Site icon IMLebanon

تقدّم كبير لحسم سريع ضد النصرة… وهذه نقاط المعركة المقبلة!

 

كتبت صحيفة “الأخبار” أن المواقع التي احتلتها جبهة النصرة، في جرود عرسال، تتساقط الواحد تلو الآخر. التقدّم الكبير الذي حققته المقاومة (تحرير نحو 70 في المئة من الأراضي التي كانت تحتلها «النصرة») يمهّد لحسم سريع ضد جماعة أبو مالك التلي، ونهاية المرحلة الأولى من المعركة، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية: تحرير الأرض التي يحتلها “داعش”.

وأضافت الصحيفة أن ثلاثة أيام مضت على انطلاق معركة تحرير جرود عرسال من احتلال “جبهة النصرة” الإرهابية. لا يُمكن إنكار أنّ المواجهات في الأيام الثلاثة الأخيرة كانت عنيفة، لكنها انتهت لمصلحة المقاومة التي أدى تقدمها السريع إلى تقلّص المساحة التي تسيطر عليها جبهة النصرة إلى نحو 30 في المئة ممّا كانت تسيطر عليه سابقاً، مع تحرير كامل جرود فليطا السورية.
مصادر ميدانية أكدت لـ”الأخبار” أنّ التقدّم في جرود عرسال كان أسرع من المتوقع. عمليات إغارة عدّة نُفّذت على مواقع لجبهة النصرة. في بعض المواقع حصلت اشتباكات قاسية. وفي مواقع أخرى، نُفّذت إغارات صامتة فاجأت المسلحين في مواقعهم.

وبنتيجة القتال، تجاوز عدد المواقع الرئيسية التي سيطرت عليها المقاومة عتبة الـ17 موقعاً، فيما أدّت شدّة المعارك إلى مقتل أكثر من 100 مُسلح من «النصرة» في الأيام الثلاثة للعملية، بحسب مصادر ميدانية.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أنّ أكثر من 220 مقاتلاً، من مسلحي سرايا أهل الشام، أعلنوا انسحابهم من جرود عرسال، وانتقلوا، بعد التنسيق مع المقاومة، إلى أحد مخيمات النازحين السوريين في وادي حميد ومدينة الملاهي في خراج عرسال، إلى حين انتهاء المعارك.

أما مقاتلو النصرة، فانسحب عددٌ منهم من مواقعه باتجاه مناطق تقع تحت سيطرة «داعش». وفرّ الكثير من مواقعه في حرف وادي الدبّ، وحرف وادي الخيل.

وكان الإعلام الحربي قد أعلن فرار أحد مسؤولي النصرة، أبو طلحة الأنصاري، مع حوالي 30 مسلحاً باتجاه قلعة الحصن شرقي جرد عرسال، وهو ما يمكن اعتباره مؤشراً على إمكان انضمامه، مع المقاتلين غير السوريين وغير اللبنانين، إلى صفوف «داعش». وتشير مصادر ميدانية إلى احتمال أن يكون عدد من مسلحي النصرة قد اندسّ بين مسلحي “سرايا أهل الشام” للانسحاب من أرض المعركة.
وتقول المصادر الميدانية لـ”الأخبار” إنّه سيتم تزخيم التقدم في الأيام المقبلة لحسم المعركة بوجه النصرة سريعاً. وترى المصادر أنه في حال استمر التقدم بوتيرة الأيام الثلاثة الماضية، فإن المعركة ستُحسَم في غضون أيام.

بعد وادي الخيل، تتركز الأنظار صوب منطقة خربة يونين (بوابة وادي الخيل الشمالية مع سهل العجرم)، ومعبر الزمراني (نقطة تماس بين مسلحي “النصرة”، و”داعش”)، ومنطقة “الحصن الكبير”، شرقي خربة يونين من جهة الزمراني وشمال وادي الدب، والذي يحوي أسفل تضاريسه الحادة نفقاً ضخماً سبق أن حفرته الجبهة الشعبية منذ عقود. ويُعتبر الحصن الكبير معقل قيادة النصرة، وسط ترجيح أن يكون أمير جبهة النصرة المدعو أبو مالك التلي قد لجأ إليه.

بعد استعادة المنطقة التي تُسيطر عليها “النصرة” تنتهي المرحلة الأولى من العملية، لتبدأ المرحلة الثانية: العمل في المساحات التي يحتلها “داعش”، وهي أوسع من مناطق سيطرة النصرة، وأكثر وعورة. ولكن من إيجابياتها أنّها أبعد عن بلدة عرسال، من تلك التي تحتلها النصرة. كذلك فإنها بعيدة عن مخيمات النازحين السوريين، وبالتالي، ستكون المقاومة أكثر قدرة على التجهيز للمعركة والمناورة واختيار المحاور الأفضل للهجوم.