كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:
تجري الانتخابات النيابية الفرعية ام لن تجري ؟؟ ذلك هو السؤال الذي لم تجد له الاوساط السياسية الطرابلسية حتى الآن جوابا،حيث الغموض يلف مواقف القيادات والتيارات السياسية على الساحة الطرابلسية حيال انتخابات تحتاج الى قرار سياسي والى توافق بين الرئيسين ميشال عون، سعد الحريري بعد اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق جهوزية وزارته لاجراء هذه الانتخابات.
ليس في طرابلس ما يوحي او يشير الى ان هذه الانتخابات ستجري .. بل كل المؤشرات توحي بانها لن تحصل خاصة وان معركة الحسم في جرود عرسال انطلقت ويخشى من تداعياتها على الساحة اللبنانية عامة والطرابلسية خاصة مما دفع بوحدات الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الى رفع جهوزيتها في طرابلس ومناطق الشمال من الضنية الى المنية وعكار لضبط اي محاولة امنية لخلايا قد تكون نائمة ومتعاطفة مع المنظمات الارهابية رغم ان هذه الاجهزة والقوى العسكرية باتت ممسكة جيدا بأمن المنطقة ومستعدة لاي ضربة استباقية من شأنها ان تؤدي الى اي توتر او ارباك داخلي.
معظم القيادات السياسية في طرابلس اعربت عن جهوزيتها لخوض غمار الانتخابات الفرعية الطرابلسية لملء المقعد الارثوذكسي الشاغر منذ 13 شهرا باستقالة النائب روبير فاضل،والمقعد العلوي الشاغر منذ 7 أشهر بوفاة النائب بدر ونوس.
فالرئيس نجيب ميقاتي اعلن جهوزية تياره لخوض المعركة الانتخابية الفرعية ولديه مرشحه للمقعد الارثوذكسي الوزير السابق نقولا نحاس الذي اعلن اكثر من مرة استعداده للترشح ضمن نهج ميقاتي السياسي ويعتبر ميقاتي ان الوزير نحاس وجه طرابلسي ارثوذكسي معروف وهو من اكثر المقربين اليه.
اما مرشح ميقاتي للمقعد العلوي فهناك اكثر من مرشح يتواصل معه فيما هو لم يحسم اسم مرشحه تاركا الباب مفتوحا لتسوية ما قد تحصل بينه وبين الحريري، حيث اشارت مصادر الى احتمال تقارب بينهما، غير ان ميقاتي يبدي ارتياحا في معركته الفرعية او في الانتخابات العامة مستندا الى حجم خدماته الواسعة والشاملة وتواصله الشعبي مع كافة الشرائح الطرابلسية.
وعلى صعيد آخر، فقد اعلن اللواء اشرف ريفي من جانبه جهوزيته للمعركة الفرعية وللانتخابات العامة ايضا وقد شكل منذ الآن ماكينته الانتخابية التي باتت جاهزة لخوض الانتخابات الفرعية ويتجه الى اختيار وجوه طرابلسية من المجتمع المدني ذات شأن ومكانة في المجتمع المدني وبدأ بعقد اجتماعات مع شخصيات ارثوذكسية من الوجوه الجديدة لاختيار احدهم عقب دعوة الهيئات الناخبة مباشرة. كما باشر ريفي بعقد لقاءات مع شخصيات علوية مستقلة غير مرتبطة بحزب او بسياسة محورية ولديه في هذا المجال اكثر من اسم لكن معيار الخيارات لديه يقوم على الاستقلالية والحضور الشعبي وقدرة تمويل المعركة.
وحده تيار المستقبل يعيش هاجس المعركة الانتخابية الفرعية، وفي هذا المجال، ذكرت مصادر ان الحريري ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم رغبته باجراء الانتخابات الفرعية كونه غير مستعد حتى الآن لخوض معركة قد تكون خاسرة سلفا في طرابلس في مواجهة مرشحي تيارين باتا يشكلان رقما صعبا في المعادلة السياسية الطرابلسية: تيار ميقاتي وتيار ريفي، وانه في حال خوضه هذه الانتخابات وحيدا دون تحالف مع اي من التيارين قد يؤدي الى خسارة مدوية ستنعكس سلبا على الانتخابات العامة في ايار 2018 عدا عن المدة الزمنية التي لم تعد تستأهل اجراء انتخابات فرعية قبل اشهر قليلة من استحقاق ايار المقبل، وهو لم يكمل بعد مشروعه الاستنهاضي في طرابلس ماليا وتنظيميا، ولا يزال محتاجا الى رافعة طرابلسية لا يوفرها له الا تيار ميقاتي بالرغم من اقتراب الوزير محمد الصفدي منه وبالتالي، فان تيار ريفي بات مؤثرا في الحياة السياسية الطرابلسية.
اوساط طرابلسية اشارت الى رهان سياسي من شأنه ان يقرب وجهات النظر بين ميقاتي والحريري وان الباب مفتوح وليس ما يمنع من اعادة الود المفقود بينهما وان الحريري بات اكثر حاجة لهذا الحلف في حين تعتقد الاوساط ان معركة الرئيس الحريري في اي استحقاق مقبل ستكون اولا في مواجهة ريفي الذي يشدد على ثوابته بينما يرفض الحريري اي احتمال لعودة ريفي الى الصف المستقبلي.