطة التي وضعها: أولاً عبر متابعة الوضع الميداني من خلال رفع جهوزية القوى العسكرية الى 100 في المئة ومتابعة مجريات العمليات العسكرية عبر طريقته الخاصة على الجبهة، وثانياً بتأمينه كل الإجراءات اللازمة داخل عرسال واتخاذ كل المطلوب لحماية خط الجبهة ولمَنع أي تسلل للإرهابيين، وإفشال أي عملية إنتحارية قد يُقدم أي من الإرهابيين على تنفيذها، سواء عبر سيارات مفخخة أو عبر تفجير أنفسهم ومهاجمة مراكزه.
وعلى المحور الثاني فتح الجيش معبراً لتسهيل عبور اللاجئين الفارّين من الجرود باتجاه مخيمات عرسال، والذين يُقدّر عددهم بعشرات الآلاف، حيث سمح لمجموعة من النساء والأطفال بالدخول الى عرسال من مخيم مدينة الملاهي القريب من مراكز المسلحين، وكل تلك الإجراءات كانت بإشراف مندوبين من الأمم المتحدة يتواجدون على حاجز في منطقة وادي حميد الذي فُتح خصّيصاً لأجل مرور المدنيّين.
أما مهمة المندوبين فهي أخذ كل المعطيات الضرورية وتسجيل أسماء اللاجئين الفارّين، لتتأكد الأمم المتحدة من أنّ لبنان يطبّق الإلتزامات التي تعهّد بها بما يعني ملف اللاجئين.
المحور الثالث هو تأمين عرسال من الداخل تفادياً لأي إشكال قد يحصل ولضبط الأوضاع في مخيمات النازحين، ولتحقيق هذا الهدف، سَيّر الجيش دوريات راجلة ومؤللة داخل البلدة، فضلاً عن انتشاره فيها بكثافة. ومن جهة أخرى تمّ تأمين النازحين الموجودين، وحتى الساعة لم يقوموا بأيّ تحرّك، ولوحِظ استمرار غياب الدراجات النارية والسيارات ذات الزجاج الداكن التي كانوا يستخدمونها في البلدة.
وكما كان متوقعاً، شدّد الجيش من إجراءاته الأمنية على مداخل البلدة وكافة حواجزه فيها حيث يدقّق في الهويات لمنع دخول أي غريب الى المنطقة، مع الإشارة الى أنه رفع جهوزيته على الجبهة لـ100 في المئة وعلى الأراضي اللبنانية لـ50 في المئة، تحسّباً لأي عمل قد يحدث.