تساعدك هذه الخريطة في اكتشاف موقعك المقابل على الجانب الآخر من كوكب الأرض، ففي اليسار تعرض المكان الذي تتواجد فيه أو تريده فيظهر لك على اليمين النقطة المضادة لموقعك، فلو قمت بحفر نفق أسفلك تماماً مروراً بمركز الأرض فإنك ستخرج من الجهة الأخرى المقابلة في النقطة المضادة لموقعك، ويمكن لك أن ترى بعض الأمثلة الجاهزة في أسفل الموقع، أو تكتب مكاناً تريده في الأعلى.
فلو كان موقعك هو مدينة الدوحة في قطر على سبيل المثال فإن الموقع المقابل لك سيكون في جزر بيتكيرن المأهولة بالسكان في وسط المحيط الهادئ غرب شيلي، وهي المستعمرة البريطانية الوحيدة الباقية في المحيط الهادئ ويسكن بها 57 إنساناً فقط يتبعون للمملكة المتحدة ويعملون في صيد السمك والزراعة وخدمة السفن العابرة، ولو كان موقعك في مدينة بادانج في غرب سومطرة بأندونيسيا فإن الموقع المقابل لك سيكون في إسمرالدس بكولومبيا.
ويربط بين الموقع والموقع المقابل خط مستقيم يمكن تمثيله بنفق رأسي يمر عبر مركز الأرض، وتعطيك هذه الأداة فرصة لتأمل الأرض ونسبة المحيطات الهائلة عليها فعلى عكس ما يظن بعض الأوربيين والأميركيين أنه إذا حفروا حفرة أسفلهم في خط مستقيم خلال مركز الأرض فإنهم سيخرجون في مكان ما في الصين أو شرق آسيا مثلاً لا يبدو هذا الكلام حقيقياً لأن معظم أوروبا يقابلها المحيط الهادي باستثناء أجزاء من إسبانيا تقابل نيوزلندا.
وتشكل المياه نسبة 71% من مساحة الأرض، ولذلك فإن أغلب المواقع سيكون مقابلها واحداً من المحيطات أو البحار لكن أكبر منطقتين مأهولتين بالسكان هما شرق آسيا (الصين ومنغوليا) وأميركا الجنوبية (الأرجنتين وشيلي)، ولم توجد أي رحلات جوية بدون توقف بين أي موقعين مضادين لبعضهما من خلال الرحلات المعتادة ربما لأنها ستكون أطول رحلة ممكنة بالطائرة حول الأرض إذ تتطلب السفر حول نصف محيط الأرض تقريباً.
ماذا يحدث لو سقطت في النفق؟ متى ستخرج من الجهة الأخرى وما الذي عليك فعله؟
لو تم حفر نفق يمر بمركز الأرض فإن العلماء يقولون إن السقوط خلال النفق يستغرق حوالي أربعين دقيقة في المتوسط، استناداً لقوة الجاذبية الأرضية ومقاومة الهواء وعجلة الجاذبية التي تتغير من القشرة الأرضية لمركز الأرض.
لكن لو سقطت في هذا النفق وبافتراض تحييد مقاومة الهواء (بتفريغ النفق من الهواء) فإن عليك أن تتشبث بحافة النفق من الجهة الأخرى لأنك لو لم تفعل فإنك ستسقط مرة أخرى وتعود مرة ثانية للجهة الأصلية وتعاود السقوط والعودة إلى ما لا نهاية لو لم تتشبث بقوة مقاوماً الجاذبية.
وحينما تصل لمركز الأرض عليك أن تكون حذراً للغاية لأن اتجاه الجاذبية سينعكس سريعاً وتقوم الجاذبية بتبديل الاتجاهات، ورغم أن هذه الفرضية صعبة التجريب لأن قطر الأرض المطلوب حفره يبلغ 12742 كم وهي مسافة هائلة لا نمتلك حتى الآن التكنولوجيا الكافية لحفرها فضلاً عن الحرارة الشديدة لباطن الأرض التي تصهر المعادن.
قطار الجاذبية للنقل السريع
وتسمى هذه الرحلة بقطار الجاذبية، وقد تكون هذه الفكرة ممكنة كمشروعات نقل مستقبلية لنقل البشر بسرعة هائلة عبر مركز الأرض لكن ذلك يتطلب تكنولوجيا حفر هائلة جداً وتفريغ النفق من الهواء لكنه يستغرق أقل مسافة ووقت ممكن عبر قطر الأرض وربما يستفيد من قوة الجاذبية نفسها.
وقد تم تمثيل الفكرة في أحد أفلام الخيال العلمي إذ انتقل أبطال فيلم توتال ريكول (Total Recall) الذي أُنتج في 2012 بين بريطانيا وأستراليا عبر مركز الأرض بمصعد أو قطار الجاذبية بسرعة هائلة.