IMLebanon

حسم معركة الجرود.. هل يفتح الباب لمعالجة ازمة النازحين؟

سجّلت مصادر امنية ومعطيات الاعلام الحربي التابع لحزب الله نقاطاً لمجريات معركة جرود عرسال في اليومين الماضيين، لخّصتها صحيفة “الديار” بالتالي:

– نجح مقاتلو حزب الله من فرض ايقاعهم وسيطرتهم على مسار المعركة منذ بدايتها، وتمكنوا في اليوم الاول من اسقاط خط الدفاع الاول للارهابيين، وتحرير عدد من الاودية والمرتفعات المتحكمة بمساحات واسعة من المنطقة.

– تقدم الحزب في اليوم الثاني باتجاه خط الدفاع الثاني للارهابيين والنصرة لا سيما مراكز عملياتهم العسكرية في وادي الخيل ووادي العويني، وتحرير تلال ومرتفعات استراتيجية تشرف على المنطقتين.

– حصول مواجهات مباشرة استخدمت فيها المدفعية المباشرة والرشاشات الثقيلة وسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الارهابيين لا سيما من «النصرة» واعترفت تنسيقيات الارهابيين بمقتل 17 مسلحا في اليوم الاول.

– استخدام حزب الله صواريخ ثقيلة قصيرة المدى لضرب مواقع وتجمعات للاليات والمسلحين، وتحقيق اصابات مؤكدة لهذه المواقع وتدميرها.

– تحقيق تقدم مماثل على محور فليطا السورية للجيش السوري وحزب الله وتحرير مساحات واسعة ومرتفعات مهمة باتجاه شرقي عرسال.

– لم يدخل الجيش في المعركة مباشرة، واكتفى في اليومين الماضيين بقصف تحركات الارهابين ومحاولات تسللهم باتجاه بلدة عرسال ومخيمات النازحين، وافشل هذه المحاولات الهادفة الى توسيع رقعة القتال وخلق اجواء بلبلة وفتنة في المنطقة.

– شن الطيران الحربي السوري سلسلة غارات جوية على المناطق وجرود القلمون وفليطا وعرسال من الجهة السورية، مستهدفا مراكز وتحركات الية للارهابيين، ومؤازرة تقدم الجيش السوري وحزب الله في المنطقة.

– فشل محاولات الوساطة لاستسلام مجموعات ارهابية في بعض المواقع، وقتل احد الوسطاء احمد فليطي في بلدة عرسال واصابة آخر فايز الفليطي. الامر الذي يعكس الارباك الكبير في صفوف المجموعات الارهابية نتيجة الانهيارات المتتالية لمواقعهم والخسائر الكبيرة التي لحقت بهم.

وفي سياق متصل وصف اجواء المعركة، مصدر مطلع لـ«الديار» استناداً لمصادر الاعلام الحربي ان مقاتلي المقاومة حققوا نجاحات في اليومين الماضيين اكثر من التوقعات، مشيرا الى ان القتال يستمر بوتيرة مدروسة وفق الخطة المرسومة.

وقال ان سير المعركة يأخذ بعين الاعتبار جملة عناصر ابرزها تثبيت وضع المناطق المحررة، وتضييق الخناق على المسلحين الارهابيين، وتفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف المقاومين.

في تقييم سياسي واستراتيجي للمعركة قال مصدر سياسي بارز لـ «الديار»ان معركة جرود عرسال والجرود الشرقية بصورة عامة تكتسب اهمية كبيرة ليس على الصعيد الميداني فحسب بل ايضا على الصعيد الاستراتيجي والسياسي وهي تحقق جملة اهداف ابرزها:

– تحرير وتطهير هذه المناطق الواسعة من الاراضي اللبنانية من وجود المسلحين الارهابيين من النصرة وداعش وملحقاتها، واعادتها الى السلطة اللبنانية.

– اغلاق المنافذ الحدودية في وجه تسرب المجموعات الارهابية، وتحقيق المزيد من شبكة الامان الحدودية وحماية لبنان اكثر من اية عمليات ارهابية في الداخل.

– اعادة وتعزيز سلامة وامن مدينة عرسال والقرى الحدودية الاخرى مثل راس بعلبك والفاكهة والعين والقاع وغيرها.

– تأمين سلامة مخيمات النازحين السوريين في المنطقة، وتعزيز الاجراءات لترتيب وضعها ومنع اي خرق ارهابي فيها.

ومن ابرز النتائج السياسية يضيف المصدر، ان نجاح هذه المعركة يعزز ويحصن لبنان وامنه، ويساهم مساهمة كبرى في محاربة الارهاب والمجموعات والخلايا الارهابية في الداخل.

ويقول المصدر ان الدول والجهات الخارجية لا سيما الغربية منها باتت على معرفة اكثر بأن ما يجري يحمي لبنان ويحفظ استقراره وامنه، وبالتالي فإن بعض الاصوات النشاز في الداخل والخارج ليس لها اي تأثير على مسار الوضع العام في البلاد.

وبرأيه ان هناك تقاطعا دوليا بعد لقاء الرئيسين الاميركي والروسي مؤخرا في حفظ استقرار لبنان وامنه، ومنع التهديدات الارهابية له. لا بل ان ما ظهر مؤخرا في سوريا لجهة نجاح الجيش العربي السوري في توسيع انتشاره وتحقيق انتصارات على غير محور يؤكد ان منطق الحرب على الارهاب التي تقودها دمشق بدعم من حلفائها لا سيما روسيا وايران انتصر على سائر الرهانات.

وقال المصدر ايضا ان حسم معركة جرود عرسال وتحريرها من الارهابيين سيفتح في مرحلة لاحقة الباب امام معالجة ازمة النازحين السوريين المتفاقمة عبر العمل على اعادتهم الى سوريا وتنظيم هذه العودة.

ودعا الحكومة للعمل من اجل التحضير لهذه المرحلة ومساواة نفسها مع الوفود الفرنسية ومن الكونغرس الاميركي التي زار سوريا، ناهيك عن الخطوط المفتوحة بين جهات امنية من دول عربية واجنبية مع الجهات الامنية السورية الرسمية.

واضاف: لدينا علاقات ديبلوماسية بين البلدين، ومن الطبيعي التواصل بينهما للتعاون والتنسيق في معالجة ملف النازحين، ويمكن ا ن يأخذ هذا التواصل اشكالا وقنوات عديدة، مع العلم ان بإمكان رئيس الجمهورية وفق الدستور ان يكلف موفدا رئاسيا للقيام بهذه المهمة لتجنيب رئيس الحكومة سعد الحريري اي احراج.